الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممثلات عراقيات في دائرة الغربة

عدنان منشد

2010 / 8 / 7
الادب والفن


لاشيء الآن يذكرنا بممثلاتنا المغتربات سوى الضمير الحي والحضور السابق لذواتهن في المشهد المسرحي العراقي الذي وقفنا على صورته الحقيقية خلال العقد السبعيني المنصرم المتمثل في منصات مسرح بغداد والستين كرسي ومسارح الفرقة القومية للتمثيل في كرادة مريم والصداقة في أبي نؤاس والمسرح التجريبي في أكاديمية الفنون الجميلة فضلاً عن مسرح النشاط المدرسي في الاعظمية الذي كان متخصصاً بأنشطة الاوبريتات السنوية وبما يجود به المسرح المدرسي في كل عام. وكان خير معرفتنا بهاتيك الممثلات السابقات هي المسارح والمنصات والانشطة المذكورة عاماً بعد عام وموسماً اثر موسم.


مازلت أذكر حسن تصرف الفنانة (زينب) وناهدة الرماح وغزوة الخالدي ومي شوقي واقبال محمد علي في غيابهن المعلن عن فرقة مسرح (الفن الحديث) حينما دقت طبول البعث أوارها الحاسمة في حملة (التبعيث) سيئة الصيت في أواخر العقد السبعيني المنصرم، بفاعلية الدوائر الامنية والمخابراتية والحزبية التي تطارد الفنانات الشيوعيات في كل مكان.
ومازلت أذكر أيضاً ضروب المطاردة والملاحقة لفنانات فرقتي المسرح الشعبي واليوم من الدوائر المذكورة أمثال وداد سالم وسميرة الورد ونضال أبراهيم وسميرة الظاهر ونماد الود والراحلة عواطف أبراهيم وأخريات لاتسعفنا الذاكرة في توكيد أسمائهن، فعسير في وقت زمن الديكتاتور أن نذكر اسمائهن في مقالاتنا النقدية السابقة حتى وان التمسنا الشفاعة من طارق عزيز وناصيف عواد وعبد الامير معلة وحميد سعيد وهاني وهيب، العرابون المعروفون لمشهدنا الثقافي العام، حتى وان لم نتبرك بمطالعة وجوههم أو مصافحتهم في يوم من الايام على الرغم من فاعلية الود والاحتضان التي كان يغدقونها على أصحابنا من هواة الصعلكة والتمرد أمثال: عبد الامير الحصيري وحسين مردان وجان دمو وكزار حنتوش وعقيل علي وعبد اللطيف الراشد وآخرون، طيلة العقود الثلاثة المنصرمة.
وأعود الى ممثلاتنا العراقيات المغتربات شبه الحاذقات في الفن، شبه الجميلات في الشكل والصورة، وان طالهن التشرد في بلاد الله الواسعة أمثال الراحلة زينب (فخرية عبد كريم) التي عملت بشكل واضح في اليمن الجنوبية في مطلع الثمانينيات ومابعدها، فكان الصمت واليباب مسك ختامها حينما استوطنت بلاد السويد في مطلع سباتها وغيابها معاً.
وهكذا الامر مع الفنانة ناهدة الرماح التي احترفت النضال في كردستان وأوطان الغربة من دون عمل مسرحي ملموس في تلكم الاوطان يؤكد فاعليتها المسرحية السابقة. وكذا الأمر للممثلات عراقيات معروفات تطامنن مع بلدان الحضارة والجليد من دون ان يحركن ساكناً لامن قريب أو بعيد.
في تاريخ المسرح العالمي – والشيء بالشيء يذكر – كان هناك (آريون) الشاعر و (ئيسس) صاحب العربة الاغريقية المشهورة المليئة بالمهرجين والغانيات والمغنين، لانتطرق للاخير بل نتكلم عن الاول الذي سبق اسخيلوس وسوفكيس ويوربيدس وارستوفان وأرسطو في تقنين فن الشعر بشقيه الترجيدي والكوميدي. وسأتجاوز الثاني ومن بعده لأتحدث عن الاول بأختصار مفيد.
كان (آريون) شاعراً اغريقياً قديماً اشتهر بعزف القيثارة والانشاد وفي طريق عودته الى كورنيث من صقلية – حيث كان قد اشترك في مسابقة موسيقية – طمع البحارة في الهدايا التي عاد بها في المركب وعزموا على قتله، فتوسل به الا يفتكوا به، ولكن عبثاً. الا انهم وافقوا على ان يعزف على القيثارة للمرة الأخيرة. وما ان بدأ بالعزف حتى قذف بنفسه الى البحر. وكانت اعداد من الدلافين التي تعشق العزف والغناء قد تجمعت في المياه حول المركب وحمله واحد منها الى (تيناوس) ومنها عاد سالماً الى (كورنيث) فكان (آريون) يصور دائماً حاملاً قيثارته وهو على ظهر الدولفين.
سقت هذه الحكاية الاغريقية السابقة، كي أقول ان فناناتنا العراقيات المغتربات لم يتوفر لديهن ظهر الدولفين أو كف عفريت ليضعهن في أرض خلاء أو ارض من بنفسج أو اي ارض لاقيمة لها ولاغلاء.
لست متعاطفاً بالمرة مع تلك الفنانات الحقيقيات السابقات ولست حزيناً على زمن مضى وانقضى بل حزني الشديد على ماكان بعيداً عنا مع استذكاري الواهن للتراجيديات والكوميديات الخمسينية والستينية والسبعينية بشواغلهن وانهماكاتهن بعد ارتكانهن جميعاً الى الكسل والتبتل بالماضي السقيم طيلة وجودهن في ديار الغربة، فالحاضر او المستقبل لديهن محض ايماءة من ايماءات التاريخ وللهوى والسقم والكسل أشكال متعددة وهو دون غيره الاكثر هوى وتقلباً.
ترانا، متى نجد مع ارثنا الانثوي الكسول حجم مسرحنا العراقي الذي يقف على مفترق طرق؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكل مهمل
ايار العراقي ( 2010 / 8 / 7 - 22:05 )
اخي العزيز شكرا لهذا الاستذكار الجميل والنادر في هذا الوقت ووفاء للمبدعين اقول ليس فناناتنا الرائعات وحسب من طالهن يد الاهمال ولفهن القدر برداء النسيان بل قل ماشئت عن فنانينا في كل المجالات ورياضيينا(الامن رحم ربهم وامكن بلمهدي المنتظر)ومثقفينا و....و..................و,,,,,القئمة تطول والاسماء تكثر ولايسعنا سوى القول لهم جميعا مازلتم في ذاكرة المخلصين من ابناء شعبكم


2 - عربي
عاشق يونس ( 2011 / 8 / 8 - 22:49 )
السلام عليكم

اخر الافلام

.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا


.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر




.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق