الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافاتُ سفَّاحٍ يحتضرُ, بمناسبة يوم الشهيد الآشوري الكلداني السرياني

مديح الصادق

2010 / 8 / 11
الادب والفن





غيرُ مأسوفٍ عليهِ



وتباً لهُ



قبلَ أنْ يُغادرْ



حيثُ يُحشَرُ الطغاةُ



والبُغاةُ



ويلتقي الأوغادْ



كالعادةِ , دونَ أنْ يَستحي



قالَ



مَنْ قالْ ؟



مَنْ قالَ زوراً إنَّنا



أشرفُ خلقِ اللهِ



وإنَّنا خيرُ العِبادْ ؟



الشِمرُ مِنّا والصَعَاليكُ



وابنُ المُومِسِ



والحجَّاجُ وموسوليني



مِنْ أسْلافِنا عنترُ الشدَّادْ



في كُلِّ ركنٍ سَعَرْنا مَوقِداً



في كلِّ بيتٍ نصَبْنا شاهِداً



مُذ قامتْ الدُنيَا



ويومَ بُعثرَتْ ذاتُ العِمادْ



حِقدَا صلبْنا المسيحَ



مزَّقنا الأناجيلَ



حرَّفنا التراتيلَ



سوَّغنا الأباطيلَ



وعلَّقنا الجميعَ على الأعوادْ



مَنْ قالَ إنَّنا خيرُ العِبادْ ؟



ألسْنا ذابحِي يَحيَى المَعمَدانْ ؟



صادَرْنا { الكَنازيَ } هدَّمنا المنادِيَ



وفرَّقنا تابعِيهِ على البُلدانْ



رأسَ الحُسينِ



على الرُدَينِي حَمَلنا



مِنْ كرْبَلا للشامِ هديةَ السلطانْ



مِنْ يومِها ننفخُ البُوقَ



ونُعلِنُ الأعيادْ



شججنا الرؤوسَ



شرِبنا لكؤوسَ



وندَّعي بأنَّهُ حِدادْ



أيُّ خيرٍ باتَ فينا ؟



فالقاتلونَ نحنُ, ونحنُ الراقصونْ



نكتبُ التأريخَ زُورا



نرسمُ للباطلِ سُورا



ثم نكوي جباهَنا



وندَّعي بأنَّنا المُصلِحونْ



نَحيكُ في سِترِ الظلامِ الدسائسْ



نفجِّر الأطفالَ, والعمالَ



ونهدمُ الكنائسْ



قُمْ أعلِمْ الأجيالَ عنَّا



أنْ في شباطَ



لوَّثنا الشرائعَ



وانتهكنا المُحصناتِ



وبعدها



للغازين مُشرَعَةً فتَحْنا



بوابَةَ الشرْقِ وأسوارَها, بغدادْ



سَلْ المَوصِلَ عنَّا وسَلْ



سهلَ نينوى والقوشْ



مجازرَ الطلابِ سَلْها



صاغةَ البياعِ وسوقَ الزبيرْ



والشعلةَ سَلْها



يومَ مِنْ يافعِيها انتقيْنا النفائسْ



ثم مسَّدنا الشواربَ



نحنُ المجاهدونْ



والفتاوى تُباعُ وتُشترى



بعد السلخِ تُقامُ الصَلاةُ



وتُعقدُ المجالِسْ



وقبلَها أمَا سألتَ



سُمَّيلَ ما حلَّ بِها ؟



في كلِّ شِبرٍ زرَعْنا صليبْ



مأتمٌ في كلِّ بيتٍ والنحيبْ



أشبَعنا الضواريَ لحمَهُمْ



كسَوْنا الشمسَ مِنْ دمائِهِمْ



ماتُوا وهُمْ يلهجونَ



على الأرضِ السلامُ



على الأرضِ السلامْ



وبعدَ هذا يُكتبُ التأريخُ عنَّا



أنَّنا المختارونَ



وأنَّنا خيرُ العبادْ



كلاَّ وألفُ كلاَّ



حاشا الخيِّرينَ



تفٌ على جباهِهِمْ



تفٌ على تأريخِهِمْ



مُزوَّرٌ تأريخُهُمْ



ملعونَةٌ أفعالُهُمْ



ليسوا أشرفَ الناسِ



وما هُمْ بخيرِ العِبادْ



الكادحونَ هُمْ التُقاةُ



والمساكينُ هُمْ خيرُ العِبادْ



السابع من آب 2010



ملاحظة : يقصد ب { سميل } المذبحة الوحشية التي ارتكبتها قوات بكر صدقي عام 1933 بإبادة الآلاف من الآشوريين الكلدانيين السريان في قضاء سميل شمال العراق لأنهم كانوا يطالبون بحقوقهم الوطنية والقومية












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حيياك حيياك
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 8 / 11 - 19:34 )
شكرا على قصيدتك الحلوة والمعبرة بكلمات منسقة جميلة رائعة دلالة على القدرة الشعرية والرسم بالكلمات.. شكرى لك

وليد حنا بيداويد


2 - من يتلذذ بقتل الناس ويزو التاريخ
جمال المباركي ( 2010 / 8 / 12 - 10:31 )
عودتنا ايها الشاعر والاديب الرائع ان تصوب الامور بدقة وتضعها في اماكنهاالطبيعية والمناسبة.
وفعلا من قال ان من يتلذذ بقتل الناس ويزوير التاريخ بانه من خير الناس ! بل العكس صحيح ان فقراء هذه الارض ومسالميها هم خير امة ولتذهب كل فتاوى البائسين المجرمين الى مزبلة التاريخ .ان اليوم الحق قادم لا محالة, فكشف كل من عبث ببستان العراق ووروده الاصيلة مهمة كل المخلصين المثقفين الخيرين
لك منا الف تحية وسلام


3 - شكرا لوليد وجمال
مديح الصادق ( 2010 / 8 / 13 - 04:12 )
العزيزان الأستاذ وليد والأستاذ جمال, شكرا لمروركما, وما تفضلتما به من ملاحظات قيمة تبعث الأمل في النفوس بأن سلاح الكلمة الشريفة, الجريئة هوطريق الخلاص لشعب تناهشته قوى الشر والظلام وهي تتلفع بالدين والوطنية وهي بعيدة عنها بعد السماء عن الأرض, تحية لكل مثقف ملتزم برسالته


4 - المساكينُ هُمْ خيرُ العِبادْ
فراس عبد الرحمن طرفي ( 2010 / 8 / 13 - 11:50 )
اود ان اسجل اعجابي بكتابات الاستاذ مديح النثرية والشعرية المميزة والرائعة ،قصيدتكم هذه تحكي تاريخ العراق المؤلم ،وواقفة مشرفة اخرى للاستاذ مديح لنصرة المظلومين المساكين والذين هم فعلا خير العباد


5 - المثقف الملتزم نصير للمظلومين
مديح الصادق ( 2010 / 8 / 13 - 18:02 )
تحية طيبة للاستاذ فراس طرفي المحترم, ولكل مثقف يجند طاقاته الفكرية لنصرة المظلومين طبقيا واجتماعيا ودينيا, وهذا ما يحدث في العراق في ظل نظام متخبط تتقاذفه التيارات القومية والدينية البعيدة عن مصالح الغالبية من شعبنا الجريح, ولا عجب فهم منسوخون عن طغاة عاثوا فسادا على مر تأريخ العراق, فالسفاح نفس السفاح؛ لكنه انتحل اسما آخر, وارتدى جلبابا غير ذلك الجلباب الممقوت, الكلمة المقاتلة - عزيزي فراس - هي ما تبقى من سلاح

اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا