الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث قراءات في رسالة باراك أوباما للسيستاني

محيي المسعودي

2010 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الحديث عن فحوى او مضمون رسالة الرئيس الامريكي باراك أوباما للسيستاني .. وما القصد من إرسالها !؟ تجب الإشارة إلى أنه قد لا توجد رسالة أصلا , وأن إشاعة خبر الرسالة هو "الرسالة نفسها" أي رجع الصدى لهكذا رسالة . رجع صدى, موجه بشكل غير مباشر إلى السيستاني وإلى جهات سياسية ودينية عراقية وعربية مختلفة .. ومن يقرأ واقع المرجعية الشيعية في العراق سوف يرى ان هذه الرسالة - إذا صح إرسالها أو لم يصح - انها تعطي مردودا عكسيا, أي أن السيستاني إذا كان في نيته التدخل, فأن رسالة مثل هذه, قادمة من الرئيس الأمريكي, سوف تبعده كل الابتعاد عن التدخل . لأن خبر الرسالة تناولته وسائل الإعلام . ما يعني أن المرجعيات العربية السياسية والدينية التي تناصب المرجعيات الشيعية العداء, سوف تجد في تدخل السيستاني وفق الطلب أو الرؤية الامريكية هو إنصياع منه لأوامر وأملاءات أمريكا . ما يعزز هجمة واتهام تلك المرجعيات العروبية على المرجعيات الشيعية , بل ويعزز هجوم المرجعيات الشيعية العراقية المختلفة مع السيستاني, والقول أنه متعاون مع امريكا " المحتلة " وهو عميل لها . وعليه سوف تصبح المرجعية والحال هذه وفق االمثل الشعبي العراقي القائل " مكروهة وجابت بنت " ولأن المرجعية الشيعية العليا متمثلة بالسيستاني تعي وترى جيدا وأكثر من غيرها, المتصيدين لها في الماء العكر.. لذلك لن تمنح هؤلاء المتصيدين فرصة طعنها أبدا, إلا عند االضرورة القصوى . وهذه الضرورة هي امكانية عودة الدكتاتورية الى العراق أو استمرار الاحتلال .أو ان تسود الفوضى . إذن القراءة الأولى "لخبر الرسالة" أو الرسالة - أن صح إرسالها - .. يعني أبعاد المرجعية الشيعية عن التدخل في العملية السياسية وخاصة خلال الأيام القادمة الحرجة جدا, لأن المسؤولين الأمريكان يعتقدون أن المرجعية في اللحظات الأخيرة سوف تتدخل حتما وتضغط على القوى السياسية الشيعية ـ الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون لتشكيل الحكومة, ما يعني استمرار السياسيين الشيعة بحكم العراق, وهذا ما لا تريده امريكا بسبب علاقتهم العقائدية مع عدوة امريكا واسرائيل " ايران" . ولا يريده أصدقاءوها العرب أيضا خاصة دول ما يسمى بمحور الاعتدال . وهو يعارض أيضا المسعى الجديد للأمريكان وأصدقاءهم العرب في تسنيم دكتاتور عراقي جديد رئاسة الحكومة العراقية, لينسجم مع الدكتاتوريات العربية التي تشعر أمريكا واسرائيل بالارتياح والاطمئنان لها, كما هو الحال في الدول العربية كافة ما عدى سوريا ولبنان . أما القراءة الثانية للرسالة : فهي أن أمريكا أدركت تماما أن لا حكومة عراقية دون ائتلاف دولة القانون . لأن الائتلافات الأخرى متناقصة جدا والى حد الكراهية المطلقة فيما بينها . ولا يمكن أن تتفق على تشكيل حكومة عراقية قادرة على العمل والاستمرار بالحياة . خاصة اذا علمنا أن القائمة العراقية مرجعياتها دول عربية على رأسها السعودية وهناك إذرع عسكرية قريبة منها يمكنها تحريكها في أي وقت تحتاجها فيه وهي تنظيمات دولة العراق الإسلامية والقاعدة وجيش محمد والكثير من التنظيمات المسلحة الأخرى التي ما ان تستلم إشارة من قيادة تلك القائمة حتى تدخل الساحة بقوة بينما يمتلك الائتلاف الوطني أذرع عسكرية مسلحة وقوية هو الأخر مدعومة من إيران . ويستطيع الائتلاف استخدامها متى ما شاء . أما الائتلاف الكردي فلديه إقليم يستطيع غلقه في أي لحظة , خاصة مع علاقات جيدة بأسرائيل وتركيا وايران ناهيك عن العلاقة الجيدة بامريكا نفسها .
مع هذه الحال السياسية العراقية لا تجد امريكا معادلا حقيقيا بين القوائم والائتلافات المتطرفة ذات الأجنحة المسلحة غير ائتلاف دولة القانون الذي يمثل الخط البارد "الايرث" في دائرة كهرباء السياسة العراقية . وهي تعلم انه خط ميّال للدكتاتورية " مثله مثل الجميع " هذه الحال ربما دفعت امريكا الى مغازلة المرجعية الشيعية العليا كي تضغط على الائتلاف الوطني ليتنازل عن اصراره على رفض المالكي رئيسا للوزراء ويقبل تسنمه رئاسة الوزراء مرة اخرى . لكي يستطيع الامريكان الخروج من العراق بماء الوجه . ولا يقال عنهم تركوا العراق في أزمة وفوضى سياسية وانسحبوا . اما القراءة الثالثة : ربما يعتقد الامريكان ان المرجعية قادرة على الضغط على المالكي لكي يتفاهم مع علاوي ويشكلا حكومة قوية يترأس وزراءها علاوي وجمهوريتها المالكي وهذا غاية المنى عند الامريكان . وفي كل الأحوال أي اذا كانت هناك رسالة او لم تكن فان الساسة الامريكان بلغوا مأربهم , على اقل تقدير منعوا المرجعية من التدخل في توحيد الساسة الشيعة . ومنحت القائمة العراقية فرصة ذهبية للتحكم بالعملية السياسية خلال الأيام القادمة القريبة . فهل تنجح القائمة العراقية باستغلال هذه الفرصة ّ !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقررون أمميون يدعون السلطات التونسية للتوقف عن التدخل في الن


.. اتهامات لروسيا بإغراق السوق الليبية بدنانير مزيفة




.. تمديد مهمة -إيريني- قبالة ليبيا.. لماذا امتنعت روسيا عن التص


.. مقتل طالب بعد اعتقاله من تظاهرة داعمة لفلسطين في باريس. ما ح




.. غواصون يرفعون علمي فلسطين وتركيا في شاطئ مدينة أنطاليا دعما