الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس سوى ايران وعملاءها يدّعون ذلك

عدنان فارس

2004 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


رغم ان ( جيش المهدي ) هو ليس التجربة ( الوحدوية ) الاولى لقوى الرجعية والظلام في محاربة انعتاق الشعب العراقي وتطوره إلا ان هذا الجيش يُعتبر اول ( تنظيم عسكري )، بتمويل وادارة من خارج العراق، يضم في صفوفه خليط من أذناب البعث المندحر والخارجين على القانون وعملاء ايران ملتحفاً بلحاف الدين والوطنية المتهريء.. ويبدو ان ايران قد وضعت العدد الاكبر من بيضها في سلةٍ اسمتها جيش المهدي معتمدة في ذلك على صنائعها التقليديين من شخصيات وتجمعات شيعية حشرتهم في تشكيل هزيل اسمته ( المجلس السياسي الشيعي ) وعلى حلفاءها الجدد في ( هيئة علماء المسلمين ـ الملثمين ) داخل العراق وتنظيمات الارهاب الاقليمية خارج العراق. وحيث اتسمت فعاليات الارهاب في العراق بانها تتصاعد كلما تصاعدت وتيرة التوجه العراقي نحو إرساء أسس بناء الحرية والديموقراطية، وهذا بنظر ايران يشكل تهديداً لأمن نظام ملاليها وإفلاساً سياسياً وشعبياً لصنائعها في العراق، أفلحت ايران بأن تقنع صنائعها التقليديين وحلفاءها الجدد بإن كسر شوكة جيش المهدي هو نهاية المطاف لمقاومة ( احتلال ) حرية العراق.. من هنا جاء ادعاء أن جيش العراق الجديد وشرطته وبمساعدة القوات الاميركية يستهدفون ضريح الامام علي !! وكأن الامام علي كان في تحالف غير مُعلن مع نظام صدام كما هو حال ملالي ايران وهيئة علماء المسلمين والتيار الصدري!! هذا التيار الذي لا يشك أحد من العراقيين وفي مقدمتهم الشيعة بتخاذله ازاء محنة الشعب العراقي أبان تسلط صدام وبعثه وخاصة في انتفاضة شعبان عام 1991 وبأن هذا التيار لم يسمع أحد له صوتاً عندما قتل صدام زعيمه محمد صادق الصدر في 1999 وبأن القائد الخليفة المنتظر مقتدى الصدر لم يلبس الكفن عندما ( استشهد ) أبوه وانما لبس الكفن فقط عندما ( استشهد ) نظام صدام !! هذا التيار الصدري الذي لم يساهم في حماية الشعب العراقي ولم يثأر لمقتل زعيمه يثأر اليوم للدفاع عن ضريح الامام علي ضد من أشفى غليل الشعب العراقي من جلاديه !!!.. نعم لقد أفلحت ايران وعن طريق صنائعها التقليديين وحلفاءها الجدد في تجنيد الآلاف للانتقام لسقوط صدام وضد انعتاق واستقرار العراق وتطوره.
لا أحد من زعماء الشيعة ولا أحد من هيئة علماء المسلمين تقدم بالسؤال والاستفسار من قائد جيش القدس ( البعثي الايراني ) حول تصريحاته عن علاقة ايران بالارهابي ( ابو مصعب الزرقاوي ) وما تقدمه ايران من تسهيلات للارهابيين الوافدين الى العراق.. وانما دأب هؤلاء الزعماء وهذه الهيئه على إثارة الشكوك وذر الرماد في العيون بأن شخصية الزرقاوي ليست حقيقية وغير موجودة !! مساهمة منهم في التعتيم على دور ايران الاساسي في إدارة الارهاب في العراق... ليس سوى زعماء شيعة العراق وهيئة علماء السنة وبدفع من ايران من يروج ويشيع بأن جيش العراق وشرطته والقوات الاميركية يستهدفون ضريح الامام علي في حين أن سكان مدينة النجف أنفسهم يستغيثون من عبث وجرائم عصابات مقتدى الصدر التي اختطفت مرقد الامام علي واستحوذت على مفاتيح الصحن الحيدري ( منذ شهور!! ) ولم نسمع أحد من مراجع الشيعة أوالسنة قد نبس ببنت شفه ضد هذا السطو وهذه اللصوصية الصدرية.
التناقض والنفاق في موقف زعماء الشيعة ليس جديداً :
توسلوا بالاميركان كي يحرروا العراق وعندما حدث ذلك سمّوا التحرير احتلالاً وحرضوا على المقاومة ( السلمية ).
نادوا برفض الطائفية والعنصرية ولكنهم فرضوا التشكيلة الطائفية والعنصرية في تركيبة مجلس الحكم الانتقالي.
وافقواعلى قانون إدارة الدولة في المرحلة الانتقالية ووقعوا عليه في بغداد ولكنهم رفضوه من النجف.
أيدوا الفيدرالية السياسية لكوردستان قبل التحرير وبعده استبدلوها بالادارية.
قالوا أنهم لا يدعون الى ( ولاية الفقيه ) ولكنهم يدعمون رأي وموقف المرجعية الشيعية العليا في كل صغيرة ٍ وكبيرة تخص الشأن السياسي العراقي.
قالوا أنهم ليسوا مع المظاهر المسلحة في الاماكن المقدسة ولكنهم رسموا ( خطوطاً حمراء ) تعيق التصدي لعصابات مقتدى الصدر التي تختطف الاماكن المقدسة منذ شهور.
يدعون أنهم ضد تدخل دول الجوار بالشأن السياسي العراقي ولكنهم يصبون جام غضبهم على أي مسؤول عراقي يفضح التورط الايراني السافر في إدارة الارهاب في العراق.
واليوم يدّعون بإمكانية الحل ( السلمي ) مع عصابات مقتدى الصدر بما يضمن استمرار وجود هذه العصابات بشكل يضمن لهم استثماره كورقة ضغط في ابتزاز الديموقراطية لصالح الخصوصية الطائفية الضيقة.
ماذا يريد زعماء شيعة العراق من شيعة وعموم شعب العراق؟..
لو أخذنا قانون إدارة الدولة في المرحلة الانتقالية وقارنا مواده و بنوده وطبقناها على أفكار ونوايا وسلوك الاحزاب والتجمعات الاسلامية العراقية ومنها الشيعية لتوصلنا الى حقيقة واحدة وحيدة مفادها أن وجود هذه الاحزاب والتجمعات الاسلامية هو خروج على القانون، وذلك من خلال طائفية هذه الاحزاب الاسلامية ومعاداتها لمساواة المرأة بالرجل ومعارضتها لفيدرالية كوردستان العراق السياسية الجغرافية وتغليب ( مبدأحقوق الطائفة) على مبدأ حقوق المواطنة...
وما مقتدى الصدر وتياره وجيشه وما هيئة علماء المسلمين وعصاباتها الملثمة إلا ثمرة لجهود الاسلام السياسي العراقي في إعادة نظام صدام وبعثه بلباس جديد و ( اطكع ) لو صح تعبير السيد القائد المقتدى!


5 / اغسطس / 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق