الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريدون منا ؟

طارق الدويري

2004 / 8 / 25
الادب والفن


كُهّان الكلمات الكتبهْ جهّال الأروقة الكذِبهْ وفلاسفةُ الطلسمات والبُلَداء الشعراء

ضربوا بنعيق الأصوات المجنون حتى ثقُلتْ أجفانهمُ,

حتى ألقوا ببقايا قيئهم العِنِّينْ
فى رحِم الحقّْ فى رحِمِ الخيرْ
فى رحِمِ الحرّية **
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
**مقتطفات من مسرحية ليلي والمجنون – صلاح عبد الصبور** بتصرف


هذا الزمن الصعب.. زمن الضآلة والتقزم
زمن الكهان الكذبة...
هؤلاء الذين وضعوا أنفسهم فوق الجمع دون جمع
يفكرون له... إلى حيث أرض الخراب. أرض الموت والضياع.
..أرض العصور المظلمة..
عصور الظلام والخرافة والوهم..
ماذا يريدون منا ؟
يحدثوننا عن العقل والتعقل ولا يفتحون عقولهم لدروس التاريخ.
يرفضوا أن يدركوا إلا ما اختاروه هم من السلف، ينسون أن لا سلطان علي العقل إلا العقل نفسه.
كن جريئا في إعمال عقلك".
يحدثوننا عن الثقافة ولا ثقافة إلا ثقافتهم هم.. دون اجتهادٍ أو إعمالٍ للعقل.
يحدثوننا عن التقوى والأخلاق، عن الرحمة والأيمان..
وهم لا يؤمنون إلا بأنفسهم وقراءاتهم وتأويلاتهم ..ومن يرفضها فلا رحمة.
يحدثوننا عن الملبس ..يتكلمون عن الشكل والمظهر..ويرفعون راية النص علي الرماح..
فإذا لم تقبل طعنوك بها وأحلوا دمك تحت شعارات فوقية وقدسية.
وها هم يدبرون الخطط الأذكى..الأمثل، يقتحمون بيوتنا..زوجاتنا وبناتنا أطفالنا ..
ليسلبوهم حريتهم..
حرية أن يختاروا..حرية الخطأ والصواب، حرية الجنة والنار التي بداخلنا..
يخلقوا لنا نارهم..
فمن أمن واختار رؤيتهم فهذه الجنة.. ومن فكر واجتهد واختار ما يناسبه كُفّر ودخل جهنمهم.
فآهٍ من كهنة هذا العصر وكل عصر..
وها هو كل ما حققته المرآة في مصر من إنجازاً..للخروج للشارع والمصنع..
للفنون والعلوم..للثقافة والسياسة. يريدونهم أن يعودوا إلى القبو.
بدعاوى الفساد والإباحية والعورة..
يحدثونا عن الفن ويأخذون ما نرفضه نحن من الفن الرديء..
الفن الرديء من أغاني هابطة مستفزة دون مغزى سوي ثقافة استباحة الجسد وابتذاله
مسرحا أو أفلاما رديئة لا تحمل فكرا أو تطلق عقلا أو نفسا لحرية.
يأخذون ما نستحي منه ويرفعونه كشعارٍ للفن فيصيبوننا في مقتل.
ما بين وجهي عملة رديئة..
أحداهما حجاب للقلب والعقل لحساب الجسد فتطفئ فينا الروح ..
وحجاب للجسد الذي يئد العقل والنفس والروح.
ما بين عولمة لحضارة مادية تتعامل مع الجسد كهدف أو كسلعة.
مستخدمة كل شيء …
وقوداً لثقافة الاستهلاك لحساب طبقة لا تشبع غير محددة متعددة الجنسيات والملل.
وبين أطروحة شمولية لا تقبل أخر تريد أن تبتلع كل شيء لحساب ثقافة رعوية
تدور حول مركزا هو الجسد وهو عورة..
لذا فليحاط بسياج من الأخلاق الشكلية دون القلب
أن توأد النساء.. أن يوأد الإنسان.

وآهٍ من عورة ذاك الوطن. الجهل والخرافة، الفقر والقهر، التغيب والتزييف والكذب.
وها نحن الآن معلقين ..
بين..
الأرض..
والأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام صحيح ويمثل ما نحن فيه الاّن
rana ( 2008 / 12 / 10 - 02:23 )
هذه الأجزاء من المسرحيه تناسب ما نحن نعيشه الاّن .. وكأن من كتب هذا كان متوقع ما سيحدث أنا فرحت بهذا الجزء لأن هذا الزمن فعلا صعب وزمن الكهان الكذبه.. وأشعر أني أرى كل ما قرأته في حياتي اليوميه.. شكرا لمن نشر هذا الجزء

اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في