الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالدمعِ صعوداًَ حتى نضوب السَحاب

سلام صادق

2010 / 8 / 4
الادب والفن


لامرأة طاعنة في البكاء

تشرق عيناها بالدمع المالح ليلاً

لتبلّ بعضا من بقاياي على الحيطان

فالذكريات الموؤدة كالمتخلف من ماء البحر

ملحٌ وهذيان .



جرّة دمعٍ لاينفذ

حزينة انت هكذا

ومثلك مثلي يصرخ او يتهجد

كمناحات آتيةٍ من سومر

وعويل لا يستريح

كرنينٍ ينبعث من الاعماق

يزلزل اركان كونهِ

بلسان موته الفصيح

فتنزوي الملائكة تحت العتبات

وتصير البيوت مغارات

لانبياءَ لاحصر لهم

أخرسهم تهور المباغتات .



بكاؤك يشظي المصابيح

ويغرق القصائد والعروض

كلما فاضت موجة منه

انشبت فيه بياضها

اشباح تتقافز عارية

في حليب الغموض .





يُنضجُ البكاءُ المحاجرَ

مثل ثمار مجوفة

فتتدلى النظرة ساهمة في فراغ

تقطفها عين مسهدة

في افق يكاد لا يُرى

من زحمة المقابر .



البكاء ابجدية دمع تكتبها الممحاة

فيتهجاها اطفال عميان

ينثرون الياقوت في وليمة السحب

امطارا من الندى

مدافةً بالزعفران.



تدمع الاشجار بصمت

تسّاقط القطرات تحرث الليالي

نأمة فنأمة

حتى نخاع المتاهة البيضاء

وانعتاق الجذور نحو طينها

لافظةً مصيرها كفحمة .





يبكي الصمت بصوت كاذب

ودمع ناضب

مثل صراخ اخرسه الحزن

كسيرا في حجر

من عويل الاوقات

او كصوت شاعر أخرسه الهول

فمات .



للصرخة غابة من الصدى

وشلال نور مهجور

من رذاذ ووشوشة

لا تخترقه الدمعة

في هدوء الليل

وسواد الديجور .



يتلاطم الجرح كلغة

فتهتاج الارض كهتاف

يخنق اصداء النداء

فتذرف السماء زرقتها

دموعاً خرساء .



تبكي الغزالة خوفا

فيبرق دمعها في عيون النمر

بؤبؤ الفريسة مرآة

لبلورة الوهن

في الكائنات الضعيفة

تنشب اظفارها دوما

في رقّة الطباع الرهيفة .



جسد ينزفه البكاء

للمرة الالف ينسى فصاحته

ويهادن لغة الاشلاء

بقاموس كللته الاخطاء .





هدأت فورة النبيذ

سأخدعنه في القارورة

حتى استحالة الهواء

اعصارا براسي المهدورة .



من دمع الحكاية

انهمرُ في حدّة المراثي

ومن قلة اكتراثي

اتدلى من تلابيب النهاية .





تصحبها الدموع

فتخجل التضرعات من نفسها

تتطايرمثل فقاعات موهومة

لا تلبث ان تزين باللؤلؤ التيجان

فيشع منهمرا منها دم الانسان .



إبكِ ياقلب إبكِ

لئلا تهادن اوجاعك

وتماري في نزفك

حنينك الطاغي لمن باعك

دمك من دموع نقية

صبغوها بقرمزالقتل

لترتقي صافيا زرقة السماء

لاسلالم للعلاء

دون هاوية الدماء !



تنتحب الصدفة

تجاربها المستغلقة عليها

نومها يفيض بسراب اليقظة

وعلى غفلة منا

تكفر المحارة بالبحر

والرجال بالابجديات المغدورة

وينخرط الجميع بالبكاء

يصطادون دموع القتلى

من رمل السواحل المهجورة .



عناقيد من دموع

تختمر

نبيذا للبكاء

ووسنا لسكرة المآقي

ووجوم الدماء .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا