الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كساني وأشبعني من الجوع...!

عباس النوري

2010 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كنت جائعاً فأشبعني...من قادة البلاد ، وكنت عرياناً فكساني...بعدد من الدراهم لا تعد إلا فتات مما يحصل عليه، وإن كان يحصل عليه بطريقة سليمة أم كالذين يسرقون ثروات الشعب دون رحمة أو رأفة...

قالها لي صديق عن بعد...أن أحد القيادات المعروفة جداً...وهو من الذين يفعلون كل شيء من أجل التمسك بالكرسي..أنه تعاقد مع طرف معين لكي يكتب عن هذه الشخصية بكل ما هو جميل ويراقب من يكتب ضده كتابات لا تليق بمقامه...ويجمل صورة هذا القيادي الذي ملء البنوك الخليجية والأجنبية ـ وشراء القصور وإنشاء الشركات ...وقبل وصوله للحكم لم يكن شيئاً مذكورا...

وحسب نقل الكاتب...وبعد مرور فترة زمنية ليست بالقليلة ...لم يعد يصله المبلغ المخصص (مبلغ زهيد). ويتساءل: هل كان في تصور هذا المسؤول أن ما كان يرسله من مبلغ كان يشبع الجائع أو يكسو العريان.

وهل باع نفسه ومستقبله مقابل ثمن زهيد...!

ردي ...دون أن أذكر أسماء...وقلت له أيضا في حينه – لست وحدك في هذه الورطة، فأن الكثيرين ممن يكتبون في المواقع الالكترونية والصحف العراقية للتمجيد بالقيادات العراقية كثرة ولم يحسنوا الاختيار...وفي تصور بعضهم أنهم يخدمون مصلحة العراق من خلال هذه الطريقة، وكل شخص أختار شخصية، أو اختير من قبل تلك القيادات لأنهم يعلمون مدى تأثير الكاتب على الرأي العام العراقي...ولكننا جميعاً ( الكتاب – المتحيزون) نعتقد بأن اختيارنا صائب حتى نصطدم بالحقائق، ولكن بعد فوات الأوان، وكم منا غير اتجاهه وتوجهاته من حين للآخر. فالعلماني كتب وحمد الإسلامي واليساري أصبح يميني...وهذا ما نقرئه مرات ومرات في المواقع عن كتاب لامعين يحسب لهم، ولكن للأسف تبريراتهم أسخف من مقالاتهم الأخيرة.

وخير دليل – الذي تداول أخيراً – من الأصلح لقيادة العراق – وكأحد المتحيزين كتبت مقالة قبل الجميع بعنوان – الهاشمي يستحق قيادة العراق، ولكنني كتبت قبلها مقالة بعنوان – من يستحق قيادة العراق – وفيها ذكرت ما معناه وفحواه – لا يمكن ترك قيادة العراق بيد شخصٍ واحد – بل مجموعة من القيادات – ولا أؤمن أبداً بالفردية وخلق الدكتاتور والرئيس الأوحد...ومقولتي المشهورة ((أن زمن عبادة الأحزاب والأشخاص ولى وبلا رجعة)) رددتها منذ بداية عام 2003 ولحد الآن وتناقلها الكثيرون في كلماتهم وخطبهم.

ولعل اختيار كلٍ منا لشخصية معينة نابع أما عن علم ومعرفة وتجربة وإما عن تعاطف ومشاعر وقد يكون بدافع مصالح مادية ومعنوية...ولصديقي الكاتب أقول: لم تدافع عن شخصيتك بدافع المبلغ التافه الذي يرسله لك كل شهر...فمثل هذا المبلغ لا يكسي عرياناً ولا يشبع جائعا...وأن كانوا المسئولين صادقين مع أنفسهم ...لما وجد مليون يتيم ومليون أرملة...

ولما كان في العراق عشرات السجون المخفية ...ولما أعد العراق ثاني دولة تسحق حقوق مواطنيها...ولما أصبح العراق أول دول بالإعدامات ...ومن أكثر الدول المستشرية بالفساد وهي من أكبر الدول المصدرة للنفط...

أقول لصاحبي الكاتب ولغيره...ما تحصلون عليه من مبالغ تافهة لا تعد ذرة من حقوقكم ولا تعادل كلمة من الكلمات التي تكتبونها بحق شعبكم...ولا هي ثمن حصتكم مم الرمال أو الحصى ولا التمور والنخيل ولا من سعفها أو خوصها...وإن تعدوا ثروات العراق لن تحصوها...وحقوقكم من تلك الثروات يسرقها قيادات لا تعطي إلا الفتات...

فللكاتب أقول: أما أن تستمر وتقبل بالفتات وتكتب كما يحلوا لصاحبك وتعلي من شئنه...وأما أن تبقى جائعاً وعرياناً وتكتب الحقيقة...فالخيار لك ولغيرك...كما هو الخيار لي...

المخلص
عباس ألنوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام