الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب الأسلاموية حرمتنا من كل محاسن الديمقراطية وألبستنا مساوئها !؟

حسين محيي الدين

2010 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أغلبية العراقيين وعلى مدى عقود من الزمن يحلمون بإقامة نظام ديمقراطي تعددي ليبرالي دستوري يحترم حقوق كل مواطنيه بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي والطائفي . ومن أجل هذه الأهداف السامية قدم الآلاف من خيرة أبنائه قرابين في مقارعة السلطات الدكتاتورية المتعاقبة على سدت الحكم . حتى أن الكثير منهم توسم خيرا عند سقوط الصنم ومنى نفسه بآمال كبيرة بقرب تحقيق الأهداف السامية مع مجيء الاحتلال , وان كنت لا اقر ذلك منذ اليوم الأول للاحتلال . لأن التحول الديمقراطي الحقيقي عملية اجتماعية سياسية تصلها المجتمعات بعد مخاض عسير ولا تأتي مع دبابات الاحتلال .

لقد حصل الاحتلال وجاء مبشرا بعهد جديد عهد يكون فيه الناس أحرارا يمتلكون فيه السلطة والثروة والحرية والاستقرار . ولكن ماذا كانت النتيجة ونحن على أبواب انسحاب المحتل انسحابا جزئيا من العراق . ؟ فإذا كانت الديمقراطية تبشر بانتهاء الحروب الطائفية والعنصرية كما هو الحال في معظم الدول الديمقراطية في العالم فأن ديمقراطينا في العراق كانت سببا في إشعالها وإزهاق مئات الآلاف من الأرواح البريئة فأين الخلل؟ وإذا كانت الديمقراطية تعني القضاء على الفساد المالي والإداري لوجود رقابة شعبية فلماذا وضع العراق على رأس قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم . وإذا كانت الديمقراطية سببا مباشرا في ارتفاع مستوى دخل الفرد والقضاء على العوز والفقر فلماذا يعيش معظم العراقيين تحت خط الفقر ويعيش قلة منه في رفاهية غير معهودة أظن أن أسبابها واضحة للعيان . وإذا كانت الدول الديمقراطية دول طاردة للإرهاب فلماذا يكون العراق حاضنة له ؟ وإذا كانت معظم الدراسات تشير إلى انخفاض مستوى قتل الشعب فلماذا يقتل شعبنا العراقي على أيدي حكامه كل يوم ؟ وإذا كانت الشعوب في ظل حكومات ديمقراطية هي من أسعد شعوب الأرض فلماذا يرزح شعبنا العراقي تحت كآبة حادة ومزمنة ؟ . الدول الديمقراطية مكتوب لها النصر في كل حروبها ضد أعداء شعبها ونظامهم الديمقراطي فلماذا جانبنا النصر في حروبنا ضد التدخلات الإقليمية والدولية حتى أصبح العراق نهبا لذباب الجوار وذئابهم .

من يرتضي بديمقراطية تحمل كل هذه الشرور التي أحاقت بالعراق وبشعبه وأوصلته إلى هذا المنحدر الذي لم يعرفه من قبل ؟ من يطبل لهذه الديمقراطية التي يقودها خمسة من الشخصيات السياسية كما يحلوا أن يسموا أنفسهم ومن يرتضي بها غير أحزاب تدعي الإسلام والقومية العنصرية كما هو حال الأحزاب السياسية الرابضة على قلب الشعب العراقي ؟. إننا نعيش في بلد أبعد ما يكون عن الديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة . دولة أقل ما يقال عنها أنها دولة الأشرار والعملاء والمتخلفين . لقد جلبت أمريكا معها أسوأ ما في الديمقراطية وتعاملت مع أسوأ العراقيين ونصبتهم على شعب أعزل وأطلقت العنان للوهم الديني وللأحزاب الدينية والعنصرية . وإيغال في إيذاء شعبه لم يعد الأمريكان يعترفوا بقوى العراق الحية الناشطة ولا يتحدثوا إلا مع قادة الجهل في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوضع أحسن
عليا محمد علي ( 2010 / 8 / 12 - 20:06 )
مهما قيل عن الوضع في العراق أو عن الديمقراطية فنحن نعيش اليوم حلما ما كنا نعيشه من قبل . الأمان والعمل الحر وحرية الكلمة والسفر وحق التظاهر وووو . مكاسب لها أول وليس لها اخر والقادم من السنين أفضل . ولا ينكر ذلك الا جاحد


2 - الاحلام
وحيد فريد ( 2010 / 8 / 12 - 20:19 )
لكي يكون العراق ديمقرطي حقيقي عليه بتبديل الدستور العراقي اولا وذلك بحذف ان يكون دين الدوله الاسلام لان الذوله يجب ان تكون على الحياد بين مواطنيها ولاتتحيز لااحد وثانيا يمنع تأسيس احزاب تحمل صفه دينيه او قوميه وباي شكل وثالثا القيام بثوره ثقافيه تنويريه تعليميه منهجيه مبنيه على التحليل العلمي لا الالهي للامور وتفعيل القانون وبهذا فقط يتم التخلص من افه الفكر الحجري الديني والا سوف يقسم العراق لثلاث مناطق بعد نهر من دماء ابناءه


3 - احتلال بغيض ولا حكم صدام ليوم واحد
بشار صلاح الدين ( 2010 / 8 / 12 - 20:19 )
لا أعتقد بأن الكاتب عايش حكم الطاغية لذلك فهو يغني خارج السرب احتلال صدام البغيض للعراق أسوأمن كل احتلال أما الديمقراطية المنشودة فهي قادمة لا محال بأذن الله . افكارك الالحادية ومحاولاتك الاساءة لمرجعية السيد السيستاني قائد الامة العراقية غير مبررة فهو الذي حافظ على الوحدة الوطنية أدامه ألله على المسلمين


4 - هنيئا لك
حسين محيي الدين ( 2010 / 8 / 12 - 21:15 )
الاخت عليا شكرا على مرورك الكريم . يبدو انك تعيشين في جزء من العراق يتمتع بالأمان وبالحرية وبحبوحة من العيش لكن يبدوا ان ذلك خارج حدود العراق أتمنى لك السعادة في ظل الديمقراطية المفقودة


5 - التقسيم أو التقسيم
حسين محيي الدين ( 2010 / 8 / 12 - 21:23 )
الاخ وحيد فريد الدستور الوليد أو دستور بريمر وضع بعناية فائقة لتمزيق لحمة الشعب العراقي وتقسيمه كما هو الحلم الامريكي الاسرائيلي وكل ما نراهن عليه هو ان يعي شعبنا حجم الكارثة التي اعدت له لتفويت الفرصة على المحتل . شكرا على مرورك الكريم


6 - عراق المنتفعين
علي مهدي الشمري ( 2010 / 8 / 12 - 21:28 )
الاخ الكاتب المحترم
هناك قول ماثور (لكل زمان دولة ورجالها)فالعراق قدره ان يكون منجم ربحي لحكامه من الطغاة والاشرار والعملاء,ويحرم بقية الشعب العراقي من خيراته,,أن الذين يدافعون اليوم عن النظام الجديد في العراق لو أطلعت على ماضيهم لرأيتهم في فقر مدقع والان تسلموا المناصب وكنزوا الاموال الحرام في ظل دولة الفرهود ومرجعياتهم بدات تتجه الى الاستثمار والشركات لتدر عليها الاموال الطائلةوطز بالعراقيين.فالديمقراطيةباسمها وصلوا الى الكراسي وباسمها يذبح الشعب وتحت شعاراتها تنتهك الحرمات والحريات ,وتحت يافطتها تم نهب اموال الشعب,,وباسمها يتجه القادة الى ديكتاتورية جديدةوما نشهده اليوم من صراع بين قادة الكتل ليس من اجل تعزيز وترسيخ مفاهيم الديمقراطية بقدر تعزيز نفوذهم والاستحواذ على اكبر قدر ممكن من خيرات البلد دمة لاسيادهم المرتبطين بهم قلبا وقالبا تحت ظلال الاسلام الوافرة..
تقبل تحياتي,


7 - لا أغني خارج السرب
حسين محيي الدين ( 2010 / 8 / 12 - 21:33 )
الاخ بشار صلاح الدين أنا لا أغني خارج السرب بل اللطم فيه فلقد انسيتمونا الغناء منذ الاحتلال وأصبحنا نلهث وراء الاوهام السيستانية حتى حفت اقدامنا .شكرا على مرورك الكريم

اخر الافلام

.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت


.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل




.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك


.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال




.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير