الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف الحزب الشيوعي الأردني من الانتخابات النيابية القادمة

الحزب الشيوعي الاردني

2010 / 8 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأردني يوم الجمعة الموافق 6/8/2010 اجتماعا كرسته لمناقشة المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة من عدمها. وقد توقفت اللجنة المركزية عند المناخ العام السائد في البلاد عشية هذه الانتخابات، وخاصة عند قانون الانتخاب الذي ستجري الانتخابات على اساسه. وأعادت اللجنة المركزية التاكيد على مواقف الحزب المعلنة في اكثر من مناسبة من هذا القانون، الذي لا زالت تعتبره عقبة كأداء في وجه إحداث انعطافة جادة وحقيقية في الحياة السياسية، وعاملا رئيسا من عوامل التهميش المضطرد للأحزاب والقوى السياسية، وتعزيز الطابع المحافظ للبرلمان وحرمانه من فرص التجديد والتغيير الحقيقيين في قوامه، وتعطيل قيامه بوظيفته الدستورية.
إصرار الحكومة على معاندة التوق الشعبي الواسع باقرارها قانون انتخاب يعيد انتاج التخلف والركود في الحياة النيابية، ومن ثم السياسية، يولد واقعا موضوعيا يتلاشى في ظله، الى درجة كبيرة، الطابع السياسي للانتخابات النيابية، ويرهن نجاح المرشح في السباق الانتخابي ليس بالبرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يطرحه، ويطلب تصويت الناخبين عليه ونيل ثقتهم على أساسه، ولا بالائتلاف الحزبي الذي يقف خلفه ويدعمه، ـ حيث يغدو هذا الائتلاف في ظل قانون الانتخاب المعمول به لزوم ما لا يلزم ـ ولا بالاستجابه الى المصالح الحقيقية للجماهير الشعبية ومتطلباتها واحتياجاتها الجوهرية، بل يرهن فوزه بالتكتل العشائري الذي يصطف خلفه وبالقدرات التي يتوفر عليها نائب المستقبل لخدمة التحالف الطبقي الحاكم، الذي يسعى الى تكريس وضعه المهيمن على الندوة البرلمانية، وإبقائها آلية من آليات تهميش، وحتى قمع، ممثلي التحالف الشعبي البديل وحرمانه من الوصول الى البرلمان بأشكال واساليب غاية في التمويه، ومن ضمنها الخداع وتزوير ارادة الناخبين، وتشويه وعيهم، بما يجعل أطرافه مطلقي اليد في اقرار السياسات والقوانين التي تنسجم مع مصالح أطرافه وتوجهاتهم وارتباطاتهم الإقليمية والدولية مع قوى السوق والليبرالية الاقتصادية.
وإدراكا منها لطبيعة البرلمان في ظل الديمقراطية الليبرالية (البورجوازية)، ورغم قناعتها الراسخة بانعدام الأساس المادي الموضوعي لتوفر المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص، لكون هذه القيم لا يمكن أن تتحقق في ظل الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وتحكم شرائح البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية والبيروقراطية التي يتشكل منها التحالف الطبقي الحاكم في إعادة توزيع عوائد الثروة، تعتبر اللجنة المركزية أن المشاركة في الانتخابات لا يمكن أن تكون محكومة فقط بالوصول الى المجلس النيابي، على أهمية ذلك ومشروعيته، بل تعني، وربما تستهدف في المقام الأول، إظهار التصميم على الاستفادة من الظروف والمناخات التي توفرها الانتخابات، والتي لا تتوفر في ظل ظروف إخرى لخوض غمار الصراع السياسي مع التحالف الطبقي الحاكم وبرنامجه وسياساته، وتكثيف الجهود لبناء التحالف الشعبي البديل، ونشر برنامجه السياسي بين أوسع الشرائح الشعبية، والعمل على تعبئة الجماهير وتنظيمها على قاعدة هذا البرنامج البديل، الذي صاغه كل على حده التيار الوطني الديمقراطي والمعارضة الوطنية الأردنية في مؤتمرها الاقتصادي الأخير.
إن مشاركة الحزب في انتخابات 2010 تقوم على اساس العمل الجاد لاقامة أوسع تحالف شعبي سياسي ممكن، وليس فقط انتخابي، يخوض غمار المعركة الانتخابية، دون أن يقصر نشاطه عليها، بل يواصل العمل في فترة ما بعد الانتخابات، والبناء على ثمار ونتائج هذه المشاركة لتعزيز الضغوط على التحالف الطبقي الحاكم وواجهته السياسية ـ الحكومة ـ للتراجع عن النهج الاقتصادي والسياسي الذي تتأكد تداعياته الكارثية على المجتمع والدولة الأردنية مع كل يوم.
إن حزبنا سيتابع في سياق حملاته ودعايته الانتخابية مدى تقيد الحكومة بمعايير النزاهة والشفافية والحياد في إجراء الانتخابات، ويطالب الحكومة بالحاح بأن تسارع، كحد أدنى، الى تجميد العمل بقانون الاجتماعات العامة والتراجع عن تطبيق القوانين الاقتصادية المؤقتة، خاصة قانون الضريبة، بانتظار تشكيل البرلمان القادم. هذه الاجراءات التي نرى أنها ضرورية وهامة على اعتاب الانتخابات النيابية ستوفر بالتأكيد مناخا أفضل، يحفز القوى السياسية والحزبية على المشاركة في الانتخابات وينزع مبكرا فتيل مواجهة مع البرلمان القادم، الذي سيغدو مطالبا منذ اليوم الأول لتشكيله باعادة النظر في جميع القوانين المحدة والمقيدة للحريات العامة، وتلك التي تثقل كاهل الجماهير الشعبية الواسعة، دون سواها من طبقات وشرائح المجتمع بالمزيد من الضرائب وارتفاع الأسعار والزيادات الهائلة في تكاليف المعيشة.
إن مشاركة حزبنا في الانتخابات هي توجه جاد للجماهير الشعبية كي تنهض للدفاع عن حقوقها ومصالحها الحيوية، لبناء الاطار الشعبي السياسي الذي يتولى تأطيرها وتنظيمها في معاركها السياسية والديمقراطية القادمة. كما أنها استمرار للنضال دفاعا عن المصالح الحيوية للجماهير الشعبية الواسعة ومن أجل أردن وطني ديمقراطي.

عمان في 7/8/2010 اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأردني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بتحفظ
مصباح جميل ( 2010 / 8 / 7 - 12:42 )
ان المشاركه فى الانتخابات النيابيه فى ظل قانون الانتخابات المعدل الحالى وفى ظل حكومه الرفاعى ما هو الى اعطاء الشرعيه لهذا القانون ولهذه الحكومه المأزومه والصانعه للازمات 0
كما كان متوقعا تاتى مشاركه الحزب بالانتخابات بعد انعقاد مؤتمر الحزب والذى لم تتم مناقشه المشاركه من عدمها مع انه جرى طرح الموضوع من كثير من الرفاق للنقاش 0
مع التزامى التام بقرار الحزب بشأن المشاركه ولكن اسجل تحفظى عليه وطريقه اقرار المشاركه من قبل اللجنه المركزيه بدون استشاره القواعدوالرفاق وبدون اخذ الرأى العام للشارع بعين الاعتبار والذى يميل للمقاطعه 0
عاش حزبنا الشيوعى العظيم


2 - الانتخابات
محمد الامين ( 2010 / 8 / 7 - 13:42 )
اعقتد ان ضعف الاداء الحزبي والاتجاه نحو الشعارات الفارغه من المضمون واللعب على مشاهر الكادحين قد بدا واضحا على منهجيه الحزب الشيوعي الاردني- فبعد زيادين اتصور الحزب قد سرق من قبل فئة برجوزيه فكريا ترتدي ثوب كادح ضاربة عرض الحائط بكل القيم التي تربي عليها اجيال الشيوعين الاصلاء ومن اجل هذا فانه ليس من المستغرب ان يشارك الحزب الشيوعي الاردني موديل 2010 بالانتخابات القادمه بل ليس من المستغرب ان تمتدح هذة الفئة قوانين الانتخاباب وتشد الايداي مع الحكومة التي تعمل وفق ما تراه مناسبا وهذا منهجها وحقها ووجهة نظرها وهذا محترم ولكن ليس من حق هذه الفئه ان تجعل الحزب الشيوعي ليس شيوعيا واذا ارتأت اللجنه المركزية للحزب الشيوعي ان تغير توجهها الفكري فهذا حقها ديموقراطيا و لكن عليها ان تترك الحزب وتنشأ حزبا اخر قد يكون لبيراليا و يجب ان يكون اسمه متسقا مع توجهها الفكري الجديد --- قد يقول قائل ما المانع في ان يتطور الفكر الشيوعي بتطور الزمن ويخرج من عبائته التقليدية - نقول هذا جيد بل واجب ولكنه يجب ان يبقى شيوعيا ولا يتحول الى شيء مضاد -- لا يمكنك ان تكون الشيء وضده وهذا واقع الحرب الشيوعي 2010


3 - المشاركه في الانتخابات
محمد الامين ( 2010 / 8 / 7 - 13:55 )
ان انتقاد القوانين ثم المشاركه في الانتخابات منل قصه الراعي اللي قال لا للذئب واعطاه مفتاح الحظيره ---- لا لا لا لا قصدي اه اه اه -- لعم --- نو بس كرمالك يس


4 - يجب خوض الإنتخابات
فيصل البيطار ( 2010 / 8 / 7 - 14:39 )
صحيح تماما ما سجله بلاغ اللجنة اللمركزيه حول قانون الإنتخابات ، وصحيح أيضا مشاركة الحزب في الإنتخابات القادمه كمناسبة وطنيه كبرى لا تتوفر دائما ، لتشريح ونقد السياسه الإقتصاديه والإجتماعيه لتحالف البورجوازيه الوطنيه مع الرأسمال الوافد وما تلحقه من أضرار بالغه في مستوى معيشة غالبية أبناء الوطن وطرح البدائل الممكن تحقيقها وتعبئة الجماهير بإتجاهها .
المهم في الأمر ، إستمرار تعبئة الجماهير وقيادتهم ما بعد الإنتخابات في معارك إنتزاع ما يمكن إنتزاعه من حقوق وتخفيف وطأة الفقر وإرتفاع تكايف المعيشه . هذه مهمه دائمه ويجب الا تنتهي مع الإنتخابات .


5 - حرام عليك يا رفيق مصباح
موسى ياسر ( 2010 / 8 / 7 - 21:11 )
يا مصباح يا جميل اي التزام تتكلم عن قرار اتخذته لجنة مركزيه تم تجهيزهه من عائله تحكم الحزب ان الرفاق الذيين يتلمسون هم الشعب والمعلميين وعمال المياومه هم اللجنه الحقيقيه للحزب وليس اللجنه المعينه من عائلة 0000000


6 - اي التزام
كامل درويش ( 2010 / 8 / 8 - 08:06 )
الى الصديق مصباح 0
عرفتك يا صديقى منذ زمن بعيد وعرفت انك شيوعى مخلص ولا تهاب ولكنك اليوم راوغت ولم تقل رايك بوضوح كافى 0 فقياده حزبكم الان هى قياده مستسلمه تسير بالريموت كنترول مبتعده عن مصالح الشعب الاردنى وخصوصا الطبقه الكادحه 0 اعتقد يا صديقى بان قيادتكم اليوم ذات الطابع الطبقى البعيد كليا عن الطبقه العامله واخلاقها والمستعده دائما لرمى طوق النجاه للحكومات عندما يشتد الخناق عليها من نضالات العمال والشعب الاردنى الذى يعيش الان اسوأ الاوضاع بوجود حكومه شركات تفتعل الازمات مع الجميع 0
ان مشاركه حزبكم بالانتخابات ما هى الا اوامر ينفذها امينكم العام ومن على شاكلته لانقاذ الحكومه من المعارضه التى تتسع فى الشارع 0
ان التزامك يا صديقى مصباح بهذا القرار مستغرب منك

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ