الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوم ساستنا عن تشكيل الحكومة

أمير جبار الساعدي

2010 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أهلّ علينا هلال شهر رمضان المبارك، شهر الله، شهرالصوم عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، شهر الرحمة والمغفرة والرضوان، والدرس البليغ في هذا الشهر هو أن نهذب النفس ونربيها على حب الخير والأمتناع عن طلب الشهوات والملذات، وأن نشعر بحال غيرنا من ذوي الحاجة والفاقة من أبناء جلدتنا، وفي الأشارة الى ساحة الصراع السياسي في العراق نشاهد بأن محاور اللقاءات والأجتماعات بين وفود المفاوضين ورؤساء الكتل والمسؤولين من ذوي الشأن الرفيع مازالت على أشدها، والشديد فيها هو صرعة التجذاب حينا، والتنافر بين قوائم بعينها حينا أخر، وخاصة بين عقدي التحالف الوطني وائتلاف العراقية، ودخول ائتلاف القوى الكردستانية ولو بعد برهة، بعد إن كان متحينا مع من سيكون تحالف الكتلة النيابية الأكبر، ليدخل حيز التفاوض بشكل رسمي أكثر جدية.
فما هو موقف الكتل الأربع الفائزة من صوم شهر رمضان فهل أكدوا رؤية هلال تشكيل الحكومة العراقية أم قرروا أن يعلنوا صيامهم مع صيام أمة المسلمين، ويؤجلوا تشكيل حكومتنا العتيدة لحين أنتهاء شهر رمضان، علهم يستفيدوا من دروس هذا الشهر الفضيل ويتوقفوا عن طلب المغانم ويستشعروا معاناة شعب بأكمله، يكابد الأمرين من جانب الذين منحهم ثقته وجعلهم يتحكمون بمصيره، وجانب أخر من قبل الإرهاب الذي مازال يصارع نزاعات الموت مطيحا كل يوم بأرواح العراقيين الأبرياء من دون أستثناء لفئة أو مكان أو مذهب، فالجميع يصرعون بطواحين الموت الأعمى، والعراقيون يترقبون في هذا الشهر المبارك سياسينا الذين ينادون بالخوف على مصالح الشعب، وكأن شعب العراق أصبح مجزء حصصا كل يتبع وليه الذي نادى به، وليس بلد واحد تربطه وشائج الخير كله وليس العكس، وكأنهم يحاولون الضرب على وتر فرقة هذا البلد أكثر من الحفاظ على لحمته من التمزق، في ظل ما نشاهده من الجميع ينادي بأن من أنتخبني أحق بأن أحافظ على حقوقه، متناسيا البناء العام لهذا الشعب ووحدته الأصيلة، فأين ذهبت مخافة الله من قلوبكم وصيامكم هذا الشهر الفضيل!!فهل ستصومون عن الأمتيازات وطلب الكراسي؟ وتتنازلون عن صومكم لتشكيل الحكومة القادمة التي مللنا أنتظار ظهور دخان تشكيلها، والتوقف عن أدعاء الفضيلة وتلبسون لباس الزهد بالدنيا كما قال أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب(ع)(يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَ بِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ لاَ حَانَ حِينُكِ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لاَ حَاجَةَ لِي فِي قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ آهِ مِنْ قِلَّةِ اَلزَّادِ وَ طُولِ اَلطَّرِيقِ وَ بُعْدِ اَلسَّفَرِ وَ عَظِيمِ اَلْمَوْرِدِ).
فالتمني لن يوصل صوتنا اليكم ونعلم بأن قليل منكم هم الذين يقرأون، ولكننا متأكدون من شيء واحد هو أصالة عراقيتكم، وخوفكم من حساب الدنيا قبل الأخرة، فنأما منكم أن تعجلوا أفطاركم وتأخروا تحصيل مغانمكم ولا تدعونا من المدبرين عنكم، وتذكروا بأن هناك كنوز أخرى ودورات انتخابية قادمة ولن تتوقف على هذه الحكومة وحسب. فمع من ستكونون؟ !!!!!

*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى