الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقلال كوسوفو نقطة تحول تاريخي في قضايا الشعوب المضطهدة

بدرخان السندي

2010 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كوسوفو احتلتها الدولة العثمانية وبعد الحرب العالمية الاولى قررت الدول الكبيرة المنتصرة اعطاءها الى صربيا وضمها اليها مثلما اعطت وضمت الكثير من الاصقاع والشعوب الى الآخرين وكأن الشعوب والبلاد هدايا توزع وتضم الى الآخرين فأصبحت جزءاً من صربيا التي تقف اليوم بالضد من مسألة استقلال كوسوفو ومن قرار المحكمة الدولية الأخير في مشروعية استقلال كوسوفو .
لقد عانت كوسوفو الكثير من الدمار وحروب الإبادة الجماعية والمذابح التي جرت ضد سكانها حيث كانت أساساً تتمتع بالحكم الذاتي حتى اضطر هذا الاقليم الى اعلان استقلاله في 17/ شباط/ 2008 في حركة رد فعل مناضلة ضد أبشع أشكال الاضطهاد العنصري الذي كانت تشنه صربيا بلا هوادة ومنذ سنوات طويلة على سكان كوسوفو .
اختلفت ردود الفعل من اعلان الأنفصال ففي الوقت الذي ايدته الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الإسلامية نجد ان روسيا قد رفضته بشدة وهي لما تزل الى اليوم ترفض استقلال كوسوفو وبشكل متزمت يلفت الانتباه .
حسناً فعلت الدول التي دعت الى جلسة عاجلة في حينه لمجلس الأمن من اجل ان تصبح كوسوفو عضواً في الأمم المتحدة والتي يفترض ان تحصل على اعتراف 97 دولة من اجل ذلك .
ان من الأمور المؤسفة جداً ان نجد في القرن الحادي والعشرين تزمتاً لدى بعض الدول الأوربية ازاء استقلال كوسوفو لا لشيء إلا لأن ما يصدق على مشروعية استقلالها يمكن ان يصدق على مشروعية استقلال اقاليم غير راضية عن ضمها الى تلك الدول على سبيل المثال اسبانيا التي بقيت تعارض استقلال كوسوفو وممارسة حق هذا الشعب في تقرير مصيره لا لشيء إلا لأن اسبانيا تخشى بدورها انفصال اقليم (الباسك) عن اسبانيا لذا تعتبر استقلال كوسوفو (امراً غير مشروع ويخالف اتفاقية وقف النار) .
وهكذا ما زالت بعض الدول المتقدمة حضارياً وانسانياً تشرعن او تحرم ما هو مشروع وغير مشروع من منطلق مصالحها الأقليمية وليس على اسس موضوعية انسانية .
للأسف الشديد ما زالت قضايا الشعوب ومصائرها وحقوقها في العيش حرة مستقلة تخضع الى معايير سياسية جائرة دفاعاً عن سياسات كوليانولية أكل الدهر عليها وشرب حتى ان ولاة الكوليانولية رفعوا ايديهم واعترفوا بالكثير من اخطائهم وما زالت الجهات المضطهدة لهذه الشعوب متمسكة بهذا (الحق) الممنوح لها بعد الحرب العالمية الأولى .
ان صربيا تعد نفسها اليوم وقد سلب منها حق من حقوقها السيادية وتقف بضراوة ضد قرار استقلال كوسوفو وكأن كوسوفو قد خلقت من اجل ان تكون تابعة الى صربيا والى أبد الآبدين ...!!
ان كل اشكال التشكيك والطعن بحق كوسوفو في الاستقلال باتت فاشلة وغير مجدية ازاء رأي المحكمة الدولية الأستشاري والذي يؤكد بوضوح تام ان اعلان استقلال كوسوفو لا ينتهك القانون الدولي ولا القرار (1244) وأن رأي المحكمة هذا يفترض ان يضع حداً للنقاش الذي استمر منذ اعلان كوسوفو استقلالها في 2008 .
اننا نأمل من صربيا ان تنتهج نهجاً واقعياً إزاء إرادة الشعب الكوسوفي وان الاستمرار في رفض استقلال كوسوفو رفضاً مطلقاً واستمرار اعتبارها لكوسوفو اقليماً جنوبياً وجزءاً لا يتجزأ من اراضيها امر بدأ المجتمع لا ينظر اليه بعين الرضا فقد ولى كما ذكرنا عهد السيادات القسرية وان للشعوب حق تقرير مصائرها ونرى ايضاً ان صربيا التي تستمد روح الإصرار من الدعم الروسي , ان مثل هذا الدعم لا يمكن ان يقاوم ارادة شعب كوسوفو ورغبة المجتمع الدولي الذي بدا واضحاً في تأييده لقضية استقلال كوسوفو وفي مقدمته الولايات المتحدة الامريكية .
من هنا نقول ان امثل حل واقعي اليوم هو ان تسعى الدول ذات الشأن في هذا الموضوع فضلاً عن جهود الأمم المتحدة الى تطبيع العلاقة الجديدة بين كوسوفو وصربيا وان تقوم على الاحترام المتبادل وتأمين المصالح المشتركة بين البلدين , وان تحقن الدماء لأن شلالات الدم النازفة لسنوات خلت ما فيها الكفاية في ان يضمد شعب كوسوفو جراحاته , وان تبزغ في سماء اوربا نجمة جديدة اثقلتها المظالم واثخنتها المذابح والجراح الى ان تمكنت من ان تبزغ .
تحية اجلال واحترام وتهنئة الى شعب كوسوفو المناضل في استقلاله المشروع .
وتحية اجلال وتقدير لكل الدول التي وقفت الى جانب عدالة قضية كوسوفو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو