الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصير كادت أن تقرره حبة تمر

حامد حمودي عباس

2010 / 8 / 5
سيرة ذاتية


كانت مراقبتي لبيت العنكبوت ، وهو يحتل مكانا ظاهرا في الزاوية العليا للجدار المقابل لباب الزنزانه ، توحي لي بكثير من الافكار ، بعضها يبدو من السذاجة بمكان ، حينما يخيل لي بانني ، ورغم ما فيه من حال ، استطيع ترقب حركة حيوان بعينه لمعرفة كنه سجاياه ، في حين كنت محاطا بمجاهيل المصير ، ولا اعرف متى يصار الى استدعائي للتحقيق .
العنكبوت لم يظهر لي مرة واحده ، رغم انني كنت اطيل النظر الى حيث يختفي وهو يتربص بفرائسه .. وبدت خيوط مكمنه وهي تنساب وبشكل هندسي ، وكأنها حراب تنذر بالموت ، مشكلة هرما تزداد كثافة ألوانه البيضاء كلما اقترب من عرين صاحبه .. الجدران من حولي تبدو لي وكأنها كماشات من كونكريت ، تزحف باتجاهي شيئا فشيئا ، فأحس بضيق التنفس ، ويرغمني ذلك على ارتكاب حماقة ، عواقبها قد تكون وخيمة لو شعر بها الحراس ، فأقوم أحيانا بفتح البوابة الصغيره لتلك الفتحة الملعونه على باب الزنزانه ، كي اشم ريحا غير التي تغمرني في ظلمة بدت لي وكأنها سرمديه .
الفوهة المدورة تلك ، هي صلتي بعالم مخيف يقبع في الخارج ، والذي لم أكن اعلم بالضبط ماذا كان يحصل فيه ، غير انني كنت وفي منتصف كل ليله ، اسمع وقائع احتفالية تطيح باركان النفس البشريه ، تتخللها صرخات رجال انقلبت وتائر اصواتهم الى اصوات نسوية من شدة التعذيب ، وهم يصرخون مطالبين بالرحمه ، دون ان يكترث بهم أحد .. لم اكن اعرف سببا بعينه لاختيار صوت ام كلثوم بالذات ، ليكون اداة لتغطية حدة الاصوات المنطلقة من حناجر المعذبين .. ففي كل ليلة ، يختلط الصراخ مع صدى احدى اغنيات كوكب الشرق ، كي لا يسمع من في الخارج ويعلم بالحقيقه ، ترى لماذا يخاف اولئك المكلفون بالتحقيق ان يعلم احد سواهم بما يقدمون عليه من تعذيب لاناس هم في عهدتهم ، وتحت رحمة مرجعياتهم الرسميه .
لم أكن ادرك ، ولا زلت لحد الان ، سببا بعينه ، لأن أقوم بعد الاشياء التي امامي داخل الزنزانه ، فلقد قمت بحساب عدد الخطوط التي تركها بصاق احدهم على الجدار مثلا ، واجدني دون سابق تصميم ، منشغل في احيان اخرى ، بمعرفة عدد تلك الدوائر البنية اللون ، المنتشرة على السقف بفعل الرطوبه .. حتى أنني كنت منشغل لساعات وانا اتخيل حالات مر بها من هم قبلي في هذه العلبة الخرسانية ذات الالوان الباهته .. وفي كثير من الاحيان ، تنتابني حيرة بالغة الاثر ، عندما تظهر امامي ، مقارنة تفضي الى البحث عن فحوى ان يكون للمرء وطن ، يحمل جنسيته ويهان فيه منذ مولده حتى مماته ، وبين ان يهاجر الى ارض تمنحه حق الحياة كما هي ، غير منقوصة ولم يصبها عبث من احد .
ألعنكبوت لا زال مصر على عدم الظهور أمامي وكأنه هو الوحيد من يخاف مني في ذلك المكان ، حيث كنت خائف من كل شيء ،، لقد اصبحت مشتاق جدا للقائه ولو للحظات ، كي يمنحني فرصة على الاقل في إجراء عملية حسابية لمعرفة عدد أطرافه .. لماذا ياترى هو محتجب عني وباصرار تلفه المكابره ؟ .. اخرج ايها المفترس ، فانا واياك شركاء في هذا المكان الضيق من العالم .. لا يغرك بان لك وطن يحميك ، وانني بلا وطن يحميني ويمنحني ما لديك من كبرياء ، فانت ايها المكابر ، يهددك الفناء ايضا عندما يتقرر لك ان تميتك الصدفه .. الم تدرك بان للصدفة في عالمنا هذا الذي نعيش فيه انا وانت ، أحكامها القاهره ؟ .. مهما يكن ايها المكابر المختفي عن الانظار ، فقدرنا واحد نحن الاثنين .. ويبقى الفرق بيننا ينحصر في شكل المصير الذي ينتظرنا كما تقرره الصدف ، وكما يشاء اسيادنا في هذه البناية العتيقه .
دفعت القطعة الحديدية الصغيرة باطراف اصابعي وبحذر شديد ، ومع ان الهواء الموجود في الممر الضيق ، والذي تتوزع على جانبيه زنزانات السجن ، لم يكن اكثر عذوبة مما في الداخل ، غير ان مجرد رؤية جانب من فضاء اخر ، يوحي للنفس بشيء من الراحه .. لقد امرني احد الحراس ذات يوم ان أمد كفي من خلال تلك الفوهة الى الخارج ، وضربني بشيء لم استطع معرفته ، انه اشبه بمفتاح صغير يتدلى من خيط يمسك به من طرفه ، وحينما لسعني به ، احسست وكأن ذراعي قد اصابها الخدر التام .. كل ذلك كان بسبب تطفلي على النظام ، حين طالبت بمنحي ورقة فجل زيادة على الحصة المقررة .. لقد كان الطعام يعلن عنه بصوت من قبل احد الحراس وهو يصيح .. مد يدك !! .. فيهرع السجناء الى مد ايديهم دون تاخير من خلال الفوهات الصغيرة المدوره والمثبتة على ابواب الزنزانات المتقابله ، وتستلم كل يد ما يصلها لتنسحب الى الداخل وعلى عجل ايضا .. صحن معدني يستقر في قعره شيء سائل ، لا تحدد نوعه سمات معينه ، عدا عن كونه ساخن بعض الشيء ، وتطفو على سطحه قطرات من زيت .. وعندما طاب لي ان يزيدني الحارس ورقة فجل اخرى مما كان في الصحن الذي يحمله ، منحني ضربة مؤلمة شلت ذراعي للحظات .
الزنزانة المقابله ، كان فيها صبي قدرت بان عمره لم يتعدى العشرين ، سألته ذات مره بواسطة حركة الايدي والهمس عن سبب اعتقاله ، حيث تبين لي بانه كان يقف على رصيف الشارع ، في الوقت الذي داهمت الشرطة فيه احدى المقاهي لاعتقال مجموعة من الشباب ، ولم يشعر بعدها إلا وهو معهم داخل السياره ، ومن ثم اودع في المعتقل بتهمة لا يعلمها ولحد الان ، كان الصبي يبالغ في تمشيط شعره امامي كلما لاحت لي هيئته النحيفه ، وعلى ما يبدو ، فقد فاتهم ان يصادروا المشط منه ، في حين افرغوا جسدي بكامله مما كنت احمله لحظة دخولي الى المعتقل .
لم أكن بالضبط اعرف سببا لعدم استدعائي الى غرفة التحقيق ، رغم مرور فترة شهرين على وجودي هناك .. في حين كنت استمع خلال الفترة التي تبدأ فيها مراحل الاستجواب الليلية ، خطوات الحراس ، وهم يتوجهون الى رقم غير معلوم ، فيصلني صوت فتح باب زنزانة ما ، تعقبها حركة اكثر وضوحا حينما يقومون بسحب الضحية عنوة الى مكان ما ، ولا تمر الا لحظات حتى تتكرر تلك الصرخات الموحشة ، والمختلطة بايقاع رتيب لضربات حاده ، تحت غطاء لصوت ام كلثوم ، والذي لا يتوقف هو الاخر ، حتى تتوقف ملحمة العذاب المقررة في تلك الليله .
لقد كنت التصق بالجدار العاري ، كلما سمعت وقعا لاقدامهم ، منتظرا ان تفتح تلك الكوة اللعينه على باب الزنزانه ، متوقعا في كل مره ، ان يكون الاختيار هو أنا .. وعندما يصدر صرير باب لزنزانة اخرى ، يتحرك جسدي وبشكل لا ارادي الى وسط المساحة الضيقة من حولي ، وتتركز حواسي جميعها في اذني ، وانا انتظر صوت سينطلق بعد لحظات ، يستجدي الرحمة ، ويطلب الكف عن تسليط آلات الموت على جسد صاحبه .
كم هي سخيفة تلكم المزاعم التي تدعي ، بأن لشراسة الانسان حدود ، حينما يقدر له ان يمارس وحشية تتعدى وحشية ضواري الغاب .. ترى ماهي الاصول التي تربى على اساسها اولئك الذين تقبلت انفسهم تأدية خدمات ، تتطلب منهم ان يقرضوا اطراف جسد بشري وعلى مهل ، غير مكترثين بما يمكن ان يثير اشرس حيوان في الوجود ؟! .. لقد لمحت البعض منهم وخلال اوقات متفرقه .. انهم في الغالب من صنف الشباب ، يرتدون قمصان بنصف كم ، وعيونهم يبدو عليها نعاس دائم ، في حين تكتسي وجوههم ملامح صارمه ، توحي بعدم تقبلهم لأي رد أو حوار .. انهم آلات تتحرك وفق مسارات مرسومة خلال النهار ، يؤدون ما عليهم من واجبات وبصمت غريب ، وفي بعض الاحيان ، تجدهم يعبرون عن آرائهم وبصوت عالي ، حينما يحدث خلاف عابر بين بعضهم البعض ، يتعلق بطبيعة عملهم الاداري .
كانت صدمتي كبيرة عندما لمحت حبة تمر تتوسط الممر ، بين زنزانتي وتلك التي يقبع في داخلها ذلك الصبي صاحب المشط .. ترى من القى بتلك التمرة وفي هذا المكان بالذات ، انني اعلم مسبقا ما سيحدث لو لم يرفعها احد من مكانها قبل ان يلحظها الحراس .
تراجعت بعيدا عن الباب مسلطا سمعي على الممر الخارجي .. ولم يمر وقت طويل حتى تهادى الى سمعي حوار بين اثنين منهم غير بعيد عني :
- من هو برأيك ، القى بهذه التمرة هنا ، هذا .. ام هذا ؟؟ .
- دعني افكر قليلا .. طيب لنجرب هذا ..
احسست وكأن مساحة جسدي قد تقلصت بالكامل ، لتجتمع عند الحدود السفلى لرقبتي ، وشعرت بضيق مفاجيء ، اطبق على قفصي الصدري ، وانا اتطلع الىى الباب .. حتى علمت بعد قليل ، بان اختيارهم كان جاري ، الصبي المسكين ، ليتحققوا منه عن سبب تهوره المزعوم في القاء حبة التمر ، في الممر المقدس .

لقد كان صوت الصبي مختلف تماما هذه المره ، انه اشبه بصوت طفل صغير حينما يصرخ خوفا من حقنة الطبيب .. لم استطع فرز الكلمات التي اطلقها وسط صخب اختلطت فيه همهمات من يسلط عليه الضرب المبرح ، وبين ضجيج مبهم لا يمكن فهم تفاصيله ، ولا تمييز معانيه .. وفجأة انقطع عني كل شيء ، لتفتح باب زنزانتي بعد حين ، وكان اثنان من الحراس يشخصان لي بصمت ، دون ان يشير لي احدهم بفعل شيء بعينه .. تحركت من مكاني ، وسرت الى حيث توجهوا ، وكأنني روبوت تمت برمجته لأداء تلك الحركة باتجاه الموت ..

وجدت نفسي وعلى حين غره ، قبالة شخص ممدد على سرير حديدي ، اخذ جانبا من غرفة تتوسطها طاولة فارغة من كل شيء عدا مطفأة سكائر .. المكان عينه ضمني قبل اسبوعين من الان ، عندما سمحوا لزوجتي بمقابلتي على غير العادة المتبعة مع المعتقلين في دوائر الامن .. وكان السبب في تمتعي بتلك الرحمه ، وساطة احد المتنفذين من اقاربي ، حين جمعته جلسة خاصة مع مدير الامن ، محاولا اقناعه بانني بريء ، وشخص لا امت بصلة للتهمة المنسوبة الي .. كانت زوجتي وهي تحمل ابنتنا الصغرى تتطلع الى عيوني لتفهم منها أية اشارة تتيح لها معرفة مصيري المنتظر ، وكنا نحن الاثنين نتحاور همسا ، في الوقت الذي كان ضابط الامن يجالسنا لمنع اية اشارة تصدر مني او منها قد تؤثر على سير التحقيق ، كانت ابنتي وهي تجلس في حجري ، تعبث ببرتقالة بين كفيها الصغيرين ، وقد حاولت مرارا ان استدرجها لتمنحني تلك البرتقاله بحركة معينه من يدي ، ولكنها رفضت جميع توسلاتي الصامتة ، وراحت تلهيني وبخبث طفولي واضح ، بنقل اخبار اخوتها وهم يعبثون بسيارتي المعتقلة هي الاخرى ، قرب باب المنزل .
تحرك الرجل الممدد على السرير ، وجلس في مكانه ليأمرني بالتراجع الى الخلف قبل ان يوجه لي الاسئله :

كيف تتجرأ بالقاء تمرة في ممر الدائره ؟ ..-
ومن اين لي التمر أساسا حتى القي به في الممر ؟ .-
- لربما جلبته من ... امك .. ايها الحقراء ، لو كان الامر بيدي ، لانتهيت منكم جميعكم في يوم واحد ، واخلص البلاد من شر أحقادكم .

( ايها الوغد .. وانا لو كان الامر بيدي ، لتركت وطنك هذا لك ورحلت الى حيث استطيع الحصول على كرامتي وكرامة ابنائي ) .

كنت وانا اجيبه في سري ، متحفز لتلقي اي شيء دون وجل ، انها لحظة تتوقف عندها ملامح الخوف تماما ، وتصيب اعضاء الجسد معالم الخدر المنتظر حين تصبح قبالة سوط الجلاد .

- ماذا تحسب انني فاعل بك الان ؟ .. ما شأنكم والسياسه ؟ .. لماذا تتطاولون على من هم افضل منكم ويؤدون خدماتهم الجليلة لكم ولاهاليكم ؟ .. من تكون انت ايها الصعلوك حتى تشتم الحكومه ؟ .
- لم اشتم ولم يسمعني احد انني شتمت ، اعتقالي كان مستند على الشبهة وحسب ، وعرضي على محاكمة عادله سيوصلكم الى الحقيقه .
هب حينها واقفا ليصفعني بكل قوته وهو يصيح ..
- هكذا علموكم .. محاكمه عادله .. وهتاف يحيا العدل .. ودفاع ومحامين .. وقراءة جرائد ، سوف اعلمك كيف هي العدالة ايها الحيوان .
رن جرس الهاتف في الخارج ، فقطع عني أمر مواجهة ذلك الوحش ، بعد ان دعاه احد الحراس للرد عليه ، ولم يعد الى الغرفة من جديد ، فتم اقتيادي واعادتي الى زنزانتي ثانية بعد انتظار دام لعدة دقائق .

مرت ثلاثة شهور اخرى قبل ان يصدر امر باخلاء سبيلي ، ليس لعدم كفاية الادله ، وانما لتكثيف الجهود من قبل قريبي المتنفذ ، واقناعه مدير الامن ، بعدم جدوى اعتقالي ، وتأثير ذلك على علاقتهما الحميمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد ارعبتني قصتك يا اخي كثيرا
اليسا سردار ( 2010 / 8 / 5 - 13:19 )
هل حقا هكذا يفعلون ؟ ولكنني لم افهم ما هي التهمة التي بسببها قد عاملوك هكذا؟ ولماذا ؟ ارجوا واتمنى ان اعلم المزيد فالقصة بالرغم كم هي مرعبة ولكنها مشوقة ايضا
اتمنى ان تكون بخير دائما


2 - عزيزي أستاذ حامد
ليندا كبرييل ( 2010 / 8 / 5 - 15:39 )
هل حضرتك أيضاً اعتقِلت ؟ إذاً زادت جرعة الخوف التي أتناولها بين فترة وأخرى على أيدي من سبقوك لهذه الاختبارات المفزعة , أنا ممن يخاف قراءة قصص الجرائم أومشاهدة أفلام الخوف والجريمة , وأشاهدها بشكل متقطع فإن انتهى المشهد سألت من حولي عما حدث لأتابع , أو أقرأ سطرين وأفوّت سطرين من القصة , صدقني تلوح أمام عيني مشاهد ما قرأت بين فترة وأخرى مما يقلق راحتي النفسية لكني منذ أن بدأت أقرأ في الحوار مذكرات بعض من اعتقلوا وجدت أن عناصر مقاومة الخوف قد ارتفعت فكأن هذه القراءات الدواء الذي يفاجئ جراثيم الرعب فيخمدها , عالم ضيق ذلك الذي عشته في السجن لكنك انطلقت بخيالك إلى بعيد لا يستطيعون الإمساك به وأوحى لك مجرد عنكبوت بأفكار تصلح لرواية حدث , . الحمد والشكر لمن توسط لك , ما مصير الآخرين يا ترى ؟ ماذا يفعلون الآن ؟ كم من الشهداء علينا أن ندفع لينجلي الليل ؟ يا لقلوبكم كم هي مترعة بالألم


3 - أستاذ حامد
ليندا كبرييل ( 2010 / 8 / 5 - 16:04 )
هل حضرتك أيضاً اعتقِلت ؟ إذاً زادت جرعة الخوف التي أتناولها بين فترة وأخرى على أيدي من سبقوك لهذه الاختبارات المفزعة , أنا ممن يخاف قراءة قصص الجرائم أومشاهدة أفلام الخوف والجريمة , وأشاهدها بشكل متقطع فإن انتهى المشهد سألت من حولي عما حدث لأتابع , أو أقرأ سطرين وأفوّت سطرين من القصة ! صدقني تلوح أمام عيني مشاهد ما قرأت بين فترة وأخرى مما يقلق راحتي النفسية لكني منذ أن بدأت أقرأ في الحوار مذكرات بعض من اعتقلوا وجدت أن عناصر مقاومة الخوف قد ارتفعت , فكأن هذه القراءات الدواء الذي يفاجئ جراثيم الرعب فيخمدها , عالم ضيق ذلك الذي عشته في السجن لكنك انطلقت بخيالك إلى بعيد لا يستطيعون الإمساك به وأوحى لك مجرد عنكبوت بأفكار تصلح لرواية حدث , . الحمد والشكر لمن توسط لك , ما مصير الآخرين يا ترى ؟ ماذا يفعلون الآن ؟ كم من الشهداء علينا أن ندفع لينجلي الليل ? كم تعمر قلوبكم بالآلام ! شكراً لك


4 - عقوبات كبيرة لمطالب صغيرة
الحكيم البابلي ( 2010 / 8 / 6 - 08:46 )
أغلب قصصنا الشرقية كانت عبارة عن لعبة خاسرة بين الضحية والجلاد ، إستنزفتنا لدرجة لم نعد بعدها نؤمن بالتذمر حتى
كل ما سألناه هو أن نعيش بأمان ، مع بعض الخبز ، وضمان الإبتسامة فوق وجوه أطفالنا
لكن يبدو إننا طلبنا الكثير
في الشرق هناك ملايين الخطايا تُرتكب كل لحظةٍ بحق الناس الطيبين ، ولكن ما ينبغي أن يُدانُ حقاً هو العنف والجريمة
في شرقنا العزيز تُدان حتى لو حاولت التفكير بغير طريقة القطيع
ورغم أن بعضنا يعرف بالضبط مساحة وعمق الفجوة التي بيننا وبين مجتمعاتنا ، لكننا نحاول أن نُصدِق بأننا لم نُهزم بعد ، ولم نفقد كل الأمل في مجتمع أفضل
يقول الشاعر الطغرائي
أُعلل النفس بالآمالِ ، أخدعها ......... ما أضيق العيش لولا فُسحة الأملِ
تحياتي صديقي حامد ، رسالتي لك قادمة ، المعذرة للتأخير


5 - غيضٌ من فيض
نبيل كردي من العراق ( 2010 / 8 / 6 - 12:40 )
حمداً على سلامتك عزيزي الكاتب، حقاً كنا نعيشُ مأساة النظام البعثي الفاشي الحقير، لقد سلمت والحمد لنوات التمره، فقد أعدم ثلاثة خريجين من أقاربي وبعد مرور شهرين أعتذروا لنا بأن الرفيق مسؤول الشمال علي كيمياوي المقبور النذل وقع خطئاً على أوامر أعدامهم ولم يكونوا المقصودين بالأعدام لتشابه الأسماء وفي نهاية المقابله في أمن السليمانيه قالو لوالدتهم المنهاره ووالدهم المنهار, أن أبنائكم يرحمهم الله في جنان الخلد والرفيق مسؤول الشمال يعتذر لكم!!، وخرج الأبوين من دائرة الأمن الحقيره وكنتُ معهم للترجمه مشلولي العقل لا ينبسون ببنة شفه ولم أكن أعرف ماذا أقول لهم لأمنحهم بعض الراحه فقد كان عقلي شبه مشلول يبحثُ عن شئ يقولهُ وتأبى كل اللغات التي أجيدها التعبير فسكتُ مطأطئاً حتى أوصلتهم الى البيت. لقد كان الأخوه الثلاثه هم كل ما تملكهُ العائله برره ذوي ذكاء وهاج لم يتورطوا حسب علمي وقربي منهم بأي عمل سياسي، على أية حال رحلة الأم بعد ثلاثة أشهر من أعلان (براءة) أبنائها وتبعها الأب بعد عشرة أيام وحين ذهبت لأواسيه قال لي (كاكه، تامي تيدا نه ما) أي لم يبق فيها طعم، ويقصد الحياة. واليوم يريد البعض عودتهم


6 - ?????????
نبيل كردي من العراق ( 2010 / 8 / 6 - 13:11 )
مالذي في (غيضٌ من فيض) يا حوار لكي يخالف القواعد، هل لديكم الشجاعه وشرف المهنه لتعرضوهُ لأستفتاء القراء؟؟؟؟


7 - تعقيب
حامد حمودي عباس ( 2010 / 8 / 6 - 13:57 )
انستي /سيدتي اليسا : نعم هكذا كانوا يفعلون ، وحاضرنا اليوم ليس افضل مما كان عليه ماضينا الا بما يؤسسه خيط رفيع .. اما لماذا كنت انا في ضيافتهم ، فهو واضح من مضمون الحوار الذي ضمته الحكايه

سيدتي ليندا : لم يزل الاعتقال بمعانيه المختلفه ، قدر لنا نحن الذين ابتلينا بشيء اسمه الاحساس الانساني ، البعيد عن الانسجام مع غبار واقعنا المريض ، وهناك اغنية لمطرب عراقي احترف المنولوج الساخر ، يقول في مقطع منها ما معناه ( يابخت الذي ليس له احساس ويحمل حسن الضن على الدوام ) .. تحياتي لك واتمنى ان تبتسمي على الدوام

العزيز البابلي الحكيم : رغم ما انا فيه من حصار شمل كل شيء عدا قدرتي على التنفس وتناول الطعام ، لا زال في داخلي امل ، بانني قد يقدر لي يوما ان التقيك في احدى كازينوهات العالم المتمدن ، دمت بخير مع خالص تحياتي

الاخ العراقي نبيل كردي : ليطلع العالم وعن قرب ، على واحدة من قصص التفرد بحياة الابرياء من ابناء شعبنا في العراق ، من خلال الحالة المؤلمة والتي اوردتها كشاهد عيان ، وكم هم اراذل اولئك الذين لا زالوا يتاجرون وبرخص بمصائر هذا الشعب ، من قوميين واسلامويين ومتطرفين


8 - ورقة فجل و ثمرة برتقال
فاتن واصل ( 2010 / 8 / 6 - 14:57 )
تحددان مصير الانسان حين يكون بين أيدى وحوش ضارية ، المعتقل كلمة يهددونا بها مع كل طلعة نهار يتم فيه العمل بقوانين الطوارئ ببلدنا الحبيب مصر ، خمسون عاما او أكثر يطبقون على المصريين قانون يحمى أنظمة الحكم من أناس قبلوا بكل شئ حتى ضمرت كرامتهم وأنقرض كبرياءهم ، نحن نعيش فى انتظاره ( المعتقل ) مع اول عمل فيه أى نوع من الرفض أو الاستنكار، هذه ليست أوطان إنها سجون ومعتقلات كبرى نتجول فيها ، نحلم بيوم الحرية ، لكن خوفنا من المعتقل قوض حلم بهذا اليوم ،وشل تطلعنا الى تحقيقه ، وأصبحت أمنية كل منا ( فقط ) ورقة فجل وثمرة برتقال


9 - السيده فاتن واصل
حامد حمودي عباس ( 2010 / 8 / 6 - 16:56 )
أهلا باطلالتك من جديد سيدتي ، كلماتك أحس بها منطلقة من اعماق صدقت فيها منابع الاحساس ، فانت قريبة من اوساط لا زالت تعيش الطواريء في كل شيء ، اتمنى لك ولاسرتك ان لا تمروا بما مررنا به نحن حينما كنا نذورا لسلطاننا ، ولا زلنا نحيا حياة غابت عنها ملامح الطعم واللون والرائحه .. اشكرك مرة اخرى مع فائق الاحترام

اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني