الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين عقلانية العرب وإسرائيل

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 8 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


تبدو إسرائيل في أفعالها السياسية أكثر عقلانية من العرب ، على مستوى صناعة القرار وآلية اتخاذه ، وحتى على مستوى الحوار مع المجتمع الدولي بلغة ديبلوماسية رصينة ، وإن بدت أحياناً أنها فوق القانون .
بينما يغرق العرب في كيل الاتهامات والشكاوى بطائل أو بدون طائل لإسرائيل في المقام الأول ، من دون الإتيان على ممارسات ملموسة على الأرض أو ترجمة حقيقية تعبر عن جدية وصدقية تلك الشكاوى والاتهامات .
والأنكى من ذلك ، أن العرب ليسوا غارقين أو منشغلين في معاقبة إسرائيل ( وأحياناً مغازلتها ) بل هم غارقون في تقريع بعضهم ابتداءً من فتح دفاترهم السوادء في سوق مزايداتهم الرخيصة بكل ما تحتويه من نفاق سمج ، لا يبقي في أفعالهم تلك أي عقلانية يمكن أن تتسم بها .
عندما تشرع إسرائيل في الإقدام على أي عمل عسكري ، تبدو بنظر الكثيرين ، غير عقلانية ، وأنها أقرب إلى العدوانية ، رغم ما يعتقده جنرالاتها ، أنها في الأساس قرارات سياسية تمت مداولتها واختبارها في غرف الاختبار الخاصة ، قبل أن تأخذ طريقها إليهم للتنفيذ ، ومع ذلك ، فإن أفعالهم تلك غير عقلانية ، طالما أنها سلكت طريق القوة سبيلاً لتحقيق غاياتها ، ولم تسلك طريق المنطق الخاضع لجملة المحاكمات العقلية.
لكنها ، أي إسرائيل ، في مناوراتها أكثر عقلانية من العرب ، خصوصاً عندما تناور وتراوغ مع الغرب تارة ، من أجل كسب تعاطفه واستمرار تأييده وبالتالي زيادة دعمه، ومع العرب تارة أخرى ، عندما تلوح لهم بورقة المفاوضات وتقديم التنازلات في ما يشبه استدراج العروض واختبار النوايا ، بينما العرب منقسمون على أمرهم ، وكل طرف منهم يكيل الاتهامات جزافاً للطرف الآخر .
ويزداد المشهد سوداوية ، في اختلاق انجازات ليست موجودة أصلاً ، كانجازات صدام و ( بطولاته القومية) أو كإدعاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، بانتصار بلاده ، من دون أن يحدد شكل وسمات هذا النصر غير المبين ، فيما تراجع اسرائيل باستمرار أي تقصير يتحمله مسؤوليها .
إسرائيل عقلانية ، عندما تحاسب قيادتها السياسية والعسكرية إزاء أي تقصير ، وتتوجه سياستها بخطابٍ لا تختلط مفرادته في وصف وتحديد ما تريد وما لا تريده ، بينما العرب غير عقلانيين ، ليس لأنهم لا يفعلون ما تفعله إسرائيل على مستوى المحاسبة والمكاشفة ووحدة الخطاب ، بل لأنهم يتخذون من السلطة سبيلاً للمزايدة ، إذا ما خبرنا أن فعل المزايدة ، يعتبر فعلاً غير عقلاني في قاموس السياسة ، لأنه أقرب ما يكون إلى الخواء المعرفي ، كأن يدعي على سبيل الذكر وزير الاعلام السوري محسن بلال، أن عدم تردده للقاهرة ، أن الاخيرة لم تعد عاصمة عربية .
وربما لأنهم يتخذون من السلطة سبيلاً للمتاجرة بقضايا غيرهم ، ففلسطين أم القضايا التي عجز العرب عن تحريرها ، بعد أن ظن بعضهم أن طريق تحريرها يمر أولاً من الكويت أو من لبنان .
أخيراً ، لقد بشرنا وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس ، أن التحالف السوري الإيراني سوف يحرر فلسطين بعد طول انتظار ، وما على إسرائيل سوى الرحيل ، بكل بساطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا