الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان بالسير الجدي لوحدته، وصمود المقاومة يعطي المثل المطلوب

محمد نفاع

2010 / 8 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كلنا نعرف كيف كانت الاجواء الداخلية في لبنان، والتي كانت ثغرة بالامكان ان يلج منها العدو الامريكي الاسرائيلي لضرب موقفه ووحدته وما رافق ذلك من تحريض على سوريا، ليكون لبنان خطوة اولية امريكية اسرائيلية لتركيع كل المنطقة وجيرانها.
ويسأل السؤال من هو عدو لبنان!! بل وعدو كل الامة العربية وشعوب المنطقة!! هذه هي القضية الجوهرية، ومن يحيد عن الاشارة الواضحة والواعية والجريئة والمسؤولة عن امريكا واسرائيل يقع في متاهات ومطبات خطيرة. وكان لبنان امام امتحان، ونجح في الامتحان الى حد كبير. لقد لعبت المقاومة اللبنانية دورا حاسما في التصدي للعدوان الاسرائيلي الغاشم والاجرامي بالرغم من مختلف الاسهم التي وجهت اليها، ولا نقول ان امريكا واسرائيل قطعتا الامل كليا من تكرار محاولة تدجين وتركيع لبنان. الوضع اليوم اصعب، ان تمتين وتحسين العلاقات بين سوريا ولبنان على اساس الاحترام المتبادل وعلى اساس ان سوريا ولبنان في خندق ضد العدو الامريكي الاسرائيلي هو من الاهمية بمكان خاصة اليوم. ومن الطبيعي ان نقدر موقف العديد من قوى الرابع عشر من آذار والذين راجعوا انفسهم وكشفوا عن غلطهم بمسؤولية وشجاعة.
مرت اربع سنوات على الحرب الاجرامية الاخيرة التي شنتها اسرائيل على لبنان بدعم امريكي كامل وبانتظار عربي مهين لكسر شوكة المقاومة، وكان الفشل حليف المتربصين والمعتدين، بالرغم من عدم توازن القوى، انها المرة الاولى وفي لبنان بالذات وخلال ستة اعوام تخرج اسرائيل فاشلة خائبة ومع خسائر في جولتين من العدوان المجرم، وفي جولتين من الصمود المشرف والمقاومة الباسلة للبنان. ان محاولة البائسين بتوجيه اصابع الاتهام الى ايران والشيعة وليس الى امريكا واسرائيل يجب ان تبوء بفشل اكبر.
ستقوم اسرائيل باستفزازات جديدة لحبس النبض وبقوة الاستمرار، وعلى العالم العربي قاطبة، وعلى كل قوى الخير في العالم ان تردع هذا الوحش الاسرائيلي في استمرار احتلاله وعدوانه في فلسطين وسوريا ولبنان. نستمع الى خطابات السيد حسن نصر الله فنرى فيها المسؤولية تجاه لبنان بكل مركبات اهله ومواطنيه، نرى فيها الصمود الباسل وعدم الخنوع لكافة الضغوط، ونرى فيها قراءة صحيحة وواضحة للخارطة السياسية في لبنان والمنطقة على الاقل. لا يوجد موقف اسفل من موقف الضغط على الجانب الفلسطيني لتركيعه امام المحتل الاسرائيلي، ليست لنا اية معارضة على مبدأ المفاوضات لا المباشرة ولا غير المباشرة، القضية هي على ماذا التفاوض، وماذا جلبت هذه السنين العجاف من المفاوضات للضحية، جلبت مكسبا للمحتل بزيادة الاستيطان واقامة الجدار وغير ذلك الكثير، ونهزأ بمن يقول ان 99% من اوراق الحل في يد امريكا، اذا كان الامر كذلك فيجب توجيه النضال ضدها، فهي القادرة على الحل وترفض أي حل عادل وشامل، ان 100% من اوراق الحل في يد الشعب في كل مكان، خاصة في فلسطين، قليلة هي الشعوب في العالم التي صمدت في وجه المجازر والعدوان والاحتلال والاستيطان مثل الشعب العربي الفلسطيني المتمسك بحقه الكامل وغير المنقوص. المعتدي يجب ان يعاقب لا ان يكافأ. ان الاعتماد على اخلاقيات الاستعمار، وهيئة الامم المتحدة التي تتساوق بالكثير من قراراتها مع الهيمنة الامريكية هو نوع من السذاجة، اذا لم يقابل ذلك الاصرار على التمسك بكافة الحقوق ومع جدول زمني قريب جدا يؤدي الى قلع المحتلين والمستوطنين واقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية العربية وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، على هذا تجري المفاوضات من اجل الحل، وما عدا ذلك هو مضيعة للوقت وفقدان ثقة الشعب بالمفاوض.
لا شك ان زيارة الرئيس السوري والعاهل السعودي الى لبنان كان لها التأثير الكبير لدرء الفتنة المبيتة على لبنان، وكنا نأمل ان يرد العاهل السعودي على الرئيس الامريكي وكأنه مبعوث له عندما قال للاسد: اصغ واقبل ما يقوله جلالة الملك عبد الله، كنا نأمل ولا نزال ان يقول العاهل السعودي للرئيس الامريكي: إخسأ.
كما ان هذا "التفهم" للعدوان الاسرائيلي المتكرر على غزة وكأنه هجوم على حماس هو في منتهى الخيانة، يجب توجيه النقمة على اسرائيل وليس على حماس، ان كل مقاوم للاحتلال والعدوان وبغض النظر عن انتمائه الفكري والاجتماعي اشرف من كل المحتلين، هذا ينطبق على فلسطين، وعلى لبنان، وعلى العراق، وعلى افغانستان، وعلى ايران وعلى كوريا الشمالية المستهدفتين، هذا هو المقياس الانساني الوحيد، جيد جدا ان المقاومة الافغانية تنزل هذه الضربات بالمحتلين، رغم البون الشاسع بين انتمائنا الفكري والاجتماعي والطبقي والسياسي وانتماء المقاومة الافغانية، وهذا ينطبق على كل مكان، وعلينا عدم الانجرار وراء ما تدلقه القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية في تعريفاتها للارهاب ومحاولة دمغ كل مقاومة لامريكا بالارهاب او محور شر، محور الشر والعدوان والاحتلال هي امريكا ومعها حكام اسرائيل والعديد من المجرورات في العالم والمنطقة.
اننا ايضا نقدر ادانة الدول العربية للعدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان، والتضامن مع لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته، ان هذه المؤشرات الايجابية يجب ان تتصاعد لتتلاءم مع التحديات وضمن اهمية حكومة الوحدة الوطنية في لبنان.
وأخيرا يجب الحذر واليقظة فالعدو لا يستسلم بهذه السهولة، ولا يوجد سلاح اقوى من الصمود ومن الوحدة الكفاحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أبشر يا نفاع
عبد النبي أحمد ( 2010 / 8 / 5 - 13:49 )
أبشر يا نفاع ستهزم اسرائيل وستشكل فتح وحماس حكومة تآلف وطني تحكم كل فلسطين وستعود يا نفاع عندئذٍ إلى بيتك راضياً رضياً، وكفى الله المؤمنين شر القتال


2 - فلسطين الضحية و إسرائيل المشجب
عبدالله باهي ( 2010 / 8 / 6 - 00:03 )
لقد مللنا هذه الاسطوانة المشروخة التي لم تعد تنفع الا العروبيين و ازلامهم المهزومين المدحورين، لقد ادخلتم الشعب الفلسطيني في دوامة لن يخرج منها الا بانسحابكم الغير الماسوف عليه. لقد صيرتم قضية انسانية عرقية ثم بعد الهزيمة اسلامية ، ان هذا الاختزال هو الذي دفع الكثير من العجم الى هجر هذه القضية التي عمرت كثيرا، و الادهى ان تتحول الى ورقة سياسية يلعب بها اصحابها لعبة قدرة . ان القضية الفلسطينية قضية انسانية بالدرجة الاولى و ليست كما تدعون و تروجون ، فالقول ب فلسطين العربية معناه انها لا تعني إلا العرب و لا دخل لنا فيها و هذه هي الضربة القاضية التي وجهت لها من قبل من يدعي المقاومة و الكفاح....
ان كل ما يحدث في المنطقة من سوء سببه اسرائيل انها الشماعة التي لا تفنى، لنفرض ان اسرائيل انسحبت من كل الاراضي بماذا ستبررون تخلفكم الذي لا تحسدون عليه ؟؟؟؟؟؟
و ماذا تفعل سورية لاسترجاع الجولان؟؟؟ انها تشتري تفاحه من اسرائيل ، غريب امركم....


3 - سقوط القناع -الثوري- الزائف
د. حسن نظام ( 2010 / 8 / 6 - 00:05 )
غريب امركم يا اخ نفاع! كيف تكون شيوعيا امميا وقوميا ضيق التفكير والتحليل في نفس الوقت؟! فلايمكن ان يكون مناضلاً وقيادياً مثلكم يتمكن من الضفتين في آن.. فانت تؤيد حزب الإلآهي( حزب الله) فقط لانه -يقاوم- اسرائيل حتى ولو تحطمت لبنان باسرها وتحولت الى رماد ! ومثله ايضا -حماس- الذي حول حياة المواطن الفلسطيني في غزة الى جحيم لا يطاق الى درجة بات هذا المواطن يفضل ان يكون تحت رحمة النظام الاسرائيلي ! اذا كنت لاتدري فإنه لاتوجد قوى في خدمة اليمين الرجعي الاسرائيلي أكثر من هذين القوتين المتاسلمتين!! لم تسعفك -شيوعيتك-الى هذا الحد، بل تؤيد الارهاب القاعدي والبعثي في العراق ضد رياض الاطفال ومشافي الشيوخ ومصانع العمال، بهدف المقاومة ضد الغزو الامبريالي الامريكي!! تباً لهكذا ثورية، التي لا تعرف أن الامبريالية لاتضعف او تهزم بسيوف الرجعية

اخر الافلام

.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا


.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت




.. تقرير: إيران تطمح لإضافة السودان إلى قائمة الدول الأربع التي


.. السعادة قرار وهذا هو الدليل!| #الصباح




.. هل بدأت عملية رفح؟.. هذا ما نعرفه حتى الآن