الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام ضائع في الهواء..

جمال الهنداوي

2010 / 8 / 10
الصحافة والاعلام


مقنع جدا –بالنسبة الى رأيي المتواضع على الاقل-هو الطرح الذي جاء به السيد حسن نصر الله, الامين العام لحزب الله اللبناني في استعراضه لما يعتقد انه يدعم وجهة نظره في تحميل اسرائيل مسؤولية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري..وقابلة للتصديق جدا هي تلك القرائن التي اتى بها لتصميم لائحة الاتهام التي يمكن ان تطولها..وكشخص لست في موضع اصدار القرار..ولست مقيدا بالشكل القانوني الاجرائي البحت ..اجد مصداقية وتناغما معقولا ما بين القرائن المقدمة وما بين الجهة التي تشير لها اصابع الاتهام متاثرا بوجود المصلحة والدافع والامكانية لتلك الدولة في تنفيذ عملية بهذه الضخامة وبهذا التعقيد..
ولكن العصي على الفهم والادراك والهضم هو التفنيد الوقائي الاستباقي للقرائن المطروحة من قبل بعض وسائل الاعلام السعودي والذي انطلق متزامنا مع عرض السيد..متنادين ومعتمدين ومجندين لبعض المحللين "السياسيين والستراتيجيين" ذوي وجهات النظر مسبقة التوقع .. وتلقف مقولة السيد انه لا يحمل دليلا قاطعا على الاتهام كهدية سخية من السماء ووضعها بصورة شبه دائمة على الشاشة حتى ليخال انها ستستبدل الشارة الرسمية للقناة..
وهذا ان كان يدل على شئ فانه يؤشر الى وجود رغبة لاهثة مبيتة ومصلحة غامضة نحو الدفع باستمرار التحقيق في الاتجاه الذي يراد له ان يصل الى اتهام حزب الله بالجريمة..وكذلك الى الافتقار الشديد للوسائل التي يمكن ان تحقق لهم هذا الهدف..
والاكثر تعسرا على الاستيعاب هو ما الجدوى من تخليق مقولات كابحة ومتصادمة ومتقاطعة مع كلام السيد ..واتخاذ هذا التضاد كستراتيجية ذات اهمية قصوى دون حتى وجود البصيص الاقل من الامل بامكانية ان يؤثر مثل هذا الضجيج على الشكل العام للطرح..وكيف ينتظر من هذا التسفيه والتهوين المتعجل للقرائن ان يكون رأي عام ضاغط تجاه حزب الله وتجاهل ان اسرائيل تتموضع في الكفة الاخرى من الميزان في هذه القضية بالذات..وهي الدولة التي يقتطع الحكام نصف رغيف خبز المواطن البسيط ويبررون حرمانه من حقوقه الآدمية الاساسية تحت شعار الاستعداد لحرقها-او حرق نصفها في قول آخر-وازالتها من الخريطة ورمي ما تبقى من شعبها في البحر..
يسف الاعلام كثيرا عندما يتبوق لارضاء مواطن الالم لنظام ما دون الالتفات ولو قليلا حتى الى مصلحة ذاك النظام نفسه..فانه ليس من الضرورة وجود علاقة او تماه ما بين اسارير المسؤول الاعلى المنفرجة ورضاه على الاعلامي وما بين الشعور العام والانطباع الذي يمكن ان تخلفه بعض التقولات المتذاكية لهذا الطرف او ذاك..
ليس من الحكمة ولا المهنية انتاج برامج قد تكون فرصة مناسبة لاظهار بعض المهارات اللغوية والخطابية لضيوف الدفع المسبق ولكنها قد تضع النظام الممول في خانة المستغل لحدث جلل مثل اغتيال الرئيس الحريري في الترويج لتقاطعاته السياسية ..وليس من المفيد –حسب رأيي المتواضع ومرحليا على الاقل- تسويق العداء المفرط تجاه حزب الله في نقاط اشتباكه العلنية مع اسرائيل والمغامرة بتخليق شعور عام باصطفافات معينة قد لا تعبر كثيرا عن الواقع ولكنها بالتاكيد لن تكون في مصلحة السعودية..
نجرؤ على القول ان المملكة تبتعد كثيرا عن المنطق في تحسسها العالي من كل ما يرتبط بالعمائم السوداء..وهذا الابتعاد يجد دائما من يحسن توظيفه وتحويله الى ارقام وارصدة مكتنزة متورمة متعاظمة تعاظم التآكل الذي قد يصيب المكانة القيادية التي تسعى المملكة لتبوأها عربيا واسلاميا..
يقال ان فنان الشعب الكبير محمد عبد الوهاب كان يحبذ الغناء في داخل الاستديو باعتبار انه مما يمكن استثماره او البناء عليه وليس كما هو الحال في الحفلات العامة التي لا يعدها الا كلام ضائع في الهواء..وانا لا ارى-وحسب رأيي المتواضع ايضا-ان التغطية الاعلامية لقناة العربية لعرض السيد حسن نصر الله لما يراه مؤشرا على اتهام اسرائيل بجريمة الاغتيال الا على هذا النحو..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!