الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
متعة القراءة .. و لذة الإكتشاف
عبدالقادر حميدة
2004 / 8 / 25قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
العدد الثاني من جون أفريك بالعربية في الأسواق :
ها هو العدد الثاني من جون أفريك بالعربية يعرف طريقه للقارئ المغاربي و العربي ، و ها هي حلة المجلة تزداد بهاء و نضجا ، وها هي الأقلام الرصينة تحلل الأحداث ، تفككها ، و تعيد بناءها بطريقة ترجع الأمل في خلق جمهور قارئ ، و كيف لا ، و متعة القراءة في جون أفريك الجديدة تأخذك إ لى عوالم السهل الممتنع ، و المعلومة القريبة البعيدة .. و قد حدث معي ذلك ، و خاصة في مقالة عشت أطوارها قارئا في الصحافة الجزائرية .. هي مقالة عن أحداث تكوت تحت عنوان (الإغواء القبايلي) بقلم شريف وزاني ..
بعد الركنين الثابتين ( فيما اعتقد ) لبشير بن يحمد و ، (خارج الزمن الإمبراطوري) للصافي سعيد ، ندخل باب سياسات من البؤرة العراقية الساخنة و مقالة متسائلة (العراق المحتل إلى أين ؟ المغامرة البائسة ) بقلم الصافي سعيد ، و بورتريه لغازي اليارو ، ثم حديث مطول عن الإبراهيمي المبعوث الأممي في العراق و هو الموضوع الرئسي في الغلاف ، و تستمر المجلة الجامعة لأربع مجلات في تحليلها للوقائع و الأحداث ، بعين محترفة و جريئة فنجدها تتحدث عن تداعيات احتلال العراق ، (السعودية على حافة بركان) ، و بعد الحكم عليه خمس مرات بالسجن المؤبد هل يكون مروان البرغوثي (منديلا الفلسطيني..) ؟ ، و تتحدث ايضا عن علاقة ليبيا بالغرب و ما اعتراها من شد و جذب خلال حقب متفاوتة بعنوان ، (المصالحة الكبرى ) .. اما في باب الوثائق فإنها تسهب في الحديث عن المطاردة الساخنة لبن لادن .. و كعادتها تضع اناملها الحريفة على نقاط التوتر الحساسة تفتح لوجون أفريك ملف السودان (حروب بلا اسم و لا نهاية.. السودان على مشرحة التقسيم ) و تقول عن قمة الثمانية بلغة ساخرة : تمخض الجبل فولد فأرا ، و تنتقل لجنوب إفريقيا لتتحدث عن الإرث الثقيل لمبيكي .. و إلى الهند لتأخذ صورة لسونيا غاندي و هي ترفع يدها تحية لجمهورها .. إنها التي انقذت ميراث حماتها و زوجها المقتولين .. إنها أنديرا الإيطالية .. و في باب ديانات ملف قد يدخل في دائرة الملفات الشائكة كما قد يكون في دائرة المسكوت عنه ، نقرأ هنا (يهود المغرب : كم كان عددهم ؟ و ما تأثيرهم ؟ كم بقي منهم ؟ دائرة اليهود المفقودين ) بقلم جاك برتوان ، كما لا تنسى لجون أفريك ان تقدم لنا عرضا شيقا للكتاب المثير للصحفي الأمريكي بوب وودا وارد (خطة هجوم) و هو كتاب يقع في 450 صفحة يصف فيه كاتبه كيف تخيل الرئيس بوش و فريقه الحرب ، و كيف اعدوا لها ، و كيف قادوها ضد عراق صدام (.. حدق الرئيس مليا في عيني هانس بليكس و قال : " افهمني جيدا ، وراءك قوة الولايات المتحدة كلها ، و هي قوة مستعد لاستخدامها إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، و قرار الدخول في حرب سيكون قراري ، و لا تعتقد لحظة واحدة أن ما ستقوله سوف يؤخذ بعين الاعتبار " .. ) ، ( .. أول أجنبي أحيط علما بموعد الهجوم هو وزير المالية الإسرائيلي بن يمين نتنياهو ، و قد أخبرته كوندي رايس في السابعة و النصف من يوم الأربعاء 19 مارس فأجابها عن طرق الهاتف : أعرف ذلك ، و كان الموساد قد أخبره هو و أريال شارون ببدء العمليات العسكرية .. ) .
كما نقرأ حوارا أجراه أبوبكر لمباركي مع الدكتور عزام محجوب الخبير الاقتصادي الدولي يقول فيه : أن هدف مشروع الشرق الأوسط الكبير .. النفط لا الإصلاح ، و مقالا عن النظام الأخلاقي في تونس .
أما في باب ثقافات فنقرأ حوارا ممتعا أجراه روائي برازيلي مع روائي برازيلي ، أجراه غلاوكو أورتولانو مع البرازيلي أشهر روائيي العالم صاحب الرواية الشهيرة "الخيميائي" ، (باولو كويلو) تحدث فيه عن هواجسه عن أشياء كثيرة قريبة منه ، و عن ما اثارته عضويته في أكاديمية الآداب البرازيلية من ردود فعل و عن أسلوبه السهل الممتنع الذي غزى العالم ، حوار جدير بالقراءة ، و القراءة الواعية بعنوان " نموت حين نتخلى عن أحلامنا " .. كما نجب مواجهة بين كاتبين من أمريكا اللاتينية في لقاء ممتع (أرنستو ساباتو و إيزابيل أليندي ) .. كمل نعثر على أمين معلوف و هو يضع أجداده فوق الأريكة في محاولة بحث جادة عن الجذور ، لقاء و مقال يتصادف و صدور روايته التاريخية الأخيرة (الجذور).
و قال لي الأستاذ المترجم عمر خضرون الذي كان السبب في اكتشافي لهذه المجلة بأنها الوحيدة التي تعد نافذة حقيقية عن الثقافة الإفريقية ، و جسرا رائدا نحو الثقافات الأخرى .. و وجدتني أتأكد من مقالته كلما قلبت اوراق العددين الأول و الثاني من هذه المجلة .. و قد تذكرت ذلك أيضا و أنا أقرأ حوارا مع آخر عمالقة الزنوجية الشاعر إيمي سيزار تحت عنوان (عندما يجئ الموت .. سأكون في خدمته) و تذكرت أن عمر خضرون قال : إن هذا الطبق المتنوع لن تجده إلا في هذه المجلة .. و ها انا أخي القارئ أردد معه هذه العبارة عسى أن ترددها أنت معي حينما تتذوق من هذا الطبق .. و العهدة دائما على الراوي .. و أنا الراوي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا يرتدي القراصنة رقعة قماش أو جلد لتغطية أعينهم؟
.. الهدف القادم حمص.. هل تبتلع الفوضى سوريا بسبب التنظيمات المس
.. أقصر حكومة في تاريخها.. لماذا انهارت حكومة بارنيه في فرنسا ؟
.. للقصة بقية | وحدة الساحات
.. مرتزقة كولومبيون قدموا عبر ليبيا للمحاربة في السودان.. ما ال