الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحل في أعادة الانتخابات

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 8 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في ضوء الصراع الدائر بين الكتل الفائزة ،وعدم قدرتها على الوصول لاتفاق حول تشكيل الحكومة ،وفي ظل تفاقم الصراع الدولي والإقليمي في الساحة العراقية ،والأزمات الخانقة التي يعاني منها المواطن العراقي،وعدم وجود رؤية حقيقية للخروج من النفق،فأن أجراء انتخابات عاجلة هو الحل الأفضل،لأنه سينجب لنا أطراف جديدة يمكن لها الوصول لاتفاقات في تشكيل الحكومة بعد أن لمس الشعب طبيعة القوى الحالية وتهافتها على المغانم والمكاسب رغم التجارب العديدة معها،وأن من وضع ثقته فيهم هم دون المستوى المطلوب في الحرص على مصالح الناخبين العراقيين،وأنهم لا يمتلكون الرؤية الوطنية الشاملة للوصول بالبلاد إلى شاطئ الأمان،ولا يستطيعون تجاوز العقد المتراكمة عبر السنين،وبالتالي فأن التجديد ربما سيكون له الأثر في تخفيف حمى العقد الشخصية لبعض القادة والتخفيف من غلوائهم وتصوراتهم في أنهم الشخصية القادرة على قيادة البلد وأنهم قدر العراقيين.
لقد أثبت السنين الماضية أن أكثر الوجوه التي ظهرت في الساحة العراقية لا تمتلك المؤهلات القيادية أو القدرة على أخذ زمام المبادرة والسير بالبلاد في طريق السلام والتقدم والتجارب الوزارية السابقة أثبتت أن معظم المتولين رافقهم الكثير من النقص واتسمت مسيرتهم بالأخطاء والعثرات ،فلم تستطع الحكومات المتتابعة معالجة ملف الفساد بشكل سليم،بل أنها أوغلت فيه وكانت جزء منه وسارت في البلاد في طريق التأخر والركود وأثبتت عجزها الكبير في أن تكون القادرة على أيجاد البديل للنظام البائد لوقوعها في ذات الأخطاء التي كانت عليها الحكومات السابقة في الأثرة والتملك وبسط السيطرة والسعي لتهميش الآخر واجتثاثه وإنهاء وجوده لتنفرد بالسلطة في أنتاج لقيادة تاريخية لا وجود لها إلا في مخيلة القادة المستبدين،وأن هذه الزعامات تضع مصالحها الشخصية والفئوية والحزبية في مقدمة اهتماماتها ،وأربعة حكومات متعاقبة لم تتمكن من حل مشكلة الكهرباء أو إنهاء الفساد لن تكون الأجدر بالقبول لو تهيأ الوعي الكامل للناخب العراقي بعيدا عن تأثيرات الطائفة والقومية والمذهب،وإزاء ذلك يتطلب الأمر أجراء انتخابات جديدة لوضع الكرة في ملعب الشعب ليقول كلمته الأخيرة وأن يضع في مقدمة اختياراته الوطنية التي تسمو على كافة العناوين الفرعية،ويتطلب ذلك عدة إجراءات في مقدمتها تشريع قانون انتخابات منصف يعتمد نسبة الأصوات التي يحصل عليها المرشح دون الاتكاء على ما حصلت عليه القائمة من أصوات وأن يكون القاسم الانتخابي المعيار في الوصول إلى قبة البرلمان فنظام الانتخابات الحالي جوز وصول من لم يحصلوا على أصوات ،أو لم ينتخبهم الشارع من خلال المقاعد التعويضية أو الاتكاء على من حصلوا على أصوات أعلا فتجاوز عتبة البرلمان أشخاص لم يحصلوا على ألف صوت في الوقت الذي أقصي أشخاص حصلوا على آلاف الأصوات لعدم وصول قوائمهم للقاسم الانتخابي وهذا بحد ذاته لا يعبر عن ديمقراطية حقيقية بقدر ما هو تلاعب أو تجاوز عليها ولعل مجموع الفائزين الحقيقيين ممن وصلوا القاسم الانتخابي لا يزيد على العشرين مرشحا ،وبطلان وصول ثلاثمائة نائب فازوا بالتزكية كما هو عليه الأمر في انتخابات العهد الملكي في تعيين النواب بالتزكية ورغبة البلاط.
والأمر الآخر هو الأشراف الدولي الكامل على الانتخابات الجديدة وسحب الصلاحيات من الحكومة الحاضرة ليصار إلى اختيار النواب بعيدا عن تأثيرات السلطة أو الجهات ألأخرى التي أسهمت في إيصال غير الفائزين إلى البرلمان من خلال التأثيرات السائدة في المجتمع ،التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه من فوضى خلاقة تتعارض مع الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات.
أن تعديل القانون والأشراف الدولي ووضع الضوابط السليمة لأجراء انتخابات ديمقراطية حرة هو الطريق الأسلم لانبثاق حكومة وطنية قادرة على أدارة البلاد وإلا فأن العراق يتجه إلى مصير مظلم قد يعيده إلى الاقتتال والفوضى من جديد ويمكن للمجتمع الدولي التدخل لإنهاء حالة الفوضى القائمة بما يمتلك من تفويض في الشأن العراقي،وقطع الأيادي الخارجية التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة المأساوية ،لحسابات لا تخفى على الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل بات طائفيا دون منازع
فيصل البيطار ( 2010 / 8 / 7 - 14:46 )
اجراء انتخابات جديده يقتضي قرار من المجلس النيابي الحالي حسب الدستور ، بكلمه اخرى يجب التوافق على رئيس الجمهوريه الذي سيدعو البرلمان للإنعقاد وهو بدوره عليه ان يتوافق على رئيس للمجلس ثم يطرح موضوع الإعاده .
ها قد عدنا للمربع الأول اخي محمد علي ، مربع التوافق على الرئآستين وهو ما يبدو من الصعب تحقيقه .
الآن بت أعتقد أن الحل بيد المرجعيات الدينيه للأسف الشديد ، بممارسة ضغوطاتها على الإئتلاف الوطني للتوافق على رئيس الوزراء وهو الأهم ، وهذا ما ادركه اوباما عبر رسالته للسيستاني .
تحيه لك أخي .


2 - الانتخابات
على عجيل منهل ( 2010 / 8 / 7 - 20:02 )
الاستاذ محمد على محى الدين- السلام عليكم -ان الوجوه السياسية التى جاءت الى الحكم لاتتحترم الانتخابات والنتائج واضحة-- شىء واحد يهمها هو الهجوم على الاموال والاستيلاء عليها -انهم لم ولن يحترموا العملية السياسية وهذه الاحزاب فشلت فى ادارة الدولة تحياتى لك واحترامى


3 - الأخ الكريم فيصل البيطار
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 7 - 20:46 )
الأخ الكريم فيصل البيطار
ما ذكرته صحيح حول الآليات المتبعة في أجراء الانتخابات ولكن ما العمل والكتل الفائزة التي وصلت الى البرلمان بطرق يمكن أن يقال غير مشروعة حسب رأي المحكمة الاتحادية التي حكمت ببطلان توزيع المقاعد الشاغرة أقول لا زالت هذه الكتل تماطل في تشكيل الحكومة وإنها لم تفي بوعودها للناخب بالتعامل وفق الدستور بل كانت أول من خرق الدستور بالتحايل على مواده من خلال الجلسة المفتوحة أو تجاوز المواعيد الدستورية أما أوباما وطلبه من المراجع الضغط لتشكيل الحكومة فهذا يعني أن الأمور ستأخذ أبعادا أخرى وربما تكون لها إفرازاتها الضارة وتؤدي الى عودة الاحتقان الطائفي من جديد.


4 - الأخ العزيز
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 7 - 20:48 )
الأخ العزيز علي عجيل
نعم يا عزيزي أنها معركة مصالح وامتيازات وسلطة وليس معركة من أجل الوطن أو الشعب وللأسف فأن الأمور تسير باتجاه خاطئ سيكون له تأثيره على مستقبل الديمقراطية في العراق


5 - نعم
علي مهدي الشمري ( 2010 / 8 / 7 - 20:57 )
الاخ أبا زاهد المحترم
اقتراح جيد وهو الحل الوحيد للخروج من الازمة الحالية ,شريطة ان يشرع قانون جديد للانتخابات ويسبقه قانون للاحزاب ,يمنع بموجبه كل حزب او تكتل يدعوا الى الطائفيةأو المذهبية او يحرض على العنف,وهذا ما موجود في االدستور العراقي ,لكن مع الاسف لم يؤخذ به..بأختصار.أحزاب السلطة الحالية كلها( شلع )كي يستقر العراق وتدور عجلة العملية السياسية بيسر...
تقبل تحياتي..


6 - لا فائدة
صلاح البياتي ( 2010 / 8 / 7 - 21:44 )
لا فائدة ترتجى من اعادة الأنتخابات سوى أشهر اخرى تضيع هدرا من جديد ودون طائل، لم يقنع الشعب العراقي للآن بضرورة تغيير قناعاته السياسية وربما يحتاج الى دورة اخرى او دورتين انتخابيتين من اجل ان يرجع الى جادة الصواب، ان كنت تأمل عزيزي في صعود قوى علمانية ويسارية فأظن انك تذهب بعيدا جدا فالوقت ليس في جانبها ولا العقول مهيئة لأستيعاب ذلك كما ان القوى ذاتها تعاني من عقد مستعصية تتطلب حلا عاجلا اليوم قبل الغد اذا كانت فعلا تريد ان ترى نفسها من جديد على خارطة السياسة العراقية رقما صعبا ومؤثرا يؤخذ بالحسبان لا مجرد قوى هزيلة تكتفي بمقعدين او ثلاثة لن تحدث تغييرا يذكر على طبيعة الأمور كما هي الآن جارية شكرا لك أخي العزيز


7 - الأخ علي الشمري
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 8 - 05:28 )
الأخ علي الشمري
ومن هنا على الجميع العمل لأحداث التغيير المطلوب والا ستتجه الأمور وجهة أخرى ويعود الاستبداد السياسي ولا عبرة بما يكتب على الورق من قوانين ودساتير لا تطبق ممن كتبها أو صوت لها أو أسهم في أخراجها لأن القانون على الطريقة الصدامية (أحنه نسويه) ولذلك نجعله بما يتفق ورأي الأقوى وهو الحاكم


8 - الأخ صلاح البياتي
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 8 - 05:33 )
الأخ صلاح البياتي
لا آمل بل أسعى لأن يكون للقوى اليسارية والعلمانية تأثيرها في القرار ولكن الصعوبات الكامنة في عدم وجود المؤهل للعمل بما تحتاجه المرحلة واستعمال التكتيك المطلوب للتأثير في تغيير قناعات الآخرين نحو الأفضل وأعتقد أن التناقضات والإخفاقات تمهد لظهور قوى مؤثرة تسحب البساط من تحت أقدام المهيمنين حاليا أو التأثير على توجهاتهم فالقوى الحالية ثبت فشلها وعدم صلاحيتها للقيادة والإدارة ومن هنا علينا أن نبدأ بوضع الأساس لحركة منظمة تستطيع التفاعل مع الجماهير من خلال تبني مطالبها وتنمية مداركها وتبصيرها بالواقع وتحذيرها من المستقبل ولعل القادم من الأعوام يكون له تأثيره فلا يمكن أن تظل الأمور على ما هي عليه.

اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع