الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيب القلب بلا قلب

علي الانباري

2010 / 8 / 12
حقوق الانسان


الحكاية تبدأ من الهند وتنتهي في بغداد 0 ففي عام 2006 اختلطت الامور
في بغداد وسيطر الارهاب على كل شيء فيها واغلقت اغلب الخدمات
ابوابها ولا سيما الطبية منها فالفوضى عامة والاطباء باتوا مهددين مما
الجأ الكثيرين منهم الى مغادرة البلد هلعا وخوفا0
كان لاخي الشهيد كمال ابنة في الرابعة من عمرها انذاك اسمها هالة وابن
في الثالثة انذاك اسمه زيد وكانا مصابين بفتحات رباعية في القلب وبعد
ان دار على ما تبقى من الاطباء في بغداد اوصاه البعض باجراء عملية القلب
المفتوح خارج القطر لان ظروف بغداد صعبة جدا ولا يمكن اجراء العملية
فيها ونظرا لكون الهند ارخص الدول قياسا الى الدول الاخرى لذا قرر الذهاب
الى الهند بعد الاتصال باحد مستشفياتها المختصة بامراض القلب وبعد مساعدات
الاهل والاصدقاء ذهب الى الهند واجرى العمليتين بنجاح ورجع الى العراق
وهو يشعر بفرح غامر
واستمرت الامور الى عام 2010 حيث استشهد اخي كمال مع ابنه زيد في انفجار
سيارة مفخخة في مدينة الرمادي في الشهر الثاني
بعد الاحداث الماساوية التي حدثت في البيت ولمناكدة القدر لهذه العائلة اخذت
هالة تشكو بالم في القلب وبعد ان تم عرضها على اطباء القلب في مدينة الرمادي
اجروا لها الفحوصات واخذوا لها الايكو فتبين ان هنالك خللا في بعض اماكن
القلب وطلب طبيب مختص في القلب بعرض التحاليل على اشهر طبيب قلب
في بغداد وهو الدكتور عبد الحميد العاني لعله يشخص الامور كما هي0
وبتوصية من قريب لنا الى الدكتور عبد الحميد حيث كان احد طلابه في كلية الطب
وبعد حجز مسبق ذهبت هالة المريضة بصحبة عمها وامها وعمتها الى عيادة
الدكتور عبد الحميد ومعهم التقارير والتوصية وما ان حل موعد دخولهم حتى
اوعز الدكتور الى سكرتيره بمنعهم من الدخول بحجة ان العملية اجريت في
مكان اخر وليس هو الذي اجراها ورغم توسل والدتها بالسكرتير لم ياذن
لهم بالدخول مما اضطر اخي الى الدخول شخصيا لمقابلة الطبيب الذي بدا متشبذا
بموقفه فاخبره اخي باننا ابناء مدينك فازداد عنادا واخبره بان المريضة يتيمة وابنة
شهيد فما اثر فيه القول واخيرا قال له- سويهه لخاطر الله لانقاذ هذه الطفلة المسكينة
وعلى الاقل افحص الايكو وقل رايك لنرجع الى اهلنا ونحن نعرف احوال الطفلة
فكان جوابه بالنص- لو انطبق الكون على بعضه لن اقوم بفحصها
وهكذا رجع الجميع الى الرمادي والخيبة تكسو وجوههم بعد ما عانوه من حر اب
ومشقة السفر اضافة الى التكاليف المادية0
ان الطبيب رسول الرحمة والشفقة في المجتمع وهو الذي يداوي بالعطف والمودة
قبل العلاج ولو كان الدكتور عبد الحميد العاني ذا انسانية ملموسة في ظل الظروف
القاسية في العراق لما وقف هذا الموقف المتزمت اتجاه طفلة يتيمة قضى ابوها
غدرا في عراق اضاع القوانين كلها الا قانون القسوة واللؤم والصلافة مع المسكين
والمظلوم الذي لا حول ولا قوة لديه الا انتظار شفقة من يمتلك الحول والقوة
عتابنا للدكتور العاني الذي توسلناه لحد الذلة وذكرناه بالقربى وطعم الفرات الذي
سقانا ذات يوم فانكر كل هذه المسميات واغفلها0
لذا نقول في الاخر للدكتور نحن لسنا مثلك في القساوة وركوب الراس بل نقول
لك بقلب ناصع البياض-سامحك الله- وسامحناك ايضا ولكن قد لا يكون الجميع
مسامحين واعلم ان الدنيا لا يدوم فيها الا الذكر الحسن وعسى ان تغير سلوكك
الايام رغم انك في السبعين ولكنني اؤيد الشاعر العباسي صالح بن عبد القدوس
الذي يقول والشيخ لا يترك اخلاقه- حتى يوارى في ثرى رمسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا