الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة من أجل الطماطة

أمير الحلو

2010 / 8 / 4
كتابات ساخرة


تعرضت خلال عملي الاعلامي الذي بدأ منذ عام 1963 الى العديد من عمليات التحقيق والمحاكمات،ولكن كان(أخطرها) عام 1994 عندما كتبت الصحفية نجلاء قادر تحقيقاً في مجلة ألف باء عن تلف محصول الطماطة في البصرة بسبب عدم تزويد المزارعين بالاغطية البلاستيكية،فبعد نشر التحقيق الصحفي استدعيت بصفتي رئيساً للتحرير والكاتبة نجلاء قادر الى مركز شرطة الصالحية حيث جرى التحقيق معنا وكان المشتكي هو الفريق اول الركن حسين كامل مما جعل المحقق معنا في حالة من الرهبة فاخذ بصماتنا واجرى التحقيق بتهمة القذف والتشهير،ولم أكن أعلم ما هي علاقة حسين كامل بالموضوع،ثم علمت انه كان يعتقد باننا (نتهمه)بأخذ الاغطية البلاستيكية لاغراضه الخاصة وحرمان المزارعين،وذلك مالم يرد صراحة في التحقيق بل هناك تساؤل عن الجهة التي سببت موت الموسم الزراعي؟ وقد أحلنا الى قاضي التحقيق في محكمة الكرخ الذي أحالنا بدوره الى المحكمة،وقد حاولت نقابة الصحفيين التدخل في حينه ولكن السيد عباس الجنابي اخبرني ان حسين كامل قال انني سأحكم عليه بثلاثة سنوات سجن ولكنه سيعفو عني في السنة الاخيرة اي اقضي سنتين فقط ... وكنت انتظر موعد المحكمة وأنا متأكد باني سوف(أدان) لا محالة لطبيعة (الطرفين) ! وفي أحد الايام وعندما كنت أشاهد نشرة الاخبار سمعت بخبر هروب حسين كامل الى الاردن ،وأعتقد انني ونجلاء كنا من أسعد الناس بهذا الخبر،والنكتة انه قال في مؤتمره الصحفي ان العراق يفتقر الى حرية الصحافة! وبعد شهرين جرى استدعاؤنا الى المحاكمة وقد توكل عنا الزميل الكاتب والمحامي منذ آل جعفر،وعندما مثلنا أمام القاضي (أنقلبت الاية)كما يقال فاصبح اسم(الطرفين)المشتكي والمشتكى عليهما مختلفا بما جعل القاضي يسارع في سماع أفادتنا من دون مناقشة أو اسئلة وكذلك مع المحامي،ثم أصدر حكمه بالافراج عنا،وهو أمر كان متوقعاً. وقد أرسل عليّ وزير الثقافة والاعلام وطلب ان ينشر خبر الافراج عنا في الصحف المحلية كرد على حسين كامل .
ولازال عدد(ألف باء)صاحب القضية موجوداً لدي وكان غلافه (لئيما) اذ احتوى على صور عدة (طماطات)حمراء وبوسطهما علامة استفهام ومن دون أي تعليق،وهو من(تصميمي) ! وكان اكثر وقعاً بلؤمه من أي تعليق يوضع عليه،ولكني للامانة اقول بانني اعرف ان حسين كامل مشرف على الصناعة والنفط وان معمل البرتوكيمياويات في البصرة يعود الى الوزارات التي يشرف عليها،ولكني ولا الزميلة نجلاء كنا نعرف أية علاقة به بحجز كميات الاغطية البلاستيكية وارسالها الى بغداد بدلاً من توزيعها على فلاحي ومزارعي المنطقة الممتدة من البصرة الى صفوان على الحدود الكويتية والتي تشتهر بزراعة الطماطة والبصل وتموّن موسماً كاملا في عموم العراق من انتاجها،ولكنها أصيب بنكبة في ذلك العام بسبب (انكشاف) المحصول على الحرارة الشديدة وتلف اكثره نتيجة ذلك .
كانت هذه واحدة من المحاكمات التي واجهتها في عملي الصحفي وسأروي تباعاً بعض فصول المحاكمات الاخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللعب بالنار
عبدالجليل الكناني ( 2010 / 8 / 4 - 12:48 )
الم تسمع كثيرا الاغنية التي تقول لا تلعب بالنار تحرق اصابيعك
كان حسين كامل وكنت محظوظا لهربه فماذا لو كان عدي . عجبي ان يأمن المثقف في عمل حساس بالنسبة لدولة تحكمها عصابات وليس القانون


2 - الخطوط الحمراء
الحارث العبودي ( 2010 / 8 / 4 - 13:41 )
في كتابها(( سنوات مع الخوف العراقي )) ذكرت الصحفية هاديا سعيد وفي مشهد مماثل أن السيدة أبتسام عبدالله كتبت قصة قصيرة نشرت في مجلة ألف باء تجاوزت بها الخطوط الحمراء (( من وجهة نظر السلطة ))..شكرآ لكم راجين نشر المزيد من هكذا (( غسيل )) ودمتم.


3 - شكرا لك على فضح حكام الرذيله والارهاب
خضرالعراقي ابو موده ( 2010 / 8 / 4 - 19:07 )
الاستاذ امير الحلو
طاب مساؤك
شكرا لك على نشر غسيل جلاوزة البعث
اتمنى ان يحذوا حذوك الاخرين ممن تسبب لهم نظام العفالقه بمثل هذه المواقف

دمت سالما وقلماعراقيا شريفا

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-