الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نايف حواتمة واليسار العربي

أمير الحلو

2010 / 8 / 10
سيرة ذاتية


صدر مؤخراً كتاب للاستاذ نايف حواتمه حول اليسار العربي .. رؤيا النهوض الكبير – نقد وتوقعات ! وقد يحتاج الكتاب الى تحليل ومقال موسعّ لعرض محتوياته ومناقشتها ، ولكني استغل المناسبة لأتحدث عن الرفيق والصديق العزيز والمناضل (دائماً) نايف حواتمه أو (ابو النوف) كما كان يحلو لنا تسميته ، فقد أمضى الرجل فترة طويلة في العراق أمتدت من مرحلة ما بعد ثورة 14 تموز 1958 الى ما بعد 8 شباط 1963 إذ جرى تسفيره من العراق بعد أن كان قبل ذلك موقوفاً في الامن العام بتهمة التآمر ، وقد حجز بتهمة الدخول غير المشروع الى العراق في دائرة التسفيرات في الاعظمية حيث اتممنا ترتيبات سفره الى القاهرة وذهبت والأخ الاستاذ عبد الاله النصراوي الى مطار بغداد (المثنى ) حيث تأكدنا من ركوبه الطائرة وذهابه الى القاهرة ، وقد عاد لزيارة العراق في عهد عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف للاطلاع على الاوضاع والالتقاء بـ(رفاق الأمس) .
ويتميز نايف حواتمه بالصلابة والجدية والقدرة على التحمل ، وقد عشت معه سياسياً واجتماعياً طيلة سنوات بقائه في العراق وكان مسؤولي في التنظيم ، وادين له بالعديد من الافضال ولكن يبرز في مقدمتها توجيهنا الى الاطلاع على الفكر اليساري والتقدمي ، ففي قمة سنوات اختلاف التيارين القومي واليساري كان يضع في منهاجنا التنظيمي الاسبوعي والملزم في اجتماعاتنا الاطلاع على افكار ماركس ولينين وماوتسي تونغ وانغلز وما يكتب عن الماركسية واليسار ، بحيث سحب منا اي تشنج غير موضوعي كان (يربكنا) في حلبة الصراع اللاموضوعي بين التيارين الوطنيين .
وقد بقي حواتمه اميناً على فكره ومبادئه واعطى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي اصبح الامين العام لها طابعاً تقدميا وموضوعياً واضحاً فقد ابتعدت الجبهة عن الشعارات العاطفية والمشاريع الوهمية والمزايدات وطرحت افكاراً بناءة تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في ارضه المحتلة عام 1967 وضرورة قيام دولة فلسطينية موحدة عليها وعاصمتها القدس ، وقد ابقت الجبهة على نضالها ضد الاحتلال على ارض الواقع .
أعود الى سنوات وجود الأخ نايف في بغداد فأذكر أنه كان يركب (الباص) من الاعظمية حيث يسكن في وكر لحركة القوميين العرب ليصل الى منطقة الرحمانية في الكرخ ليعقد الاجتماعات في بيتنا وغالباً ما اجده قبل الاجتماع يفترش الأرض مع المرحومة والدتي ليتناول الغداء البسيط ويتحدث معها ، وقد سألته يوماً ما هي القضايا المشتركة بينك وبين والدتي لتستطيع التحدث معها عدة ساعات في حين أنا لا افعل ذلك ؟
قال لي انه يتحدث مع أي أنسان بالقضية التي تخصه واشعاره بانه يهتم بما يطرحه من (هموم) ، وهكذا اخلق علاقاتي الاجتماعية . ومع العلاقات الوثيقة بيننا إلا انه كان حازماً لا يتساهل مع أي تهاون او خطا في العمل فيحاسب ويغضب ....وقد استمرت علاقاتي معه خلال وجوده في بيروت ثم دمشق وكان يبعث لي رسائل (لا ازال احتفظ بها) ويضع عنوانها الكرخ – مقهى أبو عامر – الرحمانية – فتصلني ، وقد كانت اخر زيارة قابلته فيها عام 2002 حيث التقيته في مكتب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في دمشق وتحدث عن الاوضاع في العراق بموضوعية وقد توقع كل ما حصل بعد ذلك من تطورات ادت الى الاحتلال .
ذكرياتي مع ( ابو النوف) تتحمل كتاباً لتسليط الاضواء على شخصيته المناضلة والمفكرة ، ولكني أكتب بعجالة بعد ان ارسل لنا كتابه عن( اليسار العربي) كما ارسل لي سابقا كتابه (نايف حواتمه يتحدث) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح عداي مريوش
الحارث العبودي ( 2010 / 8 / 10 - 11:51 )
تحياتي لك والذكرى العطرة لشيخ شباب الرحمانية في الكرخ (( أبا رفيف )) المرحوم صباح عداي ...وشكرآ.

اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب