الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الخالق حسين ونموذج الزعيم الوطني الأصيل 2-2

عادل الخياط

2010 / 8 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



توطئة : أضع اللوم على نفسي وعلى تقنية الحوار المتمدن , على نفسي لأني عندما وضعت هذا الموضوع في خانة " إضافة الموضوع " لم أضع 1-2 بإعتبار أن الموضوع عبارة عن جزئين .. وعلى الموقع , لأن أحيانا كثيرة يُوضع الموضوع في خانة الموضوع الإضافي , لكن في حقل النص يُوضع عنوان الموضوع وما فيه من متعلقات من قبيل 1-2 بمعنى أن الموضوع بجزئين .. ولذلك أقول للسيد عبد الخالق , أن تداعيات المقال الأولية كانت مجرد تذكير تاريخي لأنه لابد من هذا السرد التاريخي كتذكير للذي يعرفه وللبينة للذي يجهله , لابد من ذكر ماهية مرجعية المالكي ,فدون ذلك لا قيمة لأي كلام.. - مع إستثناء الرد على بعض النقاط التي تجاهلها من مثل غرابة ان يربط عمار الحكيم بإيران في وقت ان عمار هو بيدق إيران .. أما في هذا الجزء سوف أقول لك الجوهر فيما ورد في مقالاتك التمجيدية عن المالكي , وإليك المُراد :

................................................................................


قضية التكنوقراط : نعم أتفق مع الكاتب عن أن التكنوقراط ليسوا ملائكة ,
لكن المالكي صاحبك هو الذي قد نفق عدة مرات حول مسألة التكنوقراط في مُحادثاته مع " السيستاني " .. ومع ذلك إذا تجاوزنا الوزارات , فإن مجالس المحافظات الجنوبية والفرات أوسطية يُسيطر عليها تكتلات المالكي الحكيم والصدر , وهذه المجالس من الجهل والفساد والرشوة وضياع الذمم ما لا تستوفيه المُفردات في إستهتارها بالخلق لحد أن لفيف صدام كان مثاليا جدا قبالة أولئك القوم المُنسلخين عن كل ما له صلة بدنيا الناس ! والمعنى العام أن التكنوقراطي صاحب الخبرة والمستوى العلمي مهما يكن يظل هو الأنسب لأي دور في مؤسسات الدولة , وإذا كان الإحتجاج كما يقول عبد الخالق : إنه ليس ملاكا , وأوعز لذلك من خلال وزير الكهرباء , فالقول الفصل - أيضا أتفق - التكنوقراطي مثل السياسي , من الممكن أن يكون نذلا وفاسقا ولصوصيا , وهذه الحالة لا تخص العراق أو أي بلد متخلف عن ركب الحضارة , إنما حتى في العالم المُتحضر , لأن نوازع الدناءة والخير عموما غير معنية بشعب ما , إنما نوازع يشترك فيها كل البشر , لكن الفارق بين بريطانيا وفرنسا والسويد وغيرها من بقاع العالم المتحضر ,وبين العالم المتخلف , أن هناك شفافية وقانون صارم هو الذي يحكم العالم الأول , أما العالم الآخر فغير خاضع لهكذا قانون , وعلى هذا التأسيس تحدث المطبات والكوارث .. وهنا على من تقع التبعة ؟ بالطبع تقع على حامي الحمى رئيس الوزراء بإعتباره هو الذي يرصد تلك الإختراقات , إختراقات القانون , وبالطبع من خلال وُزرائه الأفذاذ , والذي يخفيه الوزير الفلاني والعلاني فإن وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وغيرها هي التي تفضح السرقة والرشوة وعدم المسؤولية , فهل يا ترى كان المالكي طيلة تلك السنوات خاضعا لذلك المراقب ,- هل دفعته وطنيته لحماية صحفي عراقي حاصرته حِراب السلطة الدينية لمجرد انه كتب موضوعا عن رشاوي البطانيات - أم أنه كان صدى لموروثه المتخلف كونه سليل حزب ديني عشائري غير ذي صلة بتلك المفاهيم وأن التشبث بالسلطة هو أهم ما يدور في خُلده وحزبه ؟!

مسألة البديل

عبد الخالق حسين مع تقديري لجهده من خلال مقالاته في وضع فانوسا مضيئا في طريق الإنعتاق والبناء لعراق جديد , لكن للأسف تقولبه على عينات بعينها تضعه في موضع لا يُحسد عليه , فالبنسبة لقضية البديل ضمن قناعاته تشبه الأسود والأبيض , تشبه الحزورة أو لعبة المحيبس , يتحدث عن الديمقراطية بكل جوارحه ويستثني التماسيح , من هم التماسيح , كلهم تماسيح , الشعب العراقي كله تماسيح قادرة أن تدير شؤون البلد , وبمقدورك أن تستشف ذلك من خلال أعضاء البرلمان - الحجاج والحجيات - فما فرق أولئك عن المالكي في المقدرة على إدارة شؤون البلد , ما الفرق مادام جميعهم بنفس العقلية , أو نفس مستوى العقلية , إذا كان عبد الخالق يعتقد أن المالكي يختلف في مستوى العقلية فهذا بحث آخر , ننتظر منه ردا عن مدى تفوق المستوى العقلي والسياسي للمالكي على بقية سياسيي العراق وحجاجه , أو ان عبد الخلق يدعي أن المالكي تكونت لديه خبرة خلال وجوده في السلطة لأربع سنوات , وهذه من البساطة بمكان , فما قيمة أربع سنوات في مخاض عاصف مثل المخاض العراقي ّ؟ وبالنسبة للوطنية الأصيلة التي تُميز المالكي هذه كنا قد أشرنا إليها , أما بالنسبة للأرقام التي ذكرها فمن الممكن أن يُحاججه الآخر أن علاوي هو الذي حصل على الأغلبية في الإنتخابات , أو كما رد أحدهم عليه عن مدى مصداقية هذه الأرقام , يبدو أن الرجل لا هم له سوى جمع الأصوات التي تؤيد المالكي , ولا تدري لماذا يشغل نفسه بتلك الترقيمات .. إلى ذلك نعود إلى صلب السؤال عن الأسود والأبيض , ومثل هذا التساؤل يضع النقاط فوق الحروف ويخترق الحناجر : هل القضية برمتها , أعني قضية العراق وما يمر به من صراع , هي ان المالكي هو الخيار ولا بديل عنه , أم نحن بخصوص بلد ينهار تدريجيا وبحاجة إلى إنسلاخ عن الذات الدنيئة , فهل نحن بصدد مراهنات خيل وهجن أو صراع ديكة أم كيف يعني ؟ أو بمنطق آخر ما هو سر تشبث صاحبك المالكي إلى هذا الحد برئاسة ثانية إذا كان المفهوم الديمقراطي قد تشرب به إلى هذا الحد , ليعتق نفسه , يا أخي ليعتق نفسه وإن كان غيره سوف لا يُحقق المراد ليطفق ثانية كمُحرر أزلي مثل بوليفار الجنوب الأميركي , ولا أعتقد ان أحدا من السذاجة بل من الغباء أن ليس بإمكانه أن لا يدرك أن تشبث المالكي بالسلطة ليس مُتأت من روحه الوطنية البيضاء , وأعتقد أن عبارة باللهجة العراقية : ( هو يِكدر واحد ياخذها حتى ننطيها في اليوتيوب الذي على علم به القاصي والداني , دليل صارخ على تلك الوطنية الناصعة كـ .. كماذا , لا أعلم , خُسفت التشبيهات قبالة الضيم الأزلي ) ..وأظن أن ما تضخه من قدرات في صاحبك هو ذاته سوف لن يُصدقها وانه رغم جهالته ونرجسيته سيقول : أن ثمالة عبد الخالق في الإطراء قد بلغت المُطلق إلى حد أن أعداءنا سوف يضعوننا في متناول قذفهم " كما أظن كذلك أنه سوف يقول لك : على رسلك يا سيد عبد الخالق فضراوة الإطراء قد تنقلب نقمة علينا .

الضجيج الإعلامي
الضجيج الإعلامي قضية مفروغ منها في أي إنتخابات , أي تنظيم في أي بقعة في العالم يدافع عن حقه الإنتخابي بكل الوسائل , وكأن عبد الخالق يريد أن يقول لنا أن المالكي لم يُثر زوابع إعلامية أبان الإنتخابات وما بعدها .. أو يريد أن يُقنعنا إن إئتلاف المالكي ليس هشا وليس من الممكن أن يُفرط في أية لحظة , مثلما أشار إلى العراقية , والله العظيم هاي كلش حلوة , إلى حد أن المالكي من شدة الحلاوة كاد رأسه يُفرقع بعد تبين تفوق العراقية , ولعل شدة الفرقعة قد بلغت الذروة بعد الفرز اليدوي ! يا سيد على من تنثر كلماتك , علينا أم على رعيل المالكي الذي نفسه لم يقتنع بها !

نقاط عبد الخالق الأخيرة , أو المُحصلة وبيت القصيد كما يقول :

الجواب هو السيد المالكي " كيف ؟ لأنه قاد السلطة لأربعة سنوات في أحلك الظروف ..... "

تضحك أم تبكي أم تُكذب كل حروف التاريخ والفنون والآداب والسياسة وعلم النفس وغيرها .. فما معنى أن شخص مسؤول في دولة , المسؤول الأول لا يكترث بأمن هذه الدولة التي يحكمها , حتى لو كان مسؤول هذه الدولة ديكتاتورا صرفا مثل صدام حسين , وتلك مسألة في غاية البساطة وهي ان العبوة الناسفة التي تنفجر في مكان عام , والميليشيا الفلانية التي تحتل أو تثير قلاقل في مدينة أو ناحية أو قرية ما , كل تلك الأشياء تُمثل تحديا لسلطة الدولة أو بالتحديد رأس هرم هذه السلطة , وإذن تُمارس أو يكون التعامل معها بكل عنف ,وقبل المالكي كان علاوي قد أشار في حديث له أنه يتوجب الإستفادة من الخبرة الفرنسية في مكافحة إرهاب جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية ما بعد إنتخابات 91 وما أعقبها من مجازر إرهابية .. إلى ذلك أن عبد الخالق حسين وصل به الأمر إلى ترديد نفس ترنيمة جماعة حزب الدعوة عن القضاء على الميليشيات وما إلى ذلك , أو , لماذا وصل به الأمر , فهو أساسا يقول لك : إذهب لموقع دولة القانون وسوف تعرف ما هي إنجازاته .. هي هكذا , نحن نستفيد أو نأخذ النبأ اليقين من موقع دولة القانون ,وكأن العقول ضامرة في إستبيان الواقع من خلال آلاف وسائل الإعلام أو من ذوينا داخل العراق , مع أن الذي ينقله عبد الخالق عن موقع دولة المالكي تكتنفه مغالطة مفضوحة , فالجميع يعرف ان الذي قضى على الميلشيات الشيعية هم الأميركان إلى حد إستخدام الطائرات المقاتلة وليست المروحيات فقط سواء في البصرة أو مدينة الثورة , وبخصوص جماعات القاعدة فإن كل نبض يعرف ان الأميركان قد بذلوا جهودا كبيرة - وسط موجات الرفض لهم في تلك المناطق - في تكوين مجموعات الصحوات في مناطق الغرب وانهم هم الذين كانوا يدفعون الرواتب , وأن الزرقاوي تم قتله بعد بحث إستخباراتي أميركي طويل , وفي النهاية قُتل بغارة أميركية .. ومن هنا وكذلك ولعله فأن أسلوب عبد الخالق في السرد التمجيدي وبهذا التمويه المفضوح يشبه الإعلام العراقي أبان الحرب الثمانينية : تم قتل مئة إيراني أما خسائرنا فهي شهيد واحد في جميع القواطع !!

وقبل الخاتمة نسينا نصاعة المالكي الأخرى الغير خاضعة لأية دولة أجنبية كما بقية هشيم التكتلات السياسية العراقية .
بالنسبة لي , وحتى لا أقع في التناقض , ذكرت في مقالين أو ثلاثة أن ثمة تقاطع بين حزب الدعوة وملالي إيران والمجلس الإسلامي بقيادة الحكيميين منذ منتصف الثمانينيات تقريبا , لكن الواقع أنه تقاطع ليس بذلك الحجم , يعني تقاطع شكلي , أو حب من طرف واحد والطرف الآخر يستحي أو .. لكن في النهاية كلاهما ينهلان من نهر بعينه ويصبان في مستنقع واحد , وحين تتوخى الأشياء تجد ان " محمد باقر الصدر " كانت تربطه بـ " محمد باقر الحكيم " علاقة وثيقة إلى درجة أن " الصدر " يذكر في مؤلفه , " إقتصادنا " عبارة : أن الذي مدَني أو زودني بالمصادر في إنجاز هذا الكتاب هو عضيدي وأخي " محمد باقر الحكيم " تضيف إليها أن الخميني كان هو الذي أوعز أو بصراحة " وَرَط َ " محمد باقر الصدر للبقاء في العراق ومواجهة صدام حسين علنا مع انه لا يمتلك أي رصيد لتلك المواجهة .. وعليه فإن الإثنين وجهان لعملة واحدة : الحكيم والصدر وحزب الدعوة الذي هو أحد إختراعات الأخير " ومن هنا تستطيع القول أن الإختلاف شكلي وليس عضوي .. وهذا الطرح من وجهة نظر تاريخية , أما الوقت الراهن فبالتأكيد أن كل شيء قد صهرته التفاعلات والأحداث السياسية .. بعد الفتح العظيم لابد أن يُضخ كل عضو في الجسم البشري بالتخمة : الرأس فهو مصدر الزهو والكبرياء والتشدق والبراغماتية , والبطن التي هي مصدر العفن , والأوداج تعني اللذة الكارثة , ولو تجاوزنا الأخيرتين كونهما حاصل تحصيل للحمل الأول فإن السياسي العراقي لابد أن يعتني أشد العناية بهذا الحمل , طبعا جميع السياسيين وليس عينة بذاتها , لكن الأكثر إكتراثا هو السياسي المنطاد الذي يُحلق كنبراسا أو بوما دكتاتورا للقطيع الآخر , والسياسي المنطاد هو المالكي , ولكي يظل مُحلقا في المنطاد , وكونه قليل الخبرة تاريخيا , ولأن ثمة تكتلات كثيرة اليوم تقف في مواجهته , فلا بد من الإستعانة بأبوام وغربان أشد شراسة .. بالنسبة للسيد عبد الخالق سوف يقول : إنه ليس بحاجة إلى أبوام وغربان , لأنه يمتلك قدرات خارقة في قيادة المنطاد ولو توجب الأمر إنه سيُفجر نفسه في المنطاد ولعنة الله على المنطاد وأهل المنطاد .. لنصيغها في إتجاه آخر , عبد الخالق حسين مُغرم بالترقيمات , على وتيرة ( 50 + 1 ) لكن ترقيماته تأتي عندما يكون الترقيم ضرورة ردعية أو إثباتية في أحقية المالكي القدسية في الإعتلاء , أما في موضع آخر - الموضع الذي يتنكر له في فقرات بعينها - تصير الأشياء هلامية أو دعائية في تثبيت قناعاته , لماذا لا تُؤخذ إفتراضاتك طابع التهويل والدعائية عندما لا تخضع للترقيم الذي تطفحه على الناس , لماذا مسؤولي العراقية يُشار لهم بالتبعية للدولة العلانية والفلانية , في حين تتجاهل زيارات عشرات المسؤولين من حزب المالكي لإيران ؟ هل العملية ضرب بالقداح أم كيف , هل عبد الخالق عل يقينية مُطلقة مثل ترقيماته أن المالكي غير خاضع لإيران وأن الآخرين تابعين لسوريا والسعودية والإمارات وغيرها , هل الزيارات هي المقياس , أم أن ثمة سِريات تفوق كل ما تنفثه علينا كل وسائل الإعلام , كيف تكونت يقينية عبد الخالق إزاء الآخرين ما دام يؤمن بلغة الأرقام ؟ .. ألم يُشر عبد الخالق في إحدى مقالاته أن إتفاقا مبدئيا بين السعودية وإيران وسوريا لتدمير العراق , وعندما يفترض عبد الخالق تساؤلا ما عن ماهية الربط بين السعودية وإيران , تراه يُجيب على التساؤل المُفترض : صحيح , لكن هناك أجندة سرية بين السعودية وإيران لتدمير العراق رغم الإختلاف العضوي بين السعودية وإيران " ... وعلى هذا التأسيس فإن العملية تُقاس على ثوابت في غاية الهشاشة , ثوابت لا يُمكن أن تُولد قناعات حتى لديدان الأرض , بمعنى أن ثمة سيناريو سرية بين السعودية وإيران وسوريا لتدمير العراق , على المستوى الموضوعي الفعلي هذه مفهومة ولا تحتاج إلى نصل مُشفر , أنا ذكرتها في إحدى مقالاتي قبل أن يذكرها عبد الخالق , وقد يكون قد إستنسخ الفكرة مني أصلا , ولا ضير فالملاحظات ليست حِكرا على فلان وعلان .. الدول الثلاثة أرسلت إرهابيين للعراق من منطلقات شتى : طائفية بالنسبة للسعودية , ونظام برلماني تعددي لا يروق لا لإيران ولا لسوريا بإعتبار إن الذي يتحكم في هذين البلدين هو نظام شمولي , لكن على المستوى السياسي كيف تُقاس , كيف نقيسها على المستوى السياسي : علاوي تابع للسعودية وسوريا , وسوريا والسعودية متحالفان ضمنيا مع إيران .. المالكي غير تابع لأي من تلك الدول , لذلك يجب أن يسقط .. فرضا سقط المالكي وتولى علاوي رئاسة الوزراء , هل ستقتنع تلك الدول بإستلام علاوي للوزارة وتساعد في الإستقرار .. قد يروق مثل هكذا تفسير لجماعة علاوي .. لكن المشكلة أن علاوي ظل في جميع إنثيالاته يتهم إيران في التدخل في شؤون العراق , لا أدري لماذا علاوي يتهم إيران , كذلك لا ندري لماذا المالكي يتهم السعودية وسوريا ولا يطرأ على عقله بتوجيه أية ملاحظة تجاه إيران !؟

المهم , القول الفصل , انه من حق أي سياسي - ضمن العرف البراغماتي في السياسة - أن يلجأ إلى المؤسسات المالية الكبرى والدول النافذة , وتلك عملية مفروغ منها حتى في الدول المتحضرة إنتخابيا , يعني من حق المالكي أن يعتمد على المد الإيراني , تلك عملية طبيعية وليست تكتيكية : شخص مسؤول حزب ديني وشيعي المذهب إلى من يتجه , إلى تركيا , إلى السعودية , إلى سوريا .. بالطبع يتجه نحو إيران .. وآخر علماني نقيض الأول , يتجه إلى إلى من , أيضا بالطبع إلى الدول التي أساسا ثمة صراع بينها وبين إيران مع إستثناء سوريا ... لكن هنا سوف تقفز إلى الفقرة التي دائما ما يُرددها عبد الخالق عن حزب البعث وكيف أتى للسلطة بعد إنقلابي 63 و 68 .

في البدء لا بد القول أن تشبث عبد الخالق بمسألة حزب البعث غير خاضعة لأبسط جزئيات المنطق , لأن عشعشة البعث في عقله وما فعله جعلته ينسلخ كُليا عن تطور الزمن : ما فعلته العولمة بالدول وعقليات الناس , الإنكفاء المريع للأفكار القومية , التطور الثوري للمعلوماتية من خلال الإنترنت , الأزمات الإقتصادية , الهجرة , نشاطات منظمات حقوق الإنسان , الإنعتاق الأميركي عن الحركات المُتطرفة التي كانت تتبناها السياسة الأميركية من خمسينيات القرن المنصرم إلى نهايته والتي كانت حصيلتها الختامية تفجيرات 11 أيلول , لأنها في النهاية تؤدي إلى عدم الإستقرار , وعدم إستقرار أي بقعة في الأرض اليوم يعني عدم إستقرار العالم أجمع إقتصاديا وأصوليا ( ونحن نرى اليوم أن أميركا وصلت إلى قناعة أن التفاوض مع طالبان هو الحل الأمثل , مع وصول قناعات دول حلف الناتو أنه لا نهاية لحرب أفغانستان , واليوم بالذات بدأت هولندا الإنسحاب من أفغانستان ) وغيرها الكثير التي أفرزها تطور الزمن , لكن الأهم هو بروز التطرف الإسلامي الذي غطى على كل ما له صلة بالقومية .. وهنا هو المِحك : أن خشية عبد الخالق من جرثومة البعث جعلته في إصطفاف يحتمل ذات جرثومة البعث وذات توجهه , بمعنى أن المالكي يُحذر من البعث وهو ذاته يتبنى توجهه .. وتلك عملية مفضوحة لا تحتاج إلى إلهام , كل الحركات الإسلامية اليوم في العراق تضخ في هذا الإتجاه , إذن , المفروض من عبد الخالق أن يُحذر من بعث جديد وليس من البعث القديم المُنقرض .

على أي حال , لست بصدد هدم قناعات الرجل , لكن الواقع العراقي غير ما يعتقده , كذلك أنا سوف أكون مُخطئا من وجهة نظره , والزمن بالتأكيد سوف يكون هو الذي يفرز الخطأ من الصواب , لكن عندي ملاحظة أخيرة
وهي : أنه لماذا بعض الكتاب يستشهدون بهلاميات أو بالمُبالغة في الرصد .. يعني مثلا عبد الخالق يذكر أن " معاوية بن أبي سفيان " قال لولده يزيد , : إذا لم تقل لأهل العراق نعم فإنهم سيشهرون عشرة آلاف سيف في وجهك .. وآخر يقول لماذا أهل العراق يختلفون , هل لأنهم , ثم يذكر الغرين والطين وإختلاف الحر والبرد , وكأن الغرين والطين والشطوط غير موجودة في كل بقاع العالم ( شطوط وغدران ونفط , والكهرباء والماء دائما مُعطلين ! ) .. والحجاج قال : يا أهل العراق يا أهل الكفر والنفاق .. وعلي بن أبي طالب قال مثلكم كالمرأة الحامل , حملت فلما أتمت أملصت " يعني أن أهل العراق بعد أن أصبح النصر قاب قوسين أو أدنى , تخلوا عن القتال " .. والعرب اليوم يقولون عن العراقيين عُنفيين ومنافقين , والمتعاطف يقول : عاطفيين , عُلماء , شعراء مرموقين , وحسني مبارك قال كذا وكيت ..و.. و .. و .. لا أدري , هل صحيح نحن نختلف , أم أنها من أوهامنا عن أنفسنا ؟؟ .. وفي هذا الصدد ربما أستحضر عبارة للكاتب " كريم عبد " : ما مدى تصوراتنا عن أنفسنا ؟ " ..

ملاحظة أخيرة , نرجو من عبد الخالق أن يرد بمنطقية على تلك النقاط , كما نرجو أن يرد على تعليقات المُعلق " صادق التميمي " التي تضرب في الصميم , لماذا يرد فقط على التعليقات التي تلهج بإسمه ؟ بالتأكيد أن ذلك يدمغ نمطية عبد الخالق في السرد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مديح اخر الأزمنة
سعد المكصوصي ( 2010 / 8 / 4 - 17:30 )
عبد الخالق لا يعرف في العراق سوى حكام ملائكة وبشكل خاص مسعود وجلال والنوايا أكثر من معروفة..فلماذا نصدق كل ما يقال فالعراق فاسد من رجال السياسة حتى شبه نخب تغرف في مدحهم كلمات وأموال..؟؟
لك تقديري


2 - متحامل
سرمد محمد ( 2010 / 8 / 4 - 18:50 )
سيد عادل الخياط....اراك متحاملا جدا على المالكي....اليس له اي عمل حسن كل الفترة السابقة؟


3 - تفكيك وعي الاندراج
صادق التميمي ( 2010 / 8 / 4 - 23:18 )
تحية الى الكاتب واود القول ان التحليق عاليا فن وملكة لايمتلكها الا الذي رائ


4 - سبات العقل ..عبد الخالق نموذجا-1
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 8 / 5 - 06:01 )
الصديق عادل تحية وشكرا لك ..لانك ساهمت بكشف القناع عن سبات الرؤيا و الفكر عند الدكتور..كنت قد شاركت بستة مداخلات على ماكتبه , انظر الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224035
المؤسف انه لم يرد ويعلق , بل الذي رد هو رعد الحافظ متهكما وساخرا .. يسئل ((هل يكتب مثلاً / عاش البعث والقائد الملهم أبو الحفرة ؟)) و يستمر رعد الحافظ يكيل الاتهامات لكل منتقدي الدكتور..ويوجه لهم الفزاعة أو خيال المآتى ( البعث) ..كل من ينتقد الدكتور من وجهة نظره هو بعثي... وهذه تمثل من وجهة نظرنا واحده من حالتين .. اما جهل مطبق والجهل المطبق يؤدي الى استبداد ..واما مرض نفسي هو الرهاب أو الفوبيا ..وانا اتوقع الحالة الثانية والشفاء منها بسيط... ((يا لبؤس البعثيين وأتباع القائد الضرورة .. المشنوق))..للحديث بقيه


5 - سبات العقل ..عبد الخالق نموذجا-2
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 8 / 5 - 06:01 )
تتمة الحديث
وتستمر دوامة الهزل والماساة عندما يكتب حسن حاتم المذكور في الحوار http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224491
مايلي: ((...تلك الأساءات التي انبعثت من مستنقع التراث البعثي للشتيمـة والتسقيط ’ ومـع ان الدكتور تجاهل تماماً ذلك المستنقع الراكد على محتوياتـه ’ وترفع عن ان يلتفت الى مـا ينضحه))
وهذا ثاني اثنين..مصاب بوفبيا البعث..وتصل الى حسن مذكور رسالة تزكية من الدكتور في مداخلته((أستاذنا الفاضل، لقد خبرنا أساليب البعثيين وظهورهم بمظهر الحمل الوديع،))
هكذا يعلن للملا الثلاثي : الدكتور ورعد الحافظ وحسن مذكور ان من يخالفهم الرأي هو بعثي....متناسين عمدا او جهلا ان البعثيين لا يعرفون موقع الحوار المتمدن وان معظم المتداخلين هم شيوعيين سابقا ولاحقا
ماكتبه المناضل القدير علاء اللامي في الجزء الاول من مقالة الصديق عادل تكفي لنعرف من هو الدكتور..


6 - إعتراض
رعد الحافظ ( 2010 / 8 / 5 - 15:23 )
مساء الخير للجميع
لا أدري لماذا تذكرتُ الآية التالية مع أنّي قد تركتُ الصلاة منذ أكثر من عقدين
((إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون))
في الواقع أردتُ لفت إنتباه المهندس الإستشاري / جاسم الزيرجاوي لإسلوبهِ مع مخالفيه
فأنا لا أوافقه في إستخدام لفظة / الجهل المطبق علينا , فهل تجدنا هكذا سيدي ؟
وصفك بإصابتنا بالرهاب والفوبيا البعثية / ممكن مناقشتهِ نظراً لما فعله البعث بشعبنا البائس
وخصوصاً منهم الشيوعيين الذين تصفهم بالخير في حديثك , فحتى لو أصبنا بعقدة من إسمهِ سيكون ذلك حقٌ علينا ولنا , فلم يُبقِ صنفاً من الشعب إلاّ وأذاقهُ سوء العذاب
لكن إتهامكَ لنا بالجهل المطبق غير مقبول
وسأتوقف عن متابعة ماتكتب أخي إذا لم نقرأ إعتذار بسحب تلك الكلمة أقلّهُ
***
فيما يخص تعليقاتي ولي الشرف بأن وضعتني بين إسمين لامعين ولا أستحق تلك المكانة لكنّي كنتُ في كل تعليق أتسائل عن البديل في ظنّكَ , فماذا تتوقع من د. حسين أن يكتب ؟
***
أمّا ما تتصورهُ إتهام منّي / بالبعثي لكل من يخالف رأيي ومعتقدي , فطبعاً غير صحيح
بدليل وجود إسلاميين وأنواع أخرى مخالفة , تحياتي


7 - اعتذاري الشديد
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 8 / 5 - 18:15 )
صديقنا رعد الحافظ
اقدم اعتذاري الشديد لك ولكل الاصدقاء اذا فهم من تعليقي فيه اساءة شخصية لكم.
نحن ومن شدة الالم والحسرة على ضياع الوطن نكون احيانا قساة مع انفسنا ومع الاخر.
الدكتور الفاضل عبد الخالق يؤمن بنظرية الامر الواقع :بمعنى ان المقارنة بين المالكي وعلاوي والحكيم , فانه يفضل المالكي..لكن الامور لاتجري هكذا..الثلاث هم ليسوا اهلا لقيادة العراق.. ونحن تيار يساري نؤمن بالبرامج لا الافراد..واذا كانت هناك سيئة واحدة فقط للمالكي هي قرار الغاء نقابات الكهرباء وترحيل نقابيي نفط البصرة الى مصفى الدورة!!! البديل هو اما الغاء الانتخابات الحالية وقانونها سئ الصيت وتاسيس قانون انتخابي بديل واجراء انتخابات جديدة او اللجوء الى الامم المتحدة لحل الازمة المستعصية خصوصا وان القاعدة والبعث الفاشستي اسغلوا الوضع السياسي الفوضوي وجريمة الاعظمية الاخيرة خير دليل
اقدم اعتذاري من جديد لكم .. وشكرا


8 - شكراً للأخ الزيرجاوي
رعد الحافظ ( 2010 / 8 / 5 - 21:22 )
أشكر تفضلك بالتوضيح , وعموماً الإعتذار عن الخطأ هو تسامي في الفكر والكلمة والخُلق , أفضل جزء في تعليقك هو قولكَ الدكتور الفاضل عن الأستاذ عبد الخالق حسين
فهو يستحق فعلاً و أقسم أنّي لا أعرفهُ سوى من حديثهِ في الفيحاء أحياناً ومن خلال مقالاتهِ
التي تنّم عن شخص يحب بلدهِ بكل جوارحهِ ويأسى عليه , ونحنُ العراقيين عموماً مصابين بأدواء كثيرة منها قلّة تقييمنا للمبدعين في حياتهم , هل تتذكر د. علي الوردي مثلاً ؟ عندما رحل عام 1995 كنّا نشتري كتبهِ بنسخها القليلة والقديمة سراً من شارع المتنبي وبأسعار عالية ( كأنّها ممنوعة ) و كل ذنبهِ انّه كان مهموم بالشخصية العراقية
**
من جهة أخرى , أشّك في إمكانية تطبيق إقتراحك حول إعادة الإنتخابات
ولو سمح المجال لأفصحتُ لكَ عن حُلمي الشخصي بأن ينقسم ساسة البلد الى حزبين رئيسين مع عدد محدود من الأحزاب الصغيرة ( من النوع التي لاتنال الأصوات) ,ا
والحزبين يكونا بشعارين مختلفين
الأول / الأحزاب الدينية ومن لفّ لفهم من المتخلفين ويسمون / حزب المحافظين مثلاً
الثاني / يضم الليبراليين والعلمانيين والعقلانيين والتكنوقراط بمختلف إختصاصاتهم
تحت مسمى / التقدميين


9 - الكاتب مصيب في كل ما كتب
عبد العظيم محمد العماري ( 2010 / 8 / 5 - 22:59 )
الكاتب عادل الخياط مصيب في كل ما كتب ولكنه على ما يظهر لم يعرف لماذا يؤيد بعض المثقفين ولاية ثانية للمالكي هذه الولاية التي يؤيدها الامريكان كذلك وهم من دعوا لها ووجهوا الاخرين بالكتابة عنها ..وليثق الكاتب العزيز عادل الخياط ان بعض المثقفين لهم علاقة باعضاء في الكونغرس الامريكي ومنهم يستمدون الرأي والفكرة ..أمل ايها الكاتب العزيز عادل الخياط أنك انتفعت بما قلته لك وكن على ثقة مما قلته


10 - تكاثر الذباب في زمن الطاعون
علي كراوي ( 2010 / 8 / 6 - 14:04 )
العزيز جاسم الزيرجاوي بن العشيرة الثائرة في الاهوار للاسف لماذا النفخ في الرماد تذكر بان راس الحكمة مخافة الله وبالعربي الفصيح مخافة الله عبادة والسلام

اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة