الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد زيارة كلينتون : باكستان ولاية أمريكية

محمود طرشوبي

2010 / 8 / 7
السياسة والعلاقات الدولية


كان انقلاب الجنرال برويزمشرف بعد عودته من أمريكا ب48 ساعة هو البداية الفعلية للتدخل الأمريكي السافر في باكستان , و ظلت أمريكا منذ ذلك الحين و أمريكا تتحكم في باكستان و سياستها الداخلية و الخارجية , و كانت أبرز ما تكون في إشتراكها مع أمريكا في ما سمي بالحرب علي الإرهاب , و كان النظام الحاكم في باكستان نعم العون
لأمريكا في حربها ضد القاعدو و طالبان لدرجة أنها اشعلت حرباً أهلية بين طالبان باكستان و الجيش الباكستاني
لمنع الدعم المادي و المعنوي الأتي من طلبان باكستان إلي طالبان أفغانستان , و اسيلت دماء الباكستانيين من أجل إرضاء أمريكا , و دخل الجيش الباكستاني في مواجهة مع جماعة طالبان باكستان و قتل من الجانبيين الكثير , و ذلك رغم توقيع إتفاق تطبيق الشريعة في وادي سوت بين طالبان باكستان و الحكومة الياكستانية , و لكن رفض أمريكا للإتفاقية و معارضتها لتطبيق الشريعة الإسلامية دفع بالبلاد إلي حرب أهلية يدفع فيها الشعب الباكستاني ضريبة ولاء حكومته للأمريكان .
لم تكتفي امريكا بذلك بل ذهبت بجيشها إلي منطقة القبائل و قتلت العشرات من المدنيين بإستخدام طائراتها بدون طيار . و تحولت منطقة وزير ستان إلي الهيمنة الأمريكية المباشرة , و زاد من ذلك وجود شركة بلاك وتر الإجرامية لكي تقوم بمهام قذرة من شأنها إرتفاع وتيرة العنف , فيما بين الإسلاميين و الحكومة , أو بين الشيعة و السنة لكي تجعل من البلاد مسرح دائم لأحداث تجد أمريكا دائماً حجتها القوية للتدخل , و كان النظام الحاكم في باكستان و الذي تسلم الحكم بعد مشرف أشد تعاوناً . و أصبح هولبروك المبعوث الأمريكي لباكستان هو الحاكم الفعلي للبلاد و أصبح تواجده بصفة متتابعة في زيارات لباكستان كأنه حاكم للبلاد .
و لم تكن زيارة السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية قبل الأخيرة بأرحم من هولبروك الذي كانت تتعامل مع أهل الحكم و قادة الجيش معاملة مهينه لدرجة أنها قامت بتوبيخهم علي أنهم لم يقوموا بالقبض علي قادة القاعدة إلي الآن . و كان من المنتظر أن يثور الجيش الباكستاني علي إهانه قادته و لكن الإنبطاح الذي تعلموه علي يد مشرف و زرادي جعل منهم أضحوكة في لسان الشعب الباكستاني , الذي ما عاد يرضيه التدخل المهين في شئونه من قبل الإدارة الأمريكية .
ثم جاءت زيارة السيدة كيلنتون إلي البلاد لتثبت لكل ذي بصيرة أن باكستان أصبحت و لاية أمريكية تحكم من البيت الأبيض مباشرة و ما رئيس الدولة و رئيس حكومته إلا موظفين يتسلموا أجورهم بالدولار ألأمريكي لبنفذوا ما يملي عليهم حسب توجهات الإدارة الأمريكية بزعامة القديس أوباما الذي لا تشبع ظمأه إلا دماء المسلمين ز
هكذا وصلت السيدة هيلاري , و أيديها ملطخة بدماء المسلمين في وزير ستان , لكي تأخذ التقرير الشهري من الحكومة الباكستانية الرخيصة و التي باعت نفسها و شعبها و دينها من أجل الحكم و كراسي الحكم .
و في زيارتها الأخيرة يوم 19 7/2010 و بعد إستقبال حكام باكستان سيدتهم بأحر التحيات وبقلوب مفتوحة، بينما كان أهل باكستان مستشيطين غضبا لهذا السلوك.
بدأت في إلقاء التعليمات المباشرة إلي أفراد النظام الحاكم , باعتبارهم موظفين لديها و رغم أنها أمور ذات شأن داخلي تماما إلا أن الانبطاح الذي فيه النظام الحاكم هو الذي أدي إلي هذه المهانة و كانت التعليمات صريحة و من مما جاء :
1- هددت باكستان بشكل مباشر في حالة شن أي هجوم على أمريكا من الأراضي الباكستانية، وبعبارة أخرى فإن على باكستان حماية أمن أمريكا، وإذا أُطلقت "ألعاب نارية" في أمريكا فإن على باكستان أن تكون جاهزة لتحمل العواقب!
2- أبدت اعتراضها على التعاون النووي الباكستاني الصيني، وطالبت بإجابات على تساؤلات بخصوص هذا التعاون.
3- وبَّخت شاه محمود قرشي على تصريحاته التي أهان فيها ظاهريا وزير خارجية الهند، حيث اتصل بعدها قرشي بوزير خارجية الهند وقدم له الاعتذار.
4- وتحت ذريعة المباحثات الإستراتيجية طورت إحكام سيطرتها على باكستان من خلال ثلاثة عشر شكلا من ضمنها التعليم والصحة والطاقة والمخابرات والمعلومات والإرهاب، إلى درجة وصلت حد تدخلها في تصدير المانجو إلى أمريكا. نعم إن "المباحثات الإستراتيجية" ما هي إلا "استسلام استراتيجي" حيث شكلت أمريكا من خلال ذلك حكومة ظل للحكومة الباكستانية لحكم باكستان من خلالها.
5- والأهم مما تقدم فقد فرضت على عملائها في الحكومتين الباكستانية والأفغانية توقيع اتفاقية مرور البضائع من خلال الأراضي الباكستانية، والتي تفرض على باكستان التزامها بضمان إعطاء الهند امتيازات تجارية، منها ورقة تنص على أن يتم منح الهند طريقاً تجاريّاً عبر الأراضي الباكستانية لأفغانستان. ومعلوم أنه من المستهجن إضافة دولة ثالثة في اتفاق ثنائي بين دولتين، ولكن هذا يدل على أن أمريكا هي التي فرضت هذا الاتفاق على باكستان. , بل ودافعت عن سرقة الهند للمياه الباكستانية، واتهمت باكستان بعدم إدارتها للمياه.
ومن المؤسف أن الإعلام الباكستاني فتح وسائله بالمجان أمام هيلاري لبث سمومها. وبالرغم من أن بعض الصحفيين قد فضحوا في أسئلتهم سياسة أمريكا الازدواجية ومعاداتها للإسلام إلا أنها حازت على فرصتها لإفساد عقول الناس من خلال دعايتها الخطيرة.
و هكذا تحولت باكستان الدولة المسلمة و التي استقلت عام 1947 إلي ولاية أمريكية تتبع الإدارة الأمريكية مباشرة و يتم تخطيط سياساتها داخل أروقة البيت الأسود مثل قلوب ساكنيه , و ذلك بفضل النظام الحاكم الذي جعل من رضا أمريكا شغله الشاغل , علي حساب دماء الشعب .
و كان من الواجب عليه طرد امريكا من المنطقة باعتبارها العدو الأكبر للأمة الإسلامية ، و هي السبب الحقيقي وراء عدم الاستقرار فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام