الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- مدينة - غير مقدسة

ضياء حميو

2010 / 8 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


" مدينة " غير مقدسة

الحكم المسبق، والجهل، والعنصرية، والحساسية المفرطة، والجهات الراديكالية التي ترى في هذا ديمومة لوجودها ومن ثم حشد الكثير من الأنصار لأهدافها.

مغنية دنماركية تبلغ من العمر 27 عام،اسمها Andrea Fuentealba Valbak من أم دنماركية ومن أب "تشيلي "،تغير اسمها الى اسم " مدينة " ،تعتقد ان الاسم ذو وقع موسيقي مميز ،وهي تدرك معناه في العربية ولا يعني أكثر أو اقل من City باللغة الانكليزية.
ولكنها تفاجأ في حفل موسيقي مجاني لها بغضب عشرين شاب مسلم متحمس يلقون عليها بيضا أعدوه ليكون بشكل خاص فاسدا،والسبب كما صرحوا به لاحقا هو احتجاجهم على المغنية لأنها تحمل هذا الاسم وتلبس ملابس غير محتشمة ،وفي هذا اهانة لمقدساتهم..!!
من يعرف العربية سيضحك من هكذا جهل لان " المدينة" بال التعريف وتضاف لها صفة " المنورة " التي عرفت بها ، ولاعلاقة لاسم المغنية بكل هذا ..!
في رد فعل المغنية التي استمرت في حفلتها ،قالت تعليقا على هذا " ان هؤلاء الشباب ناقصي تربية"..!
موضوعة هؤلاء الشباب ومعتقداتهم في الغرب ليست بهذا التبسيط " ناقصي تربية "..!
لان الأمر لم يعد ردة فعل بإلقاء بيض فاسد وحسب ، بل تجاوزه الى تفجير قطارات ،والشروع باغتيال أشخاص وطائرات وصولا الى تفجير الأنفس في بلدان أخرى حين يتوفر الظرف الملائم..!
وإذا كان أعلاه هو نتيجة فلابد من وجود سبب..!!
بل أسباب يتغاضى الكثيرون عن رؤيتها ،وهذا التغاضي أو العمى لايختلف به سياسي أو مواطن عادي،بعضها تدعمه أحزاب ومؤسسات والبعض الآخر تحصيل حاصل لسياسات دولية حمقاء.

مادة كره الآخر ،المختلِف ،وإلقاء كل أو بعض التهم بكونه سببا لحياة شاذة وغير صحيحية للمجتمع ،هي مادة قديمة،والمضحك المبكي في ان أصحابها يلجئون إليها أبان كل أزمة اقتصادية وسياسية أو فكرية كبرى تعصف بهم أو بالعالم.
أجواء الكراهية الآن تذكر بالفترة التي سبقت الحربين العالميتين ومهدت لهما،والمصيبة بان ذاكرة البشر قصيرة وسرعان ماتنسى ماآلت إلية هذا الكراهية من دمار..!!
وهو بالذات زاد اليمين الأوربي المتطرف الذي لاغنى له عنه ،بل زاد الاثنين ، يميننا الإسلامي المتطرف في الغرب أيضا ،يهلل فرحا لكل سقطة أو جريمة من سقطات اليمين بحقنا.

مالذي غيب الوعي والعقل معا لينحدر البشر الى درك الكراهية المقيت ثانية؟!
قد يكون السبب الأساس في بلداننا الشرق أوسطية هو " سوء توزيع الثروات، وغياب العدالة الاجتماعية وما يتبعها من حقوق".
ولكن في الغرب والأوربي تحديدا هنالك حد لابأس به من " العدالة الاجتماعية " للجميع بلا استثناء ،تختلف من بلد الى آخر ،ومع ذلك نلحظ هذه الكراهية للآخر..!!
ولكن ماتراجع في الغرب " هي العدالة الفكرية والمعرفية "..!
" المعرفة " في زمن اقتصاد السوق لم تعد مشاعا للجميع ،بل صارت متوفرة لمن يدفع ،وبكل بساطة مهما امتلكت المعرفة من أخلاقية مثالية في صالح المجتمع ،فإنها لاتصلح كبضاعة ان لم يكن هنالك من يطلبها ويدفع من اجلها.
والرأسمالية هنا تعترف ان آخر همومها هو " المعرفة الأخلاقية ،ومثـُلها ".
وبما ان اليمين هو الابن الشرعي لها ولاقتصاد سوقها ،فليس غريبا ان نرى انه كلما ازداد قوة وامتلك السلطة كلما تراجع الدعم للمؤسسات والأنشطة الثقافية والفعاليات التي تروج لتغليب العقل على الأحكام المسبقة ،ناشدة السلام ونبذ الكراهية ،لان هذه المؤسسات بكل بساطة غير ربحية وهي تعتمد بشكل أساس على الدعم الذي تتلقاه من الدولة لتستمر في رسالتها.
وبهذا يمكننا ان نلاحظ معادلة يشترك بها الغرب "المتقدم" مع " الشرق " المتخلف ،وهي ان تراجع أفكار اليسار والاعتدال في العالمين في الثلاثين سنة المنصرمة شكل تربة خصبة لأفكار أخرى لاتحتاج لجهد لتبنيها تعتمد على إلقاء تبعات كل المشاكل على الآخر المختلف لونا أو عرقا أو دينا، بأحكام مسبقة نضحك لغباء طرحها ونحزن لكثرة روادها ..!!
ومحنتنا معها مثل محنة المغنية " مدينة " مع أل التعريف الموجودة في ذهن من اعتقد ان اسمها " مقدس ".
انه سوء توزيع الثروات المادية والمعرفية على السواء وفي كل العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انهم ظلنا القبيح
سعد سامي نادر ( 2010 / 8 / 9 - 19:16 )
لم أعد استغرب الاحداث المضحكة المبكية يا عزيزي ضياء.. ان الغرب والشرق يلتقيان فقط في أقصى اليمين وسيبقيان يحصدان بألم، نتاج ما زرعه خبث الامبريالية والفكر الراسمالي من عداء لثقافات اليسار ومكافحة الشيوعية..الشرق مبتلى بصنائعهم القمعية الوطنية؟؟؟ . وسيبقى رهين ثقافة الاساطير الدينية والتخلف.. والغرب اللبرالي والامبريالي سواء، ، راح متجاوزا نهج عولمته الاممي المظهر!!، فزعا، يبحث عن هويته الوطنية..! هوية تلوثها ثقافة مهاجرين يحملون إضافة لـ- بيضهم الفاسد-، أمراض وثنية السلف الصالح...بالعراقي (بَعَدْ.. وين إنْ وَلـّي أحْنَه..؟؟)


4


2 - رد على رقم واحد
مريم رمضان ( 2010 / 8 / 9 - 20:31 )
رد على رقم واحد
خلصنا يا أخي من الزعبلات والخرافات، لقد سئمنا منها.تعلقون أوساخكم على الغرب والأمه العربيه والإسلاميه غارقه بالوحل.ما سبب رمي البيض على المغنيه هل هي سبب إستعمار الأمه الإسلاميه فهي تغني مجانآ .فهي تتبرع لجمعيةٍ ما. يا أخي إسمعني وإفهمني لا يوجد إستعمار في الدول العربيه والإسلاميه إلا إستعمار التخلف والجهل من أكثر من ١٤٠٠ سنه.
كفاكم تخلف فضحتونا.
أسم مدينه توجد بالعربي والعبري كمان .وأسم مدينه كانت قبل الإسلام كانت على زمن اليهود والمسيحيه لماذا تعطوا أنفسكم إحتكار العالم.
تتغنوا بسب الرأسماليه الغربيه والإستعمار الغربي وأنتم على أبواب سفاراتها تترجونهم لإستقبالكم، وتهللون للإستعمار الإسلامي(بما يسمى بالفتوحات) والعثماني التى فرضت التخلف بتسكير المدارس وحرمانكم من التعليم،على الأقل الإستعمار الغربي فتح لكم المدارس والمستشفيات.
خلينا أكثر واقعيه.هل الدول العربيه والإسلاميه المستقله ولها سيادتها تتنعم بالحريه والديمقراطيه والحضاره أم هي تحت إستعمار الجهل والتخلف لحتى أيامنا هذه؟
ولك إحترامي.


3 - الاخت مريم أظن هناك سوء فهم!!
سعد سامي نادر ( 2010 / 8 / 10 - 00:12 )
الاخت مريم، تحية واحترام..أنا متطابق مع طرحك بالكامل ومع رأيك بالتمام وحتى في سخريتي من شلة البيض الفاسد!! .. أخويا أطلب منك اعادة قراءة تعليقي.. لان هناك سوء فهم والتباس معاكس بالمعنى. معك الحق في حالة واحدة، قراءتك لكلمة (وثنية ب وطنية ) فيكون ردك في مكانه واكثر. لكني تأكدت من طباعتها (..مهاجرين يحملون إضافة لـ- بيضهم الفاسد-، أمراض وثنية السلف الصالح...وانهيتها باستغاثة من هذا الجهل: بالعراقي (بَعَدْ.. وين إنْ وَلـّي أحْنَه..؟؟)..
اما بخصوص اليمين الغربي فهو على ما أظن إشارة الى ما كتبه الزميل ضياء حميو عن اليمين الغربي..مع اعتذاري وتقديري


..انا اشرت الى نفس اشارة الزميل صياء حول اليمين الغربي والتقائه باليمينططط

مهاجرين يحملون إضافة لـ- بيضهم الفاسد-، أمراض وثنية السلف الصالح...بالعراقي (بَعَدْ.. وين إنْ وَلـّي أحْنَه..؟؟)

تعليقات حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الحوار المتمدن وإنما تعبر عن رأي أصحابها
________________________________________
العدد: 150611 1 - انهم ظلنا القبيح
2010 / 8 / 9 - 19:16
التحكم: الحوار المتمدن سعد سامي نادر
لم أعد


4 - شكرا لمروركم
ضياء حميو ( 2010 / 8 / 10 - 12:21 )
الامعلقين الاعزاء
السيدة مريم والاستاذ سعد
تحية طيبة وشكرا على مروركم
الجهل والغيبيات هو زاد الاثنين،بدونه لن يجدا مايبرر وجودهم،ولذا نرى ان الحكومات المستبدة في الشرق يكون محو الامية هو آخر اهتماماتها ، بل هو الشيء الذي لاترغبه،لانه قد ينتج عنه وعي يؤدي الى رفض لوجودها وتسلطها.
وفي موضوعة الرأسمالية فكل شيء عندها بضاعة حتى البشر هم بضاعة.والامر ماعاد كما كان سابقا فبحكم عالم الاتصالات وسرعة التنقل صار البشر قريبون جدا من بعضهم ولذا التأثير يكون سريعا جدا ،ماعاد العالم الغربي يستطيع ان يقول عن كذا شأن بانه شأن محلي
فلقد شاهدنا جوع وانفلات امني وتجاهل دولي ادى الى القرصنة في الصومال ونشوء حركات وعصابات طال تأثيرها الكثير ولم يحركوا ساكنا في مسألة الصومال الى حينما تهددت بضاعة شركاتهم وحرية حركتهم
وفي مسألة اخلاقيات السوق ليس ببعيد المواجهة التي صارت بين نيلسون مانديلا وشركات الادوية في بلدة التي رفضت تخفيض اسعارها الاحتكارية لادوية مرضى الايدز.
مازالت ابحاث علاج مرض السرطان تعاني من شحة الاموال لتمويلها.والمبلغ يقدر بثلاث مليارات للقضاء عليه .
محبتي لكم ثانية وشكرا لمروركم

اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب