الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار الديمقراطيه

محمد خضير عباس

2010 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



قامت الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال العراق عام 2003 بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل التي يملكها نظام صدام حسين المقبور ولما تشكله هذه الأسلحة المزعومة من تهديد للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وبعد اتضاح هذه الكذبة بدأت الماكنة الاعلامية الأمريكية بعزف نغمة جديدة لتبرير هذا الاحتلال بالادعاء انهم جاءوا لتخليص الشعب العراقي المقهور من اعتى الدكتاتوريات التي عرفها العالم وإرساء الديمقراطية في منطقة اقل ما يقال عنها أنها تفتقر إلى التعددية وذات الأنظمة الأحادية فقامت بإلغاء وزارة الإعلام ومنح الحريات بإصدار الصحف والمجلات وتأسيس الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي عرفها العراقيون لأول مره ولكن كل هذه الفعاليات كانت تقام بدون ضوابط أو تعليمات تنضم هذه النشاطات بحيث اجتاحت الساحة العراقية فوضى إعلامية وصلت إلى حد إصدار أكثر من 100 عنوان ما بين صحيفة ومجلة في بغداد وحدها وشارك في الانتخابات الأخيرة أكثر من 6000 حزب وتيار وكتله سياسية . وقامت الأدارة الأمريكية بسن دستور جديد للبلاد وبغض النظر عن السلبيات الموجودة في كثير من مواده وفقراته فأنه يدعو إلى التداول السلمي للسلطة بتشكيل السلطات الثلاث (التشريعية ,التنفيذية,القضائية) ولأول مره جرت انتخابات ديمقراطية لاختيار ممثلين الشعب عام 2005 التي أفرزت عن تشكيل الحكومة العراقية الحالية المنتهية ولايتها وبدأت هذه الحكومة ومنذ اليوم الأول لأستلام مهام عملها تردد نفس المقولات الأمريكية الخاصة بالحرية والديمقراطية وتصويرها كنعمه من السماء نزلت على العراقيين وتركت كل الأشياء التي تخص حياة المواطنين وبعد تنعم السياسيين بالسلطة طيلة الأربع سنوات الماضية من حكمهم بدئوا بالابتعاد عن كل شي له علاقة بالديمقراطية وانشغلوا بكيفية جمع اكبر كمية ممكنه من الأموال والثروة وبشتى الوسائل والطرق الغير شرعية من سرقه للمال العام واستلام الرشاوى وكثرة المحسوبية والمنسوبية وانتشر الفساد الإداري الذي استشرى في كل مفاصل الحكومة العراقية بحيث احتل العراق المرتبة الأولى عالميا في الفساد الإداري حسب ما ذكرته منظمة الشفافية الدولية وقد ساءت الأمور إلى حد بدأ العراقيون يطالبون هؤلاء الساسة بالرحيل بما غنموه من المال العام لكي يفسحوا المجال لغيرهم عسى أن تكون لديهم نوع من الغيرة والوطنية لتصحيح المسار السابق ورفع المعاناة عن هذا الشعب المظلوم الذي جرب جميع أنواع أنظمة الحكم المعروفة للعالم ولم يفلح في العيش الرغيد بسلام وتأمين مستقبل أبنائه. إن ما يجري في العراق ألان أكثر خطورة مما كان يجري في مرحلة الدكتاتورية الصدامية لان صدام كان يعلن على الملأ وفي كل يوم انه القائد الأوحد والقائد الضرورة وانه هو العراق وهو الوطن والشمس والهواء وبالتالي فعلى العراقيين التضحية بأرواحهم من اجل تنفيذ مخططاته الدنيئة ونزواته. وما نشاهده ألان من احتكار للسلطة وعدم القبول بتداولها فهي الديمقراطية الكاذبة التي ترتدي قناعا يخفي ورائه الوجه الحقيقي للسلطة الدينية والطائفية لذا على الراعي الأمريكي لعملية التغييران يتدخل وبسرعة لأعاده الأمور إلى نصابها وعدم الوقوف متفرجا على ما يجري من مهازل سياسية والحفاظ على الديمقراطية العرجاء التي بشر بها حتى لو بالشكل فقط وهو يعلم جيدا أن السياسيين الحاليين الذين نصبهم حكاما على رقاب الشعب العراقي ليسوا بسياسيين وان يختاروا الأصلح والأنسب لقيادة دفة الحكم في الوقت الذي يمر به العراق في مرحله حرجه جدا وكأنه فريسة مجروحة وسط مجموعه من الوحوش التي تحيط به من جميع الجهات. أن الاحتلال الأمريكي قد جلب للعراق الكثير من الويلات والماسي وخلف ألاف القتلى والأرامل والأيتام والمعوقين والعاطلين عن العمل والملايين من المهجرين داخل وخارج العراق أملين الحصول على الديمقراطية المنشودة ولكن هل هذا الثمن الباهظ الذي دفعه العراقيون يتناسب مع ما حصلوا عليه؟ اين هي الديمقراطية؟ بتنا نخجل من التكلم عنها والعالم يشاهد السياسيين العراقيين لا يكترثوا بما حل بشعبهم ويتخاصمون في ما بينهم حول المناصب وكيفية توزيعا في ما بينهم وفق الديمقراطية الأمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا