الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدم تقدمنا ينبع من كسل وخمول... إداريينا

حياة البدري

2010 / 8 / 9
كتابات ساخرة


كلما دخلت إدارة من إدارات الوطن الحبيب، خصوصا وإن كنت ماتزال مفعما بالحياة والنشاط والحيوية، وروح الاجتهاد لاتزال بعد تغمرك ، والغيرة على تقدم وطنك، لاتزال بعد تعشش بدواخلك وتهتف بصوت جد مرتفع في أذنيك... أكيد ستصبح مثل أحمق وسط العقلاء... وأطرش وسط الزفة... تتحدث وحدك وتحتج وحدك وتذهب من مكتب إلى آخر، في حالة هستيرية لعلك تجد ضميرا حيا وعقلية نقية... ومواطنا مجدا ولو واحدا في كل قسم من قسم إداراتنا...

لكن للأسف، لن تجد إلا الخمول والكسل والنعاس وكل ألوان الغش والتخاذل...
فكل ماتتصوره من تثاقل وتماطل وتثاؤب، تجده بأجساد من يشتغلون بمعظم هذه الإدارات وكأن ذبابة "التسيتسي" قد لقحت الجميع بداء اسمه الكسل والنعاس والتماطل في خدمة الآخر...

فأينما حللت وارتحلت، سواء لتحرير عقد من العقود أو محاولة مطابقتها للأصل أو حتى تسجيل ابنك بالحالة المدنية أو شطبه منها نتيجة الوفاة، أوطلب بطاقة التعريف أو حتى إرسال النقود لأحد مستعجل، بغية إجراء عملية جراحية... أو كنت تحمل بين يديك مريضا وغصة الموت في حلقه...لن تجد من يسعفه، ويسعفك ويأخذ بيدك ، أنت الذي حاربت الأمية الأبجدية والحقوقية... فبالأحرى المواطنون كبار السن والذين مايزالون يعانون من مرض الأمية بكل أنواعها وفئاتها...

فلن تجد ذاك الإنسان الجدي المسؤول المواظب الخدوم المفعم بروح العمل والمثابرة... فقط ستجد أينما حللت وارتحلت من الإدارات- إلا من رحم ربك من عباده-... التقاعس وما أدراك مالتقاعس والكسل الكبير واللامبالاة واللاعتبار للآخر...

ستجدهم، يسيرون ويجيئون وكأنهم مرضى بمرض المشي وهم نائمون ... يلوكون العلك وكأنهم ينشدون أغنية من أغاني طرب الملحون بعد الغذاء... يتحدثون والكلمات تخرج من أفواههم بمشقة وكأنهم جميعا قد استنشقوا أكياسا "بلاستيكية" قبل ولوجهم إلى مقر عملهم... أو أن مصلا قد تم تمريره على كل الإداريين... مصل تم اقتناؤه من بلاد اسمه التقاعس والغش...

هذا الغش والتقاعس وكل أنواع التماطل... التي يمكن أن نتحول في رمشة عين إلى التعامل الجيد والخدمة السريعة... ؟ !!!إن اتبعت سياسة "ادهن السير يسير"...

فلماذا أصبح إداريونا هكذا؟ ولماذا انتقلت عدوى التقاعس والكسل والرشوة إلى معظمهم ؟
ولماذا تعطلت ضمائرهم وماهي الحلول البديلة لإجلاء الكسل والرشوة على إدارتنا وماهي الأمصال التي يجب على حكومتنا اقتناؤها هذه المرة؟ لإيقاظ مواطنينا من الخمول والتقاعس وتطهيرهم من الرشوة ...؟

أسئلة لو ثم العثور لها على إجابة وحل، أكيد سنصبح من ضمن الدول السائرة نحو النمو والتقدم الرهين بتغيير العديد من عاداتنا وسلوكياتنا وعقلياتنا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دينا هو السبب
خيري يوسف ( 2010 / 8 / 10 - 00:03 )
سيدي
ان السبب في عدم تقدمنا هو ذاك الذي قال فينا (انكم خير امة اخرجت للناس) فصدقنا بذلك ونمنا وفي بطننا بطيخة باردة وخدرتنا هذه منذ الف واربعمائة سنة وسوف لن نصحو ما دمنا نعتقد بهذه التخاريف...وشكرا

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا