الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل

محمد البدري

2010 / 8 / 9
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بالهيئة القبطية الانجيلية جرت حوارات بين فرقاء تغطي توجهاتهم الفكرية والعقائدية طيفا عريضا ثقافيا وايديلوجيا ومهنيا، لكنهم اتفقوا جميعا علي ان انسداد الحوار في المجتمع المصري مرده الي ما رسخه النظام السياسي الممتد معنا منذ اكثر من خمسين عاما من اليات وبيئة متخاصمة وسلطوية لا تقبل النقد.

كان الهم المصري مشتركا بين الجميع، وتبدي في اوسع معانيه في جلسة اليوم الاول عندما شارك فيها ثلاثة من عمالقة القانون المصري، د. محمد نور فرحات ود. هشام صادق والدكتور سمير تناغو. وتداولوا قضية الزواج الثاني للمسيحيين المصريين وهي القضية التي كشفت احدي المعوقات الجتماعية في المجتمع المصري الكامنة في أحد عنصري الامة المصرية. كانت المحاضرة الثلاثية الاقطاب تشكل نموذجا للبناء الراسخ قانونا وكانه بناء هندسي مكتمل من القانونيين حيث غطوا مفهوم الحق الطبيعي والحق الوضعي والحق القانوني وكيف ان تاريخية التشريع الحقوقي كانت تتطور وتكتسب عبر تطور علاقات اجتماعية متطورة بالتوازي معها وكيف كانت الفلسفة ركنا من اركان تاسيس الحق منذ ارسطو الي يومنا هذا. كان عمالقة الحوار قادرين علي كشف عورات القانون الكنسي والقانون المدني والقانون الوضعي والفقهي ايضا وتخالفهم مع الحق الطبيعي للانسان، وهو ما لو اخذت به السلطة لامكنها حل كثير مشاكل الزواج والطلاق عند المصريين المسيحيين بل والمسلمين، فما اكثرها لدي العنص الاخر دون بوح. ولعلها فرصة ان يتم تحميل المحاضرة الثلاثية هذه علي الانترنت ليستفيد منها الجميع مسيحيين ومسلمين وليعرف الجميع حقوقا حاولت مؤسساسات الدولة القمعية حجبها بالتوافق مع مؤسسات دينية لها تاريخيتها الضاربة في جذور الشعب المصري.


وكان اليوم الثاني حيث اكتشف الجميع، عبر لقائين منفصلين، ان هناك انسدادات او لنقل دوائر مغلقة لا تريد الانفتاح علي باقي الدوائر، كل يتحدث الي نفسه باعتباره حاملا لاختام الحقيقة مطلقة او ارضية استبدادية. وان هذه الحواجز والتي رصدها أ. نبيل عبد الفتاح الباحث بمؤسسة الاهرام هي من العتو والصلابة بل وفي صلب ثقافة المجتمع فرديا وجماعيا مما يعيق ايجاد فهما جديدا مع بقاء الفهم الذي تريد السلطة تكريسه في العقل الجمعي. وكان السؤال الاكثر اهمية هو كيف يمكن لجميع ركاب السفينة المصرية ان يصلوا لبر الامان ما لم يعرف كل منهم نوايا الاخر وتوجهاته وطبيعة تصوره للمشكلة وبالتالي اقتراحه للحل. الاكثر دهشة ان الحوار في هذه اللقاءات الثلات بالهيئة الانجيلية لم يكشف عن اي انسادات بل كان انسيابا وبحرية نادرا ان نجد مثيلا لها في كثير من لقاءات العراك الممتده علي ارض مصر.
وكان اكثر ما يلفت النظر في هذا اللقاءات الثرية ان اسلوب المجاملة الفكرية والقول بما يرضي البعض تمريرا للحدث لم يكن موجودا وكذلك الصدام الحاد والذي يصل الي حد الاشتباك لم يكن موجودا ايضا مما يعني ان النخبة المجتمعة واصحاب الدعوة علي السواء علي وعي بما عليهم انجازه لصالح مصر بكل اطيافها الدينية والعقائدية والفكرية والايديولوجية، مع ادراك لخطورة الاوضاع التي تمر بها مصر حاليا، ولعله وضع يجري لاول مرة في مصر وبجدية بعكس البروفا والسيناريو المعد مسبقا والتي جرت في انتخابات 2005. وللاسف فان هذا الظرف التاريخي ياتي والمجتمع المصري والشعب المصري اصبح محملا باعباء ومجهدا باستحقاقات لم تجد فرصة لتصحيح آثارها فمن معارك طائفية ويتوازي معها خطاب ديني لا يتناسب مع العصر تتعمد السلطة أن تلقية عبر رجال دينها علي الموطن ويتحالف معها المتطوعين اصحاب اللحي من الدين الاسلامي والمسيحي علي السواء ومن ظروف معيشية صعبة مع ضيق فرص العمل وانسداد الحلول الاقليمية والدولية لما يحيط بمصر خارجيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى إدارة الحوار المحترمين
المنسي القانع ( 2010 / 8 / 10 - 03:44 )
سادتي الكرام أرجو التكرم بدراسة سبب عدم وصول التعليقات اليكم كي تأخذ طريقها إلى النشر
ولكم وافر الشكر وعظيم التقدير ودمتم

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال