الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير التربيه والتعليم الاردني يحاور نفسه

احمد خلف الجعافرة

2010 / 8 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



من يتتبع اللقاء الصحفي الذي اجراه وزير التربيه والتعليم نائب رئيس الوزراء الدكتور خالد الكركي يلاحظ ان الرجل يحاور نفسه معتبرا انه ليس بحاج لاية وجهة نظر اخرى ؛ اقول هذا الكلام بعد ان استمعت لذالك اللقاء الصحفي وبعد ان تمعنت في طريقته لفهم الآخر ؛ ففي تعليقه على اللقاء الذي تم في مكتبه مساء يوم الاثنين الموافق 2-8-2010 يقول وزير التربيه انه لن يفاوض المعلمين وفي نفس الوقت يعترف بانه استقبل المعلمين ممثلين بلجنة ال13 التي قادة الحوار مع الحكومه ممثله بلجنتها الوزاريه التي تم تشكيلها بقرار من مجلس الوزراء وهم -نائب رئيس الوزراء مروان المعشر والوزير كرشان والوزير موسى المعايطه- هؤلاء الثلاثي كانوا يمثلون الحكومه وعندما التقت لجنة الثلاثة عشر معهم كان لقاءا تفاوضيا لعلمنا الاكيد ان الحوار لا يتم في الاماكن المغلقه وفي غرف المسؤولين بل يتم في الهواء الطلق وعلى مسمع ومرأى من الجميع وليس محددا كما تم بالفعل ؛وعليه فان ماعملت عليه الحكومه عندما استقبلت ممثلي اللجنه الوطنيه في رئاسة الوزراء هي كانت تفاوضهم بدون ادنى شك ؛ وقياسا على ذالك فان مجرد الطلب من اللجنه الوطنيه بالحضور الى مبنى وزارة التربيه هو اقرار ثابت بانه يوجد لجنه ممثله للمعلمين وعلى الوزراه ان تفاوضهم من حيث انتهت المفاوضات السابقه مع لجنة رئاسة الوزراء والا ماهو الهدف من تركيز وزير التربيه والتعليم على ثوابت الحكومه في هذا المجال حيث قال بالحرف الواحد ان مطلب النقابه مرفوض لانه يتعارض مع قرار المجلس العالي لتفسير الدستور ولذالك دعى ممثلي اللجنه الى القبول في اتحاد تحت جناح وزرة التربيه والتعليم .
من هنا نلاحظ درجة التناقض الشنيع التي يعيشها الوزير الكركي ففي الوقت الذي ينكر فيه انه يفاوض المعلمين في نفس الوقت يطلب منهم القبول باتحاد تحت جناح وزارة التربيه اي اتحاد بنظام وليس بقانون فان كان الوزير فعلا لا يريد ان يفاوضنا فلماذا يستدعينا الى مكتبه يملي علينا وجهة نظر الحكومه التي رفضناها سابقا في حوارنا مع اللجنه الوزاريه هذا اولا اما ثانيا وهو الاهم برأي الا وهوالفرز المتعمد بين الحوار والتفاوض كي لا يلزم نفسه بأية نتيجه للتفاوض قد لا ترضى عنه الجهات العليا لذالك نلاحظ انه ينكر ان ماحصل في وزارة التربيه هو تفاوض بل يسميه حوار والفرق بينهما واضح وجلي كما تكلمنا سابقا؛ اما النتيجه الثالثه التي يخلص منها من يحلل خطاب وزير التربيه هي انه لا زال ينظر لنا كجزء منحرف عن تعليمات معاليه لذالك يريد ان يضعنا تحت جناحه الابوي بموجب اتحاد ننظوي تحت لوائه يكون لوزير التربيه اليد الطولى بحله او استمراريته وفقا لمزاجه و مزاج الحكومه التي يستفزها اصغر الاشياء فكيف اذا تم الحديث عن نقابه للمعلمين الذين يشكلون 15% من المجتمع الاردني ؛
ومن اخطر المسائل التي تكلم عنها وزير التربيه نائب رئيس الوزراء هي التي تتعلق بكيفية اكتساب الشخص شعبيته ؛فقد صرح معاليه بكل جلاء عن مكنونات نفسه بالقول انني استمد شعبيتي من منصبي - الذي هو نائب لرئيس الوزراء - وقناعته هنا ان الشعبيه هي ما تعطا له من قبل المسؤولين عنه وليس من الشعب التي اشتق منه مفهوم الشعبيه ؛ وهذا كلام خطير جدا لو تم القياس عليه لنقلبت المفاهيم اللغويه رأسا على عقب نافية عنها اصولها العقلانيه التي تقول ان اكتساب الشعبيه تأتي من احترام الشعب لاي شخص وليس من احترام شخص معين كائن من كان هي التي تعطيه تلك الشعبويه المطلوبه ؛



08/10/2010 -16:46

احمد خلف الجعافرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور