الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الدمى وعودة الفوضى

فاطمة عطا العبودي

2010 / 8 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رئيس الوزراء عدقة الحكومة العراقية في طريق تشكيلها , إن هذه العقدة ما هي في حقيقتها إلا نقطة الضعف المتجذرة في شخصية العراقي من عودة تركيز السلطة بيد شخصية دون غيرها وبالتالي عودة الدكتاتور للبلاد بعد خلاص العراق من دولة الخوف التي تمثلت بشخصية صدام حسين وفردية حكمه مع حزبه الأوحد . إن امعان النضر بأمر اندماج كتلتي الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون فأننا لن نجد لولادة هذا الاندماج في حينه الا امر واحد وهو رغبة الطرفان بقطع الطريق امام القائمة العراقية للحيلولة دون انبثاق الحكومة من رحمها , وبدئت هذه النقطة بالتلاشي عند انعدام الاتفاق و التلاقي على مرشح ائتلاف دولة القانون (نوري المالكي ) لمنصب رئيس الوزراء ,ليكون تصويب النظر باتجاه القائمة العراقية على حد تصريحات السياسين بين الحين والاخر واخرها تصريح يوم 3/8/2010 اي بعد مرور ما يقارب اربعة اشهر على الانتخابات . ان هذا الامر يرجع الى زاوية قائمة احد ضلعيها يتمثل برغبة اغلب الكتل السياسية ان لم نقل جميعها بمنصب رئيس الوزراء ,اذا إننا نجد حتى القوائم الصغيرة التي لم تفز بعدد من المقاعد لتتأهل لهذا المنصب تطالب به وهو ما يدل على ان الوضع بالعراق قد نزع ثوب الحياء والخجل من قبلهم وأصبح المحذور مباح . والضلع الثاني لهذه الزاوية هو انعدام البرنامج السياسي ,لم نسمع عن الاختلاف بالمنهج او البرنامج السياسي او حتى ما هو , فالامر لا يتعدى الخلاف السلطوي المتمثل بكارزمية القائد الذي اشتدت وتيرته بهذا المنصب .هذا من جانب اما من الجانب الاخر هو السؤال عن ارادة الشعب الذي اعده الدستور مصدر السلطات وشرعيتها في دولة العراق (المادة الخامسة منه) . ان الناخب العراقي عندما ذهب ينتخب ممثليه اعتقد ان المرشحين سيمثلونه ويحققون طموحاته . لكنا ماذا نجد ! نجد ان ممثلي هذا الشعب هم مجرد دمى تحركهم أجندة الاحزاب التي ينتتمون اليها اذا لا وجود لهم في الاجتماعات واين هي اصواتهم وارادتهم التي سرقوها من الشعب الذي تم استغفاله من قبلهم ؟ اين هو حسهم الوطني او تحمل مسؤولية ما تولوا تمثيله ؟ والغريب ان البعض منه يصرحون بعدم قبولهم او موافقتهم على الية المفاوضات التي تتم بينهم من اجل انهاء الازمة السياسية في العر اق , من غير ان يوجهوا هذا الرفض اولاً الى انفسهم ! ام انهم متناسين انهم جزء من العملية السياسية التي يدورون في اطارها ؟ ان امعان النظر والتدقيق في الامر السياسي العراقي نجد حقيقة جلية لا غبار عليها وهي انهم دمى في مسرح السياسية العراقي , يتحركون وفق كتلهم وانتمائاتهم الداخلية والخارجية لانهم دعموا من الخارج فترة وجودهم هناك بالمنفى . والا ما هو تفسير تنازل مرشح دولة القانون عن منصب قائد الجنة للائتلاف الوطني شريطة حصوله على نسبة 60% من اصواته (تصريح التالث من اب الجاري ) هل ان خيوط الدمى بدئت تتحرك تجاه وتيرة الثقة؟
الفوضى بدئت تجد لنفسها طريقاً لتربك حياة المواطنين العراقيين , وثوبها هو العنف والتدمير بالانفجارات والقتل والاغتيالات التي تطال الابرياء والمواطنين .فالطرف الاخر من معادلة العنف هي الفوضى وانعدام النظام وتسيب القانون وخرقه الذي لم يلتزم به صناع القرار والسياسة وكأنما هم القانون نصبوا انفسهم ليكونوا دستوراً وفقاً لارادتهم ورغباتهم دون أي اعتبار او حترام للدستور الذي كتبوه ليكون دستوراً دائماً للبلاد فيالها من فوضى يكون على أنقاضها البناء . ان امر السياسة التي هي اساس كل بناء واستقرار في أي دولة من دول العالم ,في العراق لن تسير في اطارها الصحيح اذا لم يسير صانعوها تجاه ترسيخ الثقة التي هي اساس هذا الاطار والعودة الى سلطة القيم لضبط النفس الداخلية لتكون موزونة تجاه الافعال في خارجها . ايضاً لا بد ان يأخذ الشعب دوره كأداة ضغط وينظم نفسه لمواجهة سارقيه واستراد حقوقه منهم التي اغتصبت بألية واجهتها شرعية اما حقيقتها مزيفة تمثلت بتمثيلهم له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟