الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟

نادية عيلبوني

2010 / 8 / 10
القضية الفلسطينية


شأني في ذلك الكثير من الفلسطينيين الأشاوس والصناديد، من الذين يرفضون وبشدة، استئناف المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين. لأن تلك المفاوضات حسب ما أرى، ويرى الجميع، لن تكون بأفضل من سابقتها على صعيد النتائج.ولكن هذا ليس بكاف ليمنع عقولنا من طرح الأسئلة الملحة والصعبة وخصوصا، تلك المتعلقة بالنتائج المترتبة على هذا مثل هذا القرار، والتي لا تستطيع الشعارات البراقة والجميلة ، مهما امتلكت من جماليات و ضجيج وصخب، الإجابة عنها:
هل يمكن لمحنة الفلسطينيين أن تتوقف بمجرد رفضهم لتلك المفاوضات؟ماذا لو نفذت الولايات المتحدة والدول المانحة تهديداتها بوقف الدعم المالي والتقني والتعليمي الذي يعيش عليه الفلسطينيون بنسبة 80% كإجراء عقابي لمواجهة هذا الرفض؟ من أين لنا تعويض مثل هذا الدعم ، وكيف بإمكاننا إعفاء شعبنا من شبح مجاعة مؤكدة إذا ما نفذت تلك التهديدات؟ماذا لو كان ثمن رفضنا للمفاوضات المباشرة لجوء إسرائيل إلى قطع الماء والكهرباء عن الضفة الغربية ومنع وصول المواد الغذائية إليها؟ ماذا لو أقفلت كل المعابر في وجه أبناء الضفة ؟هل نمتلك في جعبتنا بدائل أخرى تعفينا من التقدم نحو هذه النتائج الكارثية؟هل لدى السلطة ومعارضيها ومنتقديها ، في حال التشبث برفض استئناف المفاوضات وسائل فعالة وناجعة لوقف شبح حصار جديد يطال كل أسس حياتنا المادية؟؟هل هيأ الفلسطينيون ما يكفي من أسباب" القوة ورباط الخيل"للقول بالصوت العالي أننا نرفض المفاوضات المباشرة؟ هل في جعبة الفلسطينيين خططا لتوفير بدائل مالية وعلمية وتقنية غير تلك التي تقدمها الدول المانحة ، لجعل كلمة "لا" قاطعة وكبيرة وواضحة ولا رجعة عنها؟ وما هي هذه البدائل وتلك الخطط؟هل لدى صناع القرار الفلسطيني أو أي من المعارضين لاستئناف المفاوضات في حال قررا معا لانتفاضة ثالثة، ضمانات أكيدة بأن نتائجها ستكون لمصلحة الفلسطينيين وقضيتهم؟ وما هو سر تفاؤل البعض بالنتائج التي ستسفر عنها انتفاضة ثالثة في حال قيامها؟وما هي الضمانات التي تجعل بعضنا متأكدا من النصر، أو من وقف تلك الضغوط التي تمارس وستمارس علينا؟
هل يضمن الفلسطينيون موقفا عربيا ماليا وسياسيا داعما، لتجسيد كلمة "لا" في الواقع ؟وما هي ضمانات هذا الدعم؟
لا يجب الاكتفاء إذن، بتسجيل المواقف على بعضنا البعض، كما أن لجوء بعض الكتاب والتنظيمات إلى معزوفة التخوين، لا يعفي أحدا من وضع كل تلك الأسئلة وتلك الاحتمالات وأخذها بعين الاعتبار. فالسياسة بما هي فن إدارة المصالح لا تقوم على العواطف والكرامات ، بل تقتضي التحسب ووضع كل الاحتمالات موضع الجد، وميزان كل قرار بميزان العقل والاستعداد التام لتحمل نتائجه. من السهل قول كلمة "لا" ، إلا أنه ليس من السهل تجاوز كل تلك الأسئلة والاحتمالات التي يطرحها الواقع المر علينا جميعا دون استثناء.
أستغرب تماما أن نقرأ مئات المقالات التي تكتب وتدبج في رفض استئناف المفاوضات المباشرة ، دون أن نقرأ مقالا واحدا يتجرأ صاحبه على مخاطبة عقولنا ، أو حتى إحاطتنا برؤية واضحة عن الكيفية التي تجعلنا نواجه ما سيسفر عنه موقفنا الرافض لأية مفاوضات. فما هو السر في هذا يا ترى؟هل هو من باب الاعتياد على الاستخفاف بحياة وعقول الناس عندنا ونشر أوهام القوة الغير موجودة أصلا ، أم أن لدى هؤلاء ضمانات بوجود نصر إلهي محتم لا ينبغي الكشف عنه للعامة فيما لو تمسكنا بقول "لا". وما هي بشائر هذا النصر الإلهي ؟ هل سيكون كذاك الذي شهدنا آثاره أثناء الحرب على غزة، أو كذاك الذي شهده لبنان في حرب تموز؟
أسئلة تتطلب من كل هؤلاء الذين يطرحون أنفسهم من خلال الصحف والمواقع والشاشات الفضائية ك"محللين سياسيين"، الإجابة عنها، إجابات تحترم عقولنا،وتبتعد عن تصوير الفلسطيني بالكائن الخرافي الذي لا يحتاج في حياته ما يحتاجه أي شعب آخر ليبقى على قيد الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رحم الله من عرف قدر نفسه
نوري سامي ( 2010 / 8 / 10 - 09:11 )
المقال المكتوب جميل ولكنكي سيدتي لم توضحي لماذا كل المفاوضات التي اجريت كانت فاشله هل السبب هو تعنت الجانب الاسرائيلي فقط ام ان الفلسطينيين يذهبون للمفاوضات وهم لا يعرفوا حجم ما يمكن تحقيقه ودمتي


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 8 / 10 - 10:34 )
أختي الكاتبة المحترمة ، أحسنت ، وربما عبرت عما نريد قوله بأسلوب جميل ومقنع ، أما الجواب فهو العلم عند رب العالمين ؟ ويؤسفني حقاً أن نقرأ مقالات تصلح لأي زمان ومكان . لعدد من - قادة - العمل السياسي الفلسطيني أو منظريهم دون تقديم أية حلول بديلة عملية وراهنة وليست للمستقبل الضوئي . أختي الكاتبة تحية لك .


3 - تتفاقم مشاكل المواطن يوم بعد يوم
علي سهيل ( 2010 / 8 / 11 - 17:25 )
يجب علينا الاعتراف بالهزيمة التي لحقت بنا حتى نستطيع ان نغير اسلوب ومنهج تفكيرنا، نحن نغير الحقائق ونقلب الهزائم إلى انتصارات ونحارب بحناجرنا ولا نمتلك من القوة او الوحدة إلا من خلال اوهامنا وخطاباتنا الرنانة ومن يسمعها يعتقد باننا نملك القنبلة الذرية، وفي الواقع نحن نتشرزم وننقسم على ذاتنا ومن ينظر إلى الواقع ومنهج تفكيرنا؟؟؟، فمثلا الانقسام والاصرار على الانقسام لمصلحة من، هل هي مصلحة فلسطينية؟؟؟؟الكل يعرف الجواب ، يعرف بان هذا الانقسام يخدم المصلحة الاسرائيلية فقط، وقرار وقف المفاوضات والمفاوضات المباشرة والغير مباشرة هل أوقفت اسرائيل الاستيطان؟؟؟، اسرائيل تكسب الوقت لبناء المزيد من المستطونات اذا اوقفنا او لم نوقف المفاوضات المباشرة والغير مباشرة، والمشكلة اعظم من خلال وقفنا للفاوضات ونحن الطرف الذي يدفع الثمن لاننا نعتمد بكل شيئ على الغير واصبحنا من قضية وطنية إلى قضية انسانية يعيش معظم الشعب على المساعدات او الراتب كمساعدة من الدول المانحة واصبح المواطن لا يفكر إلا بحل مشاكلة اليومية من مياه وكهرباء وغاز والحصول على كابونة ولمصلحة من تغييب المواطن عن الحدث وتنزيل سقف قناعاته؟؟

اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا