الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة من الموت - ذكريات لعام 2006

عصام البصري

2010 / 8 / 6
سيرة ذاتية


فتش مراهقون سيارتي (الصندوق والمحرك والمقاعد وغيرها) في مدينة الصدر وسمحوا بالمرور عندما سئلت عن الطريق، ففتشوا مرة اخرى. وقادنا مراهقان الى قياداتهم! فانزلونا عنوة امام الناس وسيطرة من الحرس الوطني وافراد من الشرطة يتمتعون بسيارتهم لاندكروزر جديدة. ونقلونا الى منطقة نائية قرب السدة حيث يتم العثور على جثث مجهولة الهوية معصوبة الاعين مكبلة اليدين وعليها اثار التعذيب بعد السدة مباشرة. ووضعوا عصابة على عينيّ! عندها تذكرت سلوكيات افراد امن صدام والبعث القذر (اعتقلت في 1978 لاحداث معروفة للعراقيين). ادخلوني من باب ضيق فسمعت اصوات النساء تتحدث بامور الحياة اليومية (الخضرة غالية و ...) واطفال تلهو فلم اشعر او اسمع بانهم انتبهوا للاسير او المخطوف معصوب الاعين! فقد تعودوا المنظر واصبح متكررا يوميا لمرات عديدة.
ركزوا في التحقيق (هناك من يسال ويامر بالتدوين!) على السيرة الشخصية (الاسم والعمر ومسقط الراس والطائفة والعشيرة والعمل واماكن العمل والمناصب والاتجاه السياسي قبل سقوط نظام البعث وبعده والسفر خارج العراق والاولاد والخدمة العسكرية والرتبة وغيرها). وسال شيخ متاكدا من كوني شيعي الطائفة عن الائمة المعصومين (عليهم السلام) متحديا ان اذكرهم له وبالتسلسل بقوله لا تستطيع ان تذكرهم بالتسلسل (علي بن ابي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد الباقر و جعفر الصادق و موسى بن جعفر و علي الرضا و محمد الجواد و علي الهادي و حسن العسكري والمهدي المنتظر عليهم السلام) وفشل زميلي بعدها ان يعدهم فاستنتجوا سني!. وانتقل الشيخ لاصول الدين واركانه ثم حفظ الايات!. لقد نسى الشيخ وعصابته كغيرهم ان الصحابة كانوا حفظة للايات ابان اجتماع السقيفة، واطراف معركة الجمل يحفظون الايات ايضا، وقادة جيش يزيد بن معاوية كانوا يحفظون القران وقت قتل الحسين بن علي في واقعة الطف في كربلاء. ونسوا ان المامون كان على اطلاع واسع بعلوم الدين (القران والحديث) والفلسفة عندما غدر باخيه الامين والامام علي الرضا بعده. وكذلك حفظ الايات قادة القرامطة والزنج وغيرهم من الحركات المناهضة لحكم بني العباس وقبلهم الخوارج ابان حكم الامويين. ان حفظ الايات لن يردع البشر عن المعاصي وفعل الشر ابدا، ويكبر باسم الله عند ذبح البشر واخرها بالاعظمية (تروج افلام الذبح على الانترنيت). وترحم على الزرقاوي الكثير مبتهجين لدخوله الجنة بعد ان نال رضا الله لقتله الاطفال والابرياء، وافتى العديد من حفظة القران والحديث باعتبار الانتحاريين (القنابل البشرية) شهداء يرزقهم الله الشهادة مع حور العين (كان صدام يفرج عن المجرم بعد ان يحفظ بعض الايات وكذلك تفعل العربية السعودية).
وساهمت المرجعيات الدينية في قتل العراقيين خلال التاريخ الحديث بالفتاوي ومنها عام 1963 بتعاونهم مع عصابات البعث النازي (توضح المقابر الجماعية نازية البعث)، فافتى كل من محمد الخالصي (قاتلت مليشايته مع الحرس القومي سيء الصيت) ومحسن الحكيم بان الشيوعيين مرتدين وحكم المرتد وان تاب وبينوا حكم الوزجة والاولاد والاموال المنقولة وغير المنقولة وحصة الامام (انظر رشيد الخيون. الاديان والمذاهب بالعراق. ص304 ). ومع ان عدد الشيعة في الحزب الشيوعي كان كبيرا جدا الا ان امامين شيعيين قد سايرا البعث النازي في حين وقف ضده امام سني، فقد رفض الشيخ طه جابر العلواني تاييد تكليف القتل الذي اصدره مجلس قيادة الثورة لتطبيق الشرعية باحد عشر الفا وستمائة ودفنهم بقبور جماعية. ولم يتورط محمد باقر الصدر ومحمد حسين الشيرازي بمثل هذه الامور. وذهب قادة البعث للاستنتاج من دعوة نوح (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا، انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولن يلدوا الا فاجرا كفارا) (سورة نوح 26-27)، فدعوا لقتل رضيع الشيوعي في المهد! تقليدا للخوارج الازارقة الذين اجازوا قتل طفل المرتد الرضيع ابان حكم الامويين في العراق. وتدخلت المرجعية في السياسة لانقاذ قادة جيش المهدي من حملة عسكرية وظهرت فظائع المحاكم الشرعية. وجربتها مؤخرا وسمعت ذاك الشيخ يبلغ زميلي بان احكام الاعدام ستصدر ويكون جثة مجهولة الهوية في الزبالة (خلف السدة)، واستدرك موجها كلامه لي اما انت (---) فلن نتركك جثة مجهولة الهوية ووضع في جيبي كارت بلاستك دونوا عليه المعلومات ليكون اداة تعريف.
لقد اعترضوا على حلاقة اللحية بقولهم هل يجيز السيستاني حلاقة اللحية؟ فهو ظل الله بالارض. وناقشوا سن التكليف الشرعي فهو دينيا 15 عاما! اثناء المراهقة حيث تلعب الانفعالات دورا كبيرا في التصرفات ويصعب السيطرة على المراهقين وتغيرت لهجته معي بقوله "انهم بهذا العمر واجهوا الامريكيين ونفذوا احكام الاعدام" موضحا الامر لي، ومن ذلك جواز الزواج في سن مبكرة جدا للفتيات بل قبل بلوغ سن الحيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شجاعة وحياديه
د.احمد سمير ( 2011 / 1 / 19 - 19:01 )
قرات سابقا مقالات عديدة للكاتب نفسه وهو يتناول بشجاعة وحيادية نادرتين اشكالية دور المرجعيات الدينية في تسهيل وتسويغ قتل الناس وهو مايتنافى أصلا مع فكرة الدين أيا كان شكله. وظف الكاتب بعض المعلومات التاريخية في سياق التجربة المؤلمة التي مر بها لكي يبرر النتائج التي عرضها.ء

اخر الافلام

.. فصائل المعارضة المسلحة تواصل هجومها في سوريا| الأخبار


.. ما الذي يكشفه تقاطع المصالح التركية الإسرائيلية في هجوم حلب؟




.. الجيش السوري يعزز مواقعه ويستعد لشن هجوم مضاد على التنظيمات


.. غارات عنيفة للنظام السوري والطيران الروسي على إدلب




.. ما أبرز ما ورد بالصحافة العالمية للأحداث الجارية في سوريا؟