الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة الدور الامريكي

عمران العبيدي

2010 / 8 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وصلت العملية السياسية في العراق وبالاخص بعد الانتخابات، مرحلة عالية من التعقيد كان نتاجا منطقيا للتقارب في عدد المقاعد التي حازت عليها القوائم الانتخابية مضافا الى ذلك حصر المنافسة الانتخابية بمنصب رئاسة الوزراء، واذا كان هذان العاملان هما سبب التعقيد الرئيس فأن دخول العامل الخارجي على الخط قد زاد من الوضع تعقيدا وهذا العامل ليس بخاف عن المتتبعين، بل ان السياسيين هم من تحدث قبل غيرهم عن وجود تدخلات وأن دخلت تلك التصريحات من باب الاتهامات السياسية ولكنه في كل الاحوال عامل لايمكن اغفاله مطلقا، اذ ان بعض الجهات الخارجية تحاول رسم ملامح الخارطة السياسية في العراق بما يتناسب مع مصالحها، وزيادة على ذلك فأن بعض الاطراف بتدخلاتها تلك قد لاتهدف بدعم هذه الجهة او تلك وأن كان ظاهره كذلك ولكن القصد الاساس هو اطالة امد الصراعات السياسية بين الاحزاب والكتل لأن كل ذلك يصب في نهاية الامر في افشال المشروع الديمقراطي في العراق كون نجاحه لايصب بمصلحة دول كثير في المنطقة.
لانعتقد ان الجانب الامريكي راض على مايجري على الساحة وهم يعلمون حجم التدخلات الخارجية ووجهتها وكذلك تأثيراتها، وبرغم من انهم وخلال الفترة الماضية اظهروا فتورا في تدخلهم وأن تدخلوا فبشكل تشاوري ولكن ليس من المتوقع ان يستمروا على ذلك وخصوصا انهم ماضون بسحب قواتهم من العراق وانهاء عملياتهم القتالية نهاية شهر اب، لذا وبعد ان ايقنوا ان زيارة بايدن لم تأت اكلها بالشكل المطلوب فمن المحتمل ومع التغيرات الحاصلة في الجهاز الدبلوماسي في بغداد ان يبدأوا مرحلة مهمة للتأثير على مسيرة الحوارات الجارية لتشكيل الحكومة ودفعها الى امام، وليس مستبعدا ان يكون للشخصيات السياسية الامريكية والتي ستتواجد في بغداد خلال الايام القادمة دور مهم وحاسم في تغيير مسار الحوارات بأتجاه ايجاد صيغة ترضي الاطراف الرئيسة للدخول في التشكيلة الحكومية.
ان الانسحاب العسكري الامريكي من العراق قد يؤثر على قدرة امريكا في التأثير سياسيا على الاطراف السياسية العراقية ولكنها لن يكون معدوما الى حد كبير بل من هي قادرة على الاحتفاظ بنصيب وافر من التأثير ان رغبت بذلك، وتدرك امريكا ايضا بأن الضرورة تستدعي ان لاتنسحب امريكا عسكريا وسياسيا من الساحة العراقية في الوقت نفسه.
ان التدخل الامريكي قد يكون مقبولا في هذه المرحلة الحرجة بعدما عجز السياسيون العراقيون عن ايجاد صيغة تفاهمات فيما بينهم ووصلت الى طريق مسدود، بل حتى من الناحية الشعبية نجد في احاديث عامة الناس من يقول ان التدخل الامريكي هو من يحل العقدة، لذلك قد نشهد دورا حاسما للدبلوماسية الامريكية خلال الايام القادمة، لأن النفس الامريكي قد ينفد قبل النفس العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا