الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحكمة ,, أو الحكومة - والمسدس على الطاولة في لبنان - .؟

جريس الهامس

2010 / 8 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الحبكة الدرامية التي برزت في الاّونة الأخيرة في بطاح الشرق الأوسط بشكل عام وفي لبنان الصغير حاوي كل أطراف الصراع والتناقضات في المنطقة يمكن تلخيصها بمايلي :

- أزمة مفتعلة صنعها حزب – النصر الإلهي - بهجومه الإستباقي على المحكمة الدولية في لاهاي قبل أن يصدر عنها أي قرار أوتصريح رسمي حول جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه , وسائر شهداء إنتفاضة 14 اّذار الأمجاد التي حققت الإستقلال الثاني للبنان وإنسحاب جيش الإحتلال الأسدي ..بالشكل المذل الذي حصل .. وهدد السيد نصر الله بالإقتصاص من اللبنانيين إذا لم يستجيبوا له بإبطال المحكمة الدولية الخاصة في لبنان التي وصفها بالإسرائيلية ... وخصوصاً إذا تجرأت في قرارها الظني على إتهام أحد من أعضاء حزبه الإلهي أو من مخابرات أورؤوس أولياء نعمته وأسياده في دمشق أو طهران ...
-- تسخين الوصع في غزة والعقبة وإيلات .. بإطلاق صواريخ قابلها العدو الصهيوني بغارات على أحياء مأهولة بالسكان وتشريد سكان قرى النقب بعد هدم قراهم .
-- الترويج لحرب ضد إيران وحزب الله من قبل رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال ( مايكل مولن ) عبر شبكة – إن بي سي – بقوله : إن خطة الهجوم الأمريكية على إيران جاهزة إذا امتلكت طهران سلاحاً ذرياً ,, كماعبر عن قلق من عواقبها ...وستشمل حزب ولاية الفقيه با لتبعية ..
 الترويج لوقوع حرب حتمية بين إسرائيل وحزب الله بعد أشهر قليلة وهذا ما روج له وريث المملكة الأسدية في دمشق ..
 حتى عملية الصدام الإسرائيلي مع الجيش اللبناني الأخيرة في منطقة العديسة في الجنوب والقتال البطولي الذي قاتل به جنود الجيش اللبناني .. عمد صاحب النصر الإلهي استغلاله ليشيد بمقاومته ويطلع على اللبنانيين بعمامة القاضي العادل الذي إكتشف لأول مرة بأن إسرائيل هي التي اغتالت الرئيس رفيق الحريري.. لذلك على اللبنانيين –تحت التهديد ب 7 أيار جديدة طبعاً .. المطالبة بإلغاء المحكمة الدولية وتعطيلها .. وصرف النظر عن إصدار القرار الظني .. الذي أضحى كابوساً يلاحق المجرمين في اليقظة والنوم قبل صدوره ... ناسياً أنه ووزراؤه ونوابه أول من وقعوا على قانون المحكمة الدولية والقرار الدولي الصادر من مجلس الأمن بالإجماع بإنشائها وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة .....
 هكذا نصّب السيد نصرالله نفسه قاضياً إلهياً فوق كل المحاكم وكل القضاة .. ووقف أمام أنصاره المساكين كأنه يدافع عن نفسه أمام محكمة لاهاي ,, أو يتمرن على الدفاع , مع تهديده للشعب اللبناني بتكفيره وتخوينه إذا لم يلغ المحكمة الدولية ويمنع صدور القرار الظني .... لقد شكلت خطاباته الأخيرة فتنة إعلامية ,, استباقاً للفتنة المسلحة ... مترافقة مع تهديدات أنصار المافيا الأسدية في لبنان وقد انضم إليهم الساقطون على الطريق ...في جوقة واحدة ...
 السيد وهاب ولحق به "" المناضل الإشتراكي "" وليد بك وأمثالهم أعلنوا في دمشق ولبنان : الشعار التالي : المحكمة أو الحكومة .. تهديد مباشر للسيد سعد الحريري وحكومته ... كما هدد سليمان فرنجية بقيامه بأعمال – تخريب – لاترحم إذا لم تلغ المحكمة الدولية ,, وما على أهالي الشهداء سوى التنازل عن حقهم ,, قبل صدور القرار الظني , والويل والثبور إذا تضمن هذا القرار إتهام أحد من المافيا الأسدية أو من حزب ولاية الفقيه ...

 وأمام هذا السيناريو المفاجئ الذي هبط من عباءة ولاية الفقيه والمخابرات الأسدية .. ساد الرعب على الكثير من اللبنانيين بات الكثير منهم مقتنعين وهماً أو واقعاً بأن النظام الأسدي وحده القادر على منع حدوث 7 أيار جديدة أكثر تخريباً ,وقتلاً و فتح شهية حزب النصر الإلهي والمتحالفين معه على حرب أهلية جاهزون لها ..
وهكذا وقع الكثير من اللبنانيين بما فيهم بعض أنصار ثورة الأرز في 14 اّذار في شباك النظام الأسدي وزحفوا دون أي مبرر إلى بيت الطاعة في دمشق .. كما فعل وليد بك مع الأسف ..؟؟
 ماصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي حتى الاّن : تصريح لرئيس المحكمة القاضي – أنطونيو كا سيري - قال : إن المحكمة ستكشف الحقيقة إستناداً لأعلى معايير العدل في العالم المعاصر – وهذا ما أكده النائب العام السيد – دانيال بلمار _
وعدا ذلك لم يصدر عن المحكمة أي تصريح أو قرار .. فلماذا بدأت هذه الحملة الشعواء في التخوين والتكفير والتسييس بإيعاز من المافيا الأسدية التي بقيت خلف الستار حتى الأن رغم تبدل لهجتها منذ أسبوع فقط ..حيث إنتقلت الاّن نقلة نوعية .. فبعد أن كانت تصرح على لسان وليد المعلم وأمثاله بأن المحكمة الدولية لاتعنيهم ... وإذا ثبت أن أحد السوريين مشترك بالجريمة فسيحاكم أمام القضاء السوري ( العادل ) بتهمة الخيانة العظمى .... أسفروا اليوم عن طرح جديد قريب من طرح ولاية الفقيه حول تسييس المحكمة وأنها محكمة إسرائيلية .. كذا ..وضرورة إلغائها وعدم إصدار قرارها الظني المرتقب في الشهر القادم ...
--- هستيريا – الفوبيا – على طريقة " الذي في صدره مسلة بتنخزه – في تصاعد ولن تخفف منها في رأيي عباءة الملك السعودي أو أمير قطر وجلب وريث العرش الأسدي تحتها إلى موقع الجريمة لاتفيد كثيراً سوى في تهدئة مؤقتة ... ومن يقبل أن يكون ثمن التهدئة المؤقتة وإملاء جيوب البلطجية بالمال والوعود رأس المحكمة الدولية ... وهل توافق أمريكا وإسرائيل على تسليم لبنان ثانية لسورية كما فعلتا عام 1976 بغطاء الجامعة العربية والجلباب السعودي - المصري ,, وهل المطلوب إعادة صياغة لبنان وحذفه من الوجود كدولة مؤسسات وديمقراطية – رغم كل أمراضها -- لأنها شوكة في حلق أنظمة الإستبداد والديكتاتورية .. وإسرائيل طبعاً ... لاأعتقد ذلك في المرحلة الحاصرة على الأقل ..
كما لايستطيع النظام الأسدي وأتباعه و ( عراضات ) حزب الله إلغاء المحكمة الدولية وقرار الإتهام لأنها خارجة عن سلطة الحكومة اللبنانية .قانوناً. وتدخل في الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة بعد تصنيف جريمة إغتيال الحريري وجميع الجرائم المتصلة بها على أنها جرائم إرهابية وتم إدراجها تحت بند مكافحة الإرهاب في العالم .. وفق الفصل السابع من الميثاق ...
لذلك لاتستطيع الشتائم والمناورات التي عفا عنها الزمن والبلهوانيات والتهديد بحرق البلد إذا صدر القرار الظني , أن تغير حرفاُ – ... الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة شعار جميع الوطنيين الشرفاء .في هذه المرحلة ولايستطيع الفجور والبلطجة والهمجية وسائر فبركات وشعوذات , أن تغير حرفاُ – الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة شعار جميع الوطنيين الشرفاء ..... ونحن نتمنى ألا يكون أي متهم من لبنان أوسورية ولكن بالأدلة والقرائن والوقائع أمام المحكمة العادلة ... لاأمام حلبة مصارعة ثيران ولعب كشاتبين واستخارات الجهلة وأبواق المشعوذين ....
ولايستطيع الفجور والبلطجة والهمجية وسائر فبركات وشعوذات الإ ستبداد السياسي والطائفي الديني طمس الحقيقة والقفز من فوق مجلس الأمن والمجتمع الدولي ...وسنرى ؟؟
لاهاي – 5 / 8








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ جريس
سعيد علم الدين ( 2010 / 8 / 5 - 11:46 )
تحياتي لك يا صديق الراي الحر
على هذا المقال الرائع وموقفك الوطني والعربي والانساني الصلب.
لماذا يهوج طرزان النصر الالهي ويموج، لانه بعد استدعاء بعض افراد من حزبه كشهود تاكد للحسون ان الحقيقة انكشفت. ومن هنا ادان نفسه مسبقا واعلن الحرب على المحكمة والشعب اللبناني والعدالة والانسانية . يا عيب الشوم نسى انه يضع عمامة الاسياد وسلالة الانبياء على راسه!


2 - التحالف الشيوعى الاسلامى الجديد
منجى بن على ( 2010 / 8 / 5 - 13:46 )
لقد بدات تلوح فى الافق بعض الاشارات التى تدل على التحالف الاسلامى الشيوعى والتى يجمعها هدف واحد مشترك الا وهو تدمير الحضاره او بعض رومزها..وفى المرحله الراهنه من الواضح ان التحالف يركز على زعزة او تدمير دولة اسرائيل بتعاون وتنسيق كبير من داخل اسرائيل وخارجها..وفى الواقع لقد نجح هذا التحالف ولحد الان فى تمرير هذا المخطط بعد ان دبر ونسق وفبرك وبدهاء كبير بعض القصص والتى انطلت على المجتمع الدولى وسوف لن اكون مندهش عندما يقدم ذلك المسخ المسمى نصرلله بعض الشواهد والادله المفبركه بدقه ودهاء الرفاق والتى تتبت تورط اسرائيل فى عملية اغتيال الحريرى والكثير من اللبنانيين ومن الموكد ان هذه الفبركه سيمررها المجتمع الدولى وذلك ليس لانها قويه ومحكمه بل بفضل تازر الرفاق الذين يجمعهم هذف واحد


3 - مستقبل المنطقة مرتبط بحظوظ حكامها
فاضل الخطيب ( 2010 / 8 / 5 - 16:49 )
ا-الجيش- الذي عوّدوه كل يوم على سماع انتصاراته، يحتاج إلى من ينتصر عليهم، وإلاّ ما نفع هذه الترسانة والجنود، العار على سياسيي أوربا وحكوماتها التي تساوم مع ديكتاتوريي المنطقة وأذنابهم على شعوبنا..
يُذكّر سيد المقاومة ومنطقه بمنطق قرارات محكمة أمن الدولية السورية ونوريّها.. في الدول التي تحترم نفسها وشعبها ومؤسساتها كانت أرسلت ثلاثة عساكر أو شرطة واقتادت حسن نصر الله إلى التحقيق معه! لكن أين ذلك؟
يبقى أن ننتظر متى يظهر جنرال مؤمن متعمم وذو لحية شمطاء، يخرج من خرج السيد الشاطر حسن ومتعاملٌ مع العدو الذي يريد أحمدي نجاد محوه من الوجود؟
غير قادرين على تنفيذ جزء صغير من شعاراتهم التحريرية ويقومون بتفريغ شحنة المقاومة على الشعب الأعزل، ليقوم ساركوزي ويساومهم على الرهينة -الشعب، وطبعاً هذا ما ينتظره حكام إسرائيل..


4 - شكراً للمعلقين الكرام
جريس الهامس ( 2010 / 8 / 5 - 21:51 )
الأخ العزيز علم الدين سباق لتقدير الكلمة الحرة مشكوراً
أما الأخ منجي بن علي شكراً لمرورك واسمحلي أن أخالفك لأن الشيوعيين الحقيقيين لايدمروا الحضارة بل يعيدوا بناءها على أسس علمية وإنسانية ولا يجمعهم هدف واحد مع الإخوان المسلمين أبداً أرجو أن تصحح مقولتك مع التحية ..
أما العزيز فاضل الخطيب شكراً لمرورك الكريم وأرجو أن تبلغ تحياتنا لبودابست الرائعة ولأخينا الغالي يوسف زعين نتمنى لكم الصحة والتقدم


5 - تكثل الانظمة الاستبدادية و أزلامهم
عبدالله باهي ( 2010 / 8 / 6 - 13:05 )
ان المسالة التي يقفز عليها الكثيرون هي تسمية -حزب الله- في حد ذاتها، و نزيد عليها-نصر الله - ألا يفهم منها ان هؤلاء يريدون ايهام هذه الشعوب الامية و الجاهلة -بفعل سياسة بائدة- ان خارجها لا يوجد الا احزاب الشيطان و انصاره؟
ان قضية تدخل الخارج في شؤوننا رغم انه محمود إلا ان المستفيدين من الوضع القائم يحبدون الاستمرار على نفس النهج رغم القرائن و الادلة الدامغة المدينة لهؤلاء المجرمين الذين يقودون عالمنا الى الهاوية مستغلين للدين الاسلامي بشكل وقح و همجي لم يسبق له مثيل . فها هو البشير الذي عات فسادا في دارفور امام انظار الانظمة العربية و معارضيها و جمعياته الحقوقية المزيفة، دون ان يحركوا ساكنا ولما تدخل المجتمع الدولي مدينا المستبد البشير قامت الدنيا و لم تقعد تحت مبرر السيادة الوطنية و التضامن العربي المهزوز الذي لا ينبري الا لتكريس الامر الواقع و نصرة الاستبداد بدون تحفظ حتى. مقحمين اسرائيل في كل ما من شانه اتهامهم في الجرائم التي يقفون وراءها، لقد صارت اسرائيل الدرع الواقي لمجرمي العالم المسمى -عربيا -، و الغريب ان يتواطأ المحسوبون على المعارضة في هذا الموقف المناقض لآفاقهم المعلنة


6 - سؤال متواضع
عبد الستار السيد ( 2010 / 8 / 6 - 22:09 )
إن كان نصرالله يملك الدليل على تورط إسرائيل فهذا لا يمكن أنه حصل اليوم بل منذ فترة طويلة
السؤال الهام: إن لم يتم توجيه الاتهام لحزب الله فهل كان السيد نصر الله سينام على أدلته هذه ولن يبرزها؟
كذلك لماذا لم يتحفنا بهذه الأدلة خلال السنوات الخمس الماضية؟ هذا يمكن أن يعد على أنه تعطيل مجرى العدالة أو التستر على مجرم، والمجرم هنا إسرائيل، والمتستر هو حزب الله!!! ألا يدعو ذلك لعلامات استفهام كي لا تقول أكثر من ذلك؟؟؟

اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. مفاجآت الجولة الثانية!


.. غداة الانتخابات التشريعية.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يقدم ا




.. رغم إصراره.. اجتماع لكبار الديمقراطيين لبحث مستقبل بايدن


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - أبو عبيدة: عززنا القدرات الدفاعية




.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهوري