الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الترنح السياسي

جهاد الرنتيسي

2010 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ينطبق على النظام الثيوقراطي في طهران وهو يتعامل مع التطورات المتسارعة على الصعيدين الداخلي والخارجي وصف الترنح بين الازمات الذي يطلق على الانظمة حين تلج خريفها مثقلة بالاخفاقات .

ففي سياق الاحداث ما يكشف عن تراجع قدراته على تسخين بؤر التوتر في المنطقة .

و يترك اداءه السياسي اعتقادا ببطء قدرته على التفاعل مع تطورات ازمة برنامجه النووي .

كما تعيد مؤشرات صراعه مع معارضيه الى الاذهان ازمته المستعصية منذ عام 1988 الدامي حيث تم اعدام 30 الف سجين سياسي تحيي المعارضة الايرانية ذكراهم هذه الايام .

جميع هذه المقدمات تعزز القناعة بوصوله الى مرحلة الافلاس السياسي ، حيث فشل في اقامة نظام يرضي حاجات المجتمع الايراني ، واقتصاد قوي ، وتنمية حقيقية ، وعجز عن تصدير الثورة .

في ظل هذه الاخفاقات ، تتراجع وبشكل تلقائي ، احتمالات قدرته على التاثير في مسارات الاحداث الاقليمية .

فالقيام بادوار سياسية مؤثرة في الاقليم يحتاج الى طرف مقبول لبعض اطرافه على اقل تقدير .

والقدرة على المواجهة ، وخوض حروب تصنع معادلات جديدة ، غير متوفرة لدى النظام الثيوقراطي الايراني ، على المدى المنظور .

اقصى ما يمكن ان يصل اليه تفكير ملالي ايران في المرحلة الراهنة الحد من اثار العقوبات الدولية وصد ضربات عسكرية محتملة قد تقوم بها الولايات المتحدة او حليفتها اسرائيل .

وبوصوله الى هذه المرحلة من الضعف تحول النظام الايراني في احسن الاحوال الى عبء على حلفائه العرب المسكونين بديماغوجيا الشعارات بدء بحزب الله ومرورا بحماس وبعض الاطراف المؤثرة في المشهد العراقي .

ابجديات العمل السياسي تفرض على هؤلاء الحلفاء في الوقت الراهن الحد من الاندفاع نحو مغامرات جديدة .

فالحكومة العراقية المنتهية ولايتها تلهث وراء سراب اذا اعتقدت بان ملاحقة معارضي نظام مقبل على الانهيار يبقيها في الحكم، وحزب الله يراكم اخطاءه بخطايا مع استمراره في رهن لبنان وسلمه الاهلي على امل انقاذ نظام الولي الفقيه الايل للسقوط ، وحماس تتحمل مسؤولية ادامة الانقسام والحاق الاذى بالشعب الفلسطيني مع اصرارها على ابقاء قضيته خط دفاع اول عن نظام العصور الوسطى الذي يتفنن في قمع شعبه ولا يحظى باحترام الراي العام العالمي الذي يخوض الفلسطينيون النضال لكسبه الى جانبهم .

والقضايا الوطنية تستحق قراءة دقيقة للمشهدين الاقليمي والدولي ، واعادة النظر في الاولويات ، ليستعيد البعد الوطني حضوره في اذهان هذه القوى ، بعد تغييبه القسري ، بدلا من الترنح في موازاة ترنحات النظام الايراني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل