الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة العراقية و مشكلة تكريس الطائفية

عبد الزهرة العيفاري

2010 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


• لقد حان الوقت لكي تقول الحكومة العراقية كلمتها الحاسمة ازاء جعل الاعلام ليس لطائفة معينة بل هو ملك لكافة الطوائف والقوميات التي يتألف منها شعب العراق .
• من الضروري سن قوانين تمنع استخـدام دوائر الدولة واموا لها وكذلك اجهزة الاعلام الرسمية فيها لاغراض النشاطات التي تكرس الطائفية على يد رجال يدعون الدين .
• ربما سنشهد قريبا ً حالة تشير الى التحول التدريجي لبعض الكيانات السياسية الدينية الممثلة الان في البرلمان الى قوى ارهابية تعتمد الاغتيالات السياسية اذا لم تتخذ اجراءات وقا ئيــة رادعــة لها .
كتبت الشاعرة بلقيس حميد قبل ايام مقالا ً شكت فيه من احتمال تكريس الطائفية في بلادنا . واذا لم تخني الذاكرة فان السيدة بلقيس نشرت عدة مقالات سابقا ً وهي على حق جدا ً حول ذات الموضوع َ . كما فعلنا نحن ونشرنا مقالات بنفس الاتجاه كتعليقات ملموسة ضد تأجيج التفرقة الطائفية عن طريق الطقوس الظلامية وبالتالي التأثيرا ت السلبية على التآلف السياسي لابناء طوائف الشعب المختلفة . هذ من جهة . اما من جهة اخرى فان تلك الفعاليات انما حدثت فانها بمساهمة من كيان سياسي له كراسي وزارية وحضور رسمي في الحـكـومة . وهي لا شك تثير النعرات الطائفية والصراعات الجانبية بين المواطنين ، وبالتالي ( وبدون مبالغة ) ، تؤلف خطرا ً مباشرا ً على سياسة البلاد وتفسد نضالنا ضد الارهاب والتدخل الاجنبي في شؤون بلادنا . فلا احد يشك في ان الطائقية تعتبر آفة اجتماعية وسياسية وذات نتائج خطيرة وقد سبق لدولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي واطفأ نيرانها ومنعها من ان تسبب حرب اهلية في عراقنا الجريح . ولكن بسبب استمرار تلك النشاطات نجـــد من السابق لاوانه القول بان الطائفية فقد ت كل جذورها ، ذلك لان الساحة السياسية عندنا والحالة هذه لا تزال تضم من يعمل على تفرقة الطوائف بوسـا ئط كثيرة ومنها واسطة التعصب الديني ــ الصفوي والتأكيد على نشر الافكار الظلامية المرافقة لهذا التعصب . علما ً ان هناك من لديه " خبرة " طويلة في اساليب بعث البغضاء والطائفية اللعينة لتبقى تهدد العراق . انهم يعيشون بين اهلينا بل وفي مراكز اجتماعية حساسة بسبب تلبسهم بالدين الحنيف بينما كثير من ابناء وطننا لا يعلمون بان الدين بريء من هؤلاء النصابين .
ومما يعقد الامر ويزيد المشهد غرابة ان هـذه الفعاليات المستوردة من ايران الصفوية والمباركة من جانب عمائـــم "" دولة الفقيه "" وبالذات من جلادي الشعب الايراني اليوم ، تبثها في الاثير وبكل تفاصيلها ( فضائية العراقية ) التي هي من الناحية العملية او كما يفهمها الناس : ( فضائية العراق الديمقراطي ) ! ........... ان هذه الصورة ـــ في واقع الامر ـــ تجسم مشكلة استخدام الدولة واعلامها لاغراض جهات د ينية يختلف الشعب بشأنها من حيث القناعة والعقيدة والتبعية . بل وربما يصب هذا الاختلاف في صالح جهات معادية للعراق ( في الداخل والخارج ) ومناهضة لاستقرار الحياة فيه !!! . بينما دوائر الدولة واموالها و وسائل الاعلام العراقية فيها جميعا ً يجب ان تكون الى جانب الشعب اجمع ولكل طوائفه بدون تفريق . بينما هي الان تمارس تشجيع طائفة من الشعب وهو الجزء الذي يمارس الطقوس الطائفية المشبوهة وكأنها هي الدين ، ولا دين للاخرين !!!! . ولعل الغرض اساسا ً لدى الظلاميين هو بلوغ هدف : تحويل هذه الطقوس المليونية الى عامل من عوامل اثارة الاجزاء الشعبية ( او الطوائف الدينية ) الاخرى على الحكومة ؟؟!! وهكذا نرى ان الطقوس الصفوية عبارة عن سلاح بيد الجهات الطائفية الظلامية من الشيعة ( برموزها التي اصبحت معروفة للناس) بالرغم من اننا فقدنا بسببها ضحايا بشرية ليست قليلة . والملاحظ ان بعض الكيانات الدينية في الوقت نفسه تنتظر ان تستخدم هذه النشاطات لتعبئة اتباعهم البسطاء من الناس ضد الحكومة الوطنية متى ما شاءوا . هذه اضافة الى انهم يستخدمون الطقوس هذه كذلك لأثارة ابناء الطائفة السنـيـة عموما ً ضد السلطة ايضا ً بسبب ان السلطة تترك الحبل على الغارب للطقوس الطائفية الشيعية ولانها تضع وسائل الاعلام الوطنية العائدة لكل الشعب تحت تصرف هذه الطقوس وهي بيد قسم من الشعب بدون حق . وهكذا في كلتا الحالتين يحلم اعداء الحكومة الوطنية استخدام هذه الطقوس البعيدة عن الدين اصلا ً لاثارة الضجة وبالتالي لاسقاط السلطة وقيادتها للتخلص منهما في نهاية الامر .
اذن ، اين سيكون موفع ( الفضائية العراقية ) ؟؟ !! عندما يصبح الشعب وحده الخاسر ثم يعود خطر الحرب الاهلية الطائفية الى الظهور وتسيل الدماء كما يريد البعض !!! ؟؟ ...... وامام هذه الصورة يمكن ان نتصور موقف الحكومة الوطنية من الطقوس الصفوية البشعة . اذ ان(المعممين ) الظلاميين وانصار تيارات معينة ( لهم ماض جنائي ) من خلال برامجهم واحاديثهم المتكررة في الفضائية المذكورة يسعون لترسيخ الجهل و التعتيم بين الناس الطيبين لتوجيههم الى التخريب الفكري ( بغطاء ديني ) بل و حتى تريد اعطاء انطباع وكأ نها تنطبق والخط الديني لحزب القائد الوطني نوري المالكي وذلك لالصاق التهمة بالرجل وهو بريء من الطائفية بل وهو من اعدائها والداعين لابعادها عن المجتمع العراقي . الا انه هو المستهدف الرئيسي اليوم من الارهاب ومن جانب المتسترين بالعمامة والعروبة ويافطة " علماء المسلمين " وكلهم يعملون ضمن حلف غير مقدس . واكثر من هذا ان هناك احتمالا ً سياسيا ً ينصب في ان هذه الجهات المتلبسة بالدين ـــ حسب تحليلنا ـــ سيتعاونون قريبا ً مع الارهاب علنا وسيرفع بعضهم الغطاء عن امر تعـاونهم (الذي قد يكون سريا الان ً) مع الارهابيين . سيما لم تعد سرا ً حقيقة اعتماد هذا البعض على اصوات فلول عصابا ت فدائيي صدام عند وصولهم للبرلمانً تما ما ً مثلما كانوا سابقا ًيستخدمون نفس الجوقة ( المدانة قانونا ً) عنما كانوا ينظمون المظاهرات المليونية لارهاب الناس وعرقلة مسيرة الحكومة الوطنية خدمة لايـــــران والارهاب العالمي .
ان الظلاميين " المعممين " على صغر حجمهم وانكشا ف تخبطهم السياسي ، لم يكتفوا بهذا كله بل وفي حساباتهم ان دولة رئيس الوزراء سوف لن يستطيع ان يتخذ اجراءات تمنع طقوس الدروشة والتجهيل التي توسعوا في نشرها في المجتمع العراقي . انهم يضنون ( وبعض الضن اثم ) : اذا مـــا بدأ الرجل باتخاذ اجراءات اصلاحية بهذا الخصوص فسوف يجدون في ذلك ثغرة تسمح لهم بالتشهير به ونشر الحقد الاسود عليه بين الجمهور البسيط !!! . كل شيء بالنسبة لهم مادة يريدون منها تحقيق مآربهم التي تنتهي باسقاط العملية السياسية الديمقراطية وقائدها المالكي !!! وبعد ذلك يتفوهون ويتشدقون بانهم "" يرتبطــون "" بالشعب بينما هم يتحايلون عليه صباح مساء . وهكذا ، فان العراق الكبير يتطلب من الكيانات السياسية التي تعتبر نفسها ذات صلات شعبية ان تؤلف الحكومة وتسند سياسة رئيس الوزراء السيد المــا لــكــي وبرنامجه الوطني بل وحماية العملية السياسية من المخططات الارهابية التي يحملها الارهابيون مهما كانت الوانهم . وبهذا فقط سيبقى العراق كبيرا ً وتتوطد اركانه ويرتفع شأنه اكثر فأكثر بين شعون العالم . اننا ( ابناء الشعب ) ننتظر ان تتوحد القوى الوطنية وتتبارى في تشييد صرح الوطن وتدفع عنـــه بعيدا ً غيوم الجها لة ، و تتعاون على تحقيق بناء حكومة قوية واقتصاد عراقي متين . وبهذا ستحوز هذه القوى المجد التليد والكرامة الابدية لنفسها وللوطن العظيم . وستكون الخسارة النهائية للحاقدين والانتهازيين .
موسكو الدكتور عبد الزهرة العيفاري 7/8/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العنف
تحسين علي زنكنة ( 2011 / 5 / 19 - 12:08 )
ان استخدام القوة والشدة والغلضة في الدين الاسلامي الحنيف جاء لحماية الشريعة وحماية الانسان من انتهاكات لحقوقه وبناء سور عظيم لمنع محاولات خرق هذه المنظومة العظيمة التي كل ما فيها متعلق بتعزيز دور الانسان واعطاءه كرامته المناسبة له كمخلوق عظيم وكريم وحر لكي يستطيع التألق بعقله الى حيث الابداعات والفنون والوصول الى ذروة التمتع والتلذذ بما اعطاه الله له في المعمورة ولكن للاسف جاءت تلك العصابات واستخدمة هذه المفاهيم لجعل المجتمع فرق موت تطيح احداها بالاخرى ونحن نرى عبر التاريخ المجتمع هو الذي يحصل على الفقر والتشرد والضياع والعصابات تتطور الى ان وصلت وتنصبت حكومات وباتت تسمي خطواتها بالدبلوماسية والوساطة والتئآلفات والاتحادات وترسم خريطة العالم السياسي والاقتصادي وما هي الا افة تستهلك الشعوب
فعلى الشعوب اليوم ان تعي وتستفيد من ما فاتها وتضع حد لانتهاكات هذه العصابات لها

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد