الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجامعة العربية وفضيحة دارفور

فهد ناصر

2004 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يتابع العالم قاطبة تفاصيل الكارثة او المأساة الانسانية التي يعيشها مئات الالاف من سكان مناطق دارفور غرب السودان،يتابع أعمال القتل والتهجير وحرق القرى الذي تمارسه مليشيات الجنجاويد المسلحة والمدعومة بشكل مباشر من الحكومة القومية والاسلامية في السودان .
عمليات القتل والتهجير او التطهير العرقي الذي تمارسه عصابات الجنجاويد ضد السكان الافارقة في دارفور ليس جديدا ألا أنه وصل الى الحد الذي دفع بجهات كثيرة في العالم لاعلان أستياءها ورفضها لما يحدث محذرة من كارثة أنسانية -هي واقعة فعلا-أذا لم يتم أيقاف الجرائم التي ترتكبها عصابات الجنجاويد ووضع حد للانتهاكات المرعبة التي يتعرض لها سكان دارفور .
الدعم الذي تتلقاه مليشيات الجنجاويد -قطاع الطرق- من الحكومة السودانية يتماشى تماما مع نهج الحكومة المذكورة الساعي الى محاربة كل ما لا يمت للقومية العربية بصلة كون سكان دارفور من اصول افريقية وليست عربية،لهذا فأن قتلهم او تشريدهم وحرق قراهم يتماشى تماما مع النهج القومي الشوفيني الذي تنتهجه حكومة السودان خصوصا وأنها تعيش أزدواجية السلطة القومية والاسلامية .
كثيرة هي الاطراف التي سعت للتدخل في ماساة دارفور وسعت الى أيجاد سبيل لحلها ،أمريكا،الاتحاد الاوربي،الاتحاد الافريقي والامم المتحدة التي توجت أعتراضاتها ضد الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية في دارفور بقرار لمجلس الامن الدولي يبيح التدخل العسكري من أجل أنهاء المأساة في الاقليم المذكورومثلما تدخلت أطراف كثيرة او سعت للتدخل فان جامعة الدول العربية تدخلت هي أيضا،غير أن تدخلها كان لصالح استمرار مأساة سكان دارفور ،فكل دعوة لوضع حد للازمة القائمة او دعوة الحكومة السودانية لان تضع حد لهمجية ووحشية عصاباتها من الجنجاويد،يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية السودانية من وجهة نظر جامعة الدول العربية،او تهديدا للامن القومي لهذا البلد او للامن القومي العربي برمته.
التصفيات العرقية والابادة الجماعية والقتل المتواصل وتشرد ما يقارب مليوني أنسان وبروز واحدة من اكبر المآسي الانسانية لايعني الجامعة العتيدة بشيء بل هو شأن داخلي وأن الحكومة السودانية قادرة على حله،وعلى الرغم من أن العالم بدوله وحكوماته ومصالحة المتداخلة والمتناقضة في آن معاَ قد حذر من الماساة التي يعيشها سكان دارفور الا ان لجنة تقصي حقائق الجامعة العربية التي زارت دارفور قالت ان الوضع لا ينذر بكارثة أنسانية إإإ رغم المجاعة التي حولت أجساد مئات الالاف الى هياكل عضمية مرعبة،ورغم الكم الهائل من القرى المحروقة والمشردين المعرضين لهجمات ورعب الجنجاويد.
الامن القومي لحكومة السودان وبقاء كرسي البشير وحكومته أهم بكثير من الموت والتطهير العرقي والمجاعة المروعة التي تفترس سكان دارفور .موقف الجامعة العربية هذا يذكر حتما بموقفها من المقابر الجماعية التي أكتشفت وأزيل عنها التراب في العراق بعد سقوط نظام الاجرام والابادة الجماعية والتطهير العرقي ،نظام البعث القومي الشوفيني ،حيث لم يصدر عن الجامعة العربية أي رد فعل يوضح موقفها او أستنكارها لتلك الجرائم التي أرتكبت بحق العراقيين .كما يذكر أيضا بصمتها أزاء الجرائم التي ترتكبها الحكومات العربية بحق مواطنيها.
كل يوم تثبت الجامعة العربية أنها ما وجدت الا للدفاع عن حكومات مستبدة ودكتاتورية وتثبت كل يوم أيضاَ أنها في وادٍ واكثر من 250 مليون أنسان في العالم العربي بمشاكلهم وهمومهم في وادٍ أخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي