الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعد اسرائيل لعدوان جديد على لبنان؟

عبد اللطيف حصري

2010 / 8 / 5
القضية الفلسطينية


تشير استطلاعات اسرائيلية الى ان الشعب في اسرائيل يثق بكلام سماحة السيد حسن نصرالله اكثر من ثقته بحكامة، لذلك يدرك الاسرائيليون اليوم وفي اعقاب محاولة التصعيد او جس النبض التي قام بها الجيش الاسرائيلي مؤخرا، ان لهذا التدهور ثمنا وقد يكون بالغا. وقد خبرت اسرائيل في حرب تموز 2006 ليس فقط صدق نصرالله، وانما حجم الهزيمة وثمنها الذي تكبده المجتمع الاسرائيلي.
في الواقع من صد التحرش الاسرائيلي هو الجيش اللبناني، وهو الامر الجديد في المعادلة، وهو ما اقلق حكام اسرائيل، فتراها اليوم تهرع الى مجلس الامن شاكية، في حين اعتادت المنطقة واعتاد العالم ان يهرع لبنان "المستضعف" الى مجلس الامن، رغم علمة بالفيتو الامريكي الحاضر في كل وقت وكل ظرف. لكن ما دفع اسرائيل ليس احترامها لهذه المؤسسة الدولية، والتي وصفها احدهم بـ "اووم شموم" بمعني الامم القفراء، وانما ما لمسته من جديد على الساحة اللبنانية وهو التلاحم والتعاضد بين الشعب اللبناني وجيشه ومقاومته، والتفاف كل هذه المركبات حول هدف الدفاع عن التراب اللبناني في وجه اي عدوان اسرائيلي.
ليس هناك ضمان للجم العسكرية الاسرائيلية المتهورة، والتي تشعر بالاهانة والحرج جراء هزيمتها الثقيلة اثناء عدوانها على لبنان قبل اربع سنوات، وتشعر بخيبة الامل والاحباط جراء انحياز الجيش اللبناني الى عروبة ارضه وكرامة مواطنيه، رغم كل محاولات الاحتواء وزرع الفتنة، خاصة وان هذا الجيش يتسلح باسلحة امريكية وفرنسية. وليس من ضمان ان لا تتصرف القيادة الاسرائيلية مثل قط جريح، وتدفع الى مواصلة التحرشات وصولا الى حرب شاملة، قد تكون اكثر دمارا واكثر فتكا من سابقاتها.
ففي الوقت الذي ذهب مسؤولون في المؤسسة العسكرية الاسرايلية الى اعتبار الاشتباك بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي حادثا معزولا، واستبعاد ضلوع حزب الله به، شكك البعض الاخر بكفاءة وقدرات قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني على منع الجيش اللبناني من إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين، في اشارة واضحة الى ان اسرائيل لا تعير هذه القوات اهتماما، ولا تتحسب لوجودها في حال قررت الخروج الى عدوان جديد على لبنان.
لا تخفي دوائر صنع القرار الاسرائيلي ان الدولة تعيش اما في حرب، او في حالة تحضير للحرب القادمة، ولا ترى هذه الدوائر مخرجا للازمة السياسية الاسرائيلية سوى الحرب، فحين ينعدم الافق السياسي وتستعر سياسة البلطجة الاقليمية وتكريس الاحتلال، وحين تصبح فوهة البندقية هي قناة السياسة الوحيدة، فان هذه الحكومة تجر شعبها وشعوب المنطقة الى مواجهات عسكرية جديدة، لكن غطرستها قد تعمي ابصارها عن ان ثمن الحرب القادمة لن يكون دما عربيا فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟