الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الف باء الديمقراطية العراقية

شلال الشمري

2010 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تفتقر الديمقراطية في العراق إلى بيئة حاضنة على كافة المستويات الموسساتية والنخبوية والجماهيرية والاجتماعية والثقافية والتربوية باختصار فقد تلبَسها وتلبَسته وهو يفتقد إلى ابسط مقوماتها .
ومما زاد الطين بلَة هو تولي ناصيتها من قبل اشد العناصر السياسية تقاطعا وجهلا وعداءا لها واقلهم إيمانا بها وإذا تشكل لدينا بعد 2003 دستور وسلطة تشريعية وأخرى تنفيذية وثالثة قضائية ومؤسسات مجتمع مدني وثورة إعلامية (انفجارية ـ تفخيخية ـ طائفية ) في غالبيتها. يطغي على شاغليها الجهل بمكان الحصان من العربة.
وقد كان للراعي والعراب الأمريكي الدور الكبير في حشر التيارات والكتل السياسية في هذا (اللًبوس) الديمقراطي الضيق، (فبرَِز مفاتنها) وخلق منها مسخاً لا يتقولب مع أي وصف سياسي لاسلفا ولا حاضرا. استخدم هذا المسخ أبشع الوسائل وأقذرها للحصول على قاعدة جماهيرية، وكانت الوحدة الوطنية اول ما امتهن على ايديهم فهان ما دونها، مستغلين غفلة الجمهور وقبل أن يستفيق من مفاجئة سقوط الطاغية، فبثوا الحياة في جثة العشائرية، وأيقظوا الفتنة الطائفية، واثأروا الحمية الجاهلية الشوفينية، وعزفوا على أوتار الأحقاد الدفينة، ليستقطبوا شرائح معينة علهم يطاؤن رقابها لاعتلاء كراسي السلطة. وقد نجحوا إلى حد ما نتيجة للأمراض الاجتماعية والتحلل الاجتماعي وشيوع الفساد الذي آلت إليه الأوضاع بسبب عقود السيطرة الشوفينية الدكتاتورية للنظام البائد والحصار الأمريكي وطغيان الجمود العقائدي والفتنة الطائفية المشبعة بالزيت لامريكي0وقد جمع العراَب الأمريكي خيوط مسرح الدمى السياسي بيده لتسيير الديمقراطية وفق آليات الغرض منها التدريب والتثقيف والتسقيط والغربلة والفلترة والتمحيص وفصل (الجر باء عن الصحيحة) لا التطبيق الفعلي لان نتائج ومسارات العملية الديمقراطية إذا تركت على عواهنها سوف تشطح بعيدا عن مقاصدها الحقيقية، نتيجة للفهم الخاطئ والخطأ في الأدوات والخطأ في الزمان والمكان.وفي الوقت الذي انقضَت فيه الأطراف السياسية للسيطرة على السلطة والمال مثل الأجهزة الأمنية: الدفاع والداخلية والسيطرة على اجتثاث البعث ( المسائلة والعدالة ) فيما بعد والسيطرة على خزائن الأرض النفط والمالية والكمارك والموانئ و ثلاثي الرئاسات: البرلمان، والوزراء، والرئاسة. والدرجات الخاصة والسفارات والوزارات السيادية ( الدسمة) والقصور الرئاسية وقطع الاراضى ذات القيمة الدولارية العالية في بغداد والمحافظات، اكتفى العراب الأمريكي بالسيطرة على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي زهدت فيها الأطراف لخلوها من المن والسلوى فكان فيها مقتلهم، وكانت الثعلب الذي (بال) على ذئاب (وعضامة الماّتم) السياسة قاطبةً، هؤلاء الذين استحوذوا ونهبوا على كل شيء (ترى لو كان سقوط الطاغية على ايديهم ماذا يفعلون أكثر مما فعلوا ؟) ونسجوا لنا الأحلام الوردية من خلال إتباع نظام (المغذي) بالتلويح بزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية، ومشروع 10×10 لمدينة الصدر، وبناء المولات التجارية‘ والقناة الجافة التي ستقضي على قناة السويس، وميناء البصرة العملاق الذي سيحيل موانئ الخليج على التقاعد، والخط الدائري حول مدينة بغداد الذي سيكون معلما سياحيا وفتحا جديدا في عالم المواصلات، والقطار المعلق الذي سيتجاوز الحواجز الكونكريتية، ومترو الأنفاق الذي سيكون منفذا جديدا لأصحاب البسطيات.أما وعود الاستثمار في مجال السكن فقد حيرت المواطن في اختياره للمكان والحجم ونوع الشركة التي ستنجز العمل، كما إن مغذياتهم شملت السيارات بأنواعها الحمل والخصوصي، وتعدتها إلى سلف المصارف المتنوعة، وقانون النفط الذي سيخصص لكل مواطن حصة شهرية من إيرادات النفط0 لقد قلب هؤلاء العراق إلى جحيم وذهبوا يديرونه من خارج الحدود تغطي ايفاداتهم أيام السنة على مدارها مناضلون من النوع القاروني ومن الطراز الشيراتوني تاركين الشعب سجين التخلف و الصبات الكونكريتية لايعي من الديمقراطية إلا التناحر تساوى أمام أنظاره من صعد إلى قبة البرلمان بالأصوات الفائضة للقائمة مع الذي لديه نصف مليون صوت والقائمة التي لها سبعة مقاعد مع القائمة التي لها تسعون مقعد والنكرة الذي ليس له قاعدة جماهيرية مع من يمتلك إمكانية تحريك الشارع .لقد عمق الزعماء السياسيون حالات الفساد فأصبحنا بأزمة حقيقية تغلغلت إلى مفاصل المجتمع وأصبح شيوع الفاحشة شيئا مألوفاً يلقى تسامحا و مثار إعجاب وتبجح وشجاعة لابل يفتى به فكشف عن آلاف المواطنين ممن لديهم بطاقتين تموينيتين، وأكثر منهم من تقاضى رواتب الرعاية الاجتماعية إلى جانب راتب وظيفته، وآلاف مؤلفة ممن ادعى النضال والجهاد والكفاح وأصبح بقدرة قادر من السجناء السياسيين الذين أضيفت لهم عشرات السنين خدمة لأغراض التقاعد والترقية، وآلاف المتجاوزين الذين نزحوا هربا من جنة الحكومات المحلية ومشاريع الفدراليات الطائفية وحطوا رحالهم أينما شاؤا، وعشرات الآلاف من أصحاب الوثائق المزورة لإغراض التعيين ولإغراض الدراسة، وآلاف المتجاوزين على شبكتي الكهرباء والماء، وتجاوز أصحاب المحلات على الأرصفة، وإذا راقبنا أصحاب المركبات في الشارع فهم مرآة لما الت إليه أخلاقيات المجتمع، أما إذا كان هناك طابوراً فلا يوجد من يحترمه، ولا يتحرج البعض من دفع الرشوة لكي يظهر اسمه ضمن حجاج بيت الله الحرام!!! وحدث ولا حرج عن الغش الدراسي والرسائل والاطاريح المسروقة من الانترنيت، وبيع السلع والأدوية المنتهية الصلاحية ، وكيف يستغفلك الباعة ويدسون لك الرديء عندما تكون مشغولا بتسديد ثمن ما اشتريت، هذا ما كان على يد السواد العام. أما الخاصة فقد تمت السرقات وعلى أعلى المستويات واقرب مثال ما فضحته الصحافة الاميريكية ببيع المشتقات النفطية التي يستوردها العراق وهو بأمس الحاجة لها إلى إيران عن طريق كردستان ومن قبل قمة الهرم السياسي هناك. وما أشارت إليه هيئة النزاهة بتربع محافظة النجف على رأس الهرم في الفساد. وكان من أشكال حماية الفاسدين منع هيئة النزاهة من الدخول إلى مجلس الوزراء وأمانته ومجلس النواب ومجلس الرئاسة ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية وإقليم كردستان. إنكم كالذئاب التي تريد أن ترعى الغنم باسم الديمقراطية فلا الذئاب مؤهلة ولا الغنم مؤهلاً لذلك .لقد غادرنا صحفكم وفضائياتكم وإعلامكم الاسود وأصبحنا نتابع الراعي الأمريكي وبوصلته لأنها المؤشر على مدى تأهلنا لمرحلة الديمقراطية الحقيقية وماحصل لحد آلان والى حين علمه عندا لله من انتخابات وأصوات وأصابع بنفسجية فانه لعبة شطرنج يتحكم بها الراعي الأمريكي من خلال الهيئة العليا(الأمريكية) المستقلة للانتخابات وهذا هو ألف باء الديمقراطية في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تودي بحياة العشرات في جنوب البرازيل


.. بسبب قانون اقترحته حكومته.. رفض تصويت جونسون فى الانتخابات ا




.. بطل مسلسل -حرب النجوم- مارك هاميل في المؤتمر الصحفي للبيت ال


.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب




.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض