الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاحنا المشلول!!

سعد تركي

2010 / 8 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


نتمنى دوماً من صميم قلوبنا، وندعو الله بخشوع ورجاء وأمل، أن تكونوا ـ كما تصوركم الإعلانات ـ رجالاً أشداء يفر الإرهابيون وأعداء الوطن من أمامهم كما تفر الجرذان.. نحلم دوماً ( أحبتنا رجال الأجهزة الأمنية) أن تكونوا ـ كما أقسمتم ـ عيناً تحرس أمن الوطن والمواطن، ويداً تصفع كل معتد وتمسح دمعة كل مكلوم.
أحلامنا وأمانينا تتحول إلى كوابيس يومية حين نرى رجال الأمن أهدافاً بلا حول أو قوة أمام رصاص مدوٍّ غالباً، ومكتومٍ حيناً، حتى أن بطولاتهم التي نشاهدها على الفضائيات كإعلانات مدفوعة الثمن، أو نراها في الشوارع كاستعراض مجاني للقوة ضد العزل والأبرياء، يثير غصة وألماً ويأساً وأسئلة نعجز عن فك أسرار طلاسمها الملغزة بأجوبة تفسر سبب عجزكم عن الفرار حين توقفت بنادق ـ ترمي من دون سبب ـ عن صد هجمة لإرهابي يدافع عن باطل ويبشر بالظلم والظلام والإثم والعدوان.
نعلم إن جلّ الأجهزة الأمنية بُنيت في عهدنا الجديد على بدعة المحاصصة والرُشا، وليس على الكفاءة والولاء للوطن.. نعلم إن بعضكم يظن أن البندقية التي يحملها على كتفه لا تصلح إلا لإطلاق الرصاص في الأفراح والأتراح وإرعاب الآمنين، وإن أصابعكم تعودت العبث بأزرار الموبايل لا الضغط على الزناد، لكن ما لا نستطيع تفسيره ـ أحبتنا وأبناءنا وفلذات أكبادنا ـ كيف أن الشلل يصيبكم وتتسمرون أمام رصاص أو سكين يسلبان أرواحكم من دون أن تتمكنوا من الرد ولو برصاصة طائشة أو (إطلاق) سيقانكم للريح؟!
تأخذنا الدهشة والاستغراب وقبلهما الألم بين صورتين تتكرران يومياً أمام أنظارنا، صورة الجندي المحتل بكامل عدته وعتاده وقيافته العسكرية والتزامه وحذره الشديد وعينه اليقظة وتحسبه لكل طارئ، وصورة رجل أمننا المشغول بكل شيء إلا أمننا وأمنه، سلاحه ملقى بإهمال على كتفه أو بعيد عن متناول يده، أزرار بدلته العسكرية مفتوحة مستبدلاً الحذاء بـ(الشحاطة)، متعب ومرهق دوماً كأن(واجبه) استراحة يقضيها بالنعاس ولغو الكلام.
تفجعنا الفضائيات في كل يوم تقريباً بإخوة وأبناء لنا ولكم، يفاجئكم القتل والموت والرصاص كما يفاجئنا، يتكرر المشهد كل ساعة مثل اسطوانة مشروخة: سيطرة عسكرية هدفها حماية الآمنين أبيدت عن بكرة أبيها من دون أن تجرح أحداً من المهاجمين المتلذذين بقتل أسهل من ذبح مشلول مقعد أعمى!!
دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة، أما آن لساعة الباطل التي طالت واستطالت ودامت عقوداً وقرون طويلة أن تنتهي؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو