الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يومك دعه يمدحك..فأفهمه.

سالم اسماعيل نوركه

2010 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حين لا نفهم ما يجري اليوم إلا في الغد فهذا يعني إننا لا نفهم حركة اليوم ولا نستطيع تحريكه كما نشاء ،كثير من أحداث التاريخ حدثت وكأنها جاءت كنتائج مغايرة للمقدمات ،أو مقدمات لم تؤدي إلى النتائج المرجو والمرغوب حدوثها وما هذا التحليل إلا وهم وبعيد عن الحقائق فلا يعقل أن(يريد الشعب الحياة ولا يستجيب القدر)!قد لا نقدم المقدمات المطلوبة ونظن بأننا قدمناها ثم ننتظر النتائج وحتما لا تقع فنقع في خطأ جسيم ونتصور إن تلك المقدمات قدمت لنا نتائج معكوسة .
طبعا لا يقدم الشيء الكثير إن الصفوة وذوي الاختصاص لوحدهم فهموا اليوم بيومه والمجموع المؤثر لم يتطابق فهمهم معهم لأن الأحداث الكبيرة لا تصنعها إلا الجماهير مع توفر الشروط الأخرى (لكل قادة شواذ)وعلى هذا الأساس باستطاعتنا أن نطرح أسئلة كثيرة وتحتاج إلى الأجوبة مثلا لماذا مناطق في العالم تعرضت لسياسات لمدة قليلة قياسا لمناطق أخرى تعرضت لسياسات لمدة أطول حصلت فيها نتائج لم تحصل لتلك التي تعرضت لسياسات ذاتها لمدة أطول ؟!لأن المقدمات لم تكن متشابه ومتساوية فالأمر دائما لا يقاس بالزمن فما يحصل في الزمن القليل في منطقة ما قد لا تحصل في منطقة أخرى وإن طال الزمن للتوضيح نقول مناطق تعرضت لسياسة الفرنسة لمدة قليلة تحولت لغة سكانها إلى اللغة الفرنسية ومناطق أخرى تعرضت لسياسة التتريك لا تتكلم اللغة التركية ،تصور عدد قليل من السنين تعطي نتائج أكثر من أربعة قرون !وكذلك سياسة التعريب لم تعطي نتائج في إسبانيا وإن كانت المدة أكثر من ثمانية قرون ،قد يقول البعض إن العرب والمسلمون لم يمارسوا سياسة كهذه نقول لهؤلاء هل كان الأمر أشبه بسفرة سياحية لتلك البلاد أم حكموها بالقوة؟،لأن المقدمات اختلفت من قبل مقدميها ومستقبليها فالسدود تتعرض للسيول فمنها تنهار ومنها تصمد نتيجة لقوة السد وقوة السيول .
تخلصت شعوب من جلاديها بزمن قصير وأخرى لم تتخلص لزمن طويل من جلاديها بسبب الظروف واختلافها (المقدمات والنتائج)وأخرى لم تتخلص إلا بمعاونة قوة خارجية ،إمبراطوريات سقطت من الداخل وأخرى سقطت بفعل قوة خارجية .
قد نفهم اليوم لماذا لم تستطع المعارضة العراقية من إسقاط النظام السابق وتأتي في مقدمة الأسباب عدم أتفاق تلك المعارضة على خارطة طريق لإسقاط ذالك النظام إضافة لأسباب أخرى كيف توصلنا اليوم إلى هذا الاستنتاج من خلال فشل تلك المعارضة التي كانت بالأمس في المعارضة في تشكيل الحكومة اليوم ،في العملية السياسية تتصرف أكثر القوى بتوجسات الأمس والشعب دفع بالأمس ضعف هذه المعارضة وضعفها وشكوكها وهي تقود العملية السياسية اليوم ،إلى الآن لم نتفق جميعا على المشتركات الوطنية ولا على طبيعة الدولة التي نريد ولا نعمل بالدستور التي صغناه بعد جهد عسير وسمحت بعض القوى على التدخلات الخارجية لضيق نظرتها ولكسب مصالح كانت تتصور بأنها ستكسبها من جراء تغبطها والبعض منها قبلت أن تكون جسرا لتدخل الآخرين وقد أهدروا ثروات الشعب بالنتيجة والنوايا وأكثر الأحزاب تفكر اليوم بجلب المكاسب لها على حساب الشعب ،وكأن شعارات الأمس ونهج ومنهج والسلوكيات الخاطئة ما زالت قائمة ولكن هذه المرة تحت جلباب الديمقراطية نعيش اليوم سوء توزيع الثروات وسوء استخدامها وبشاعة إهدارها وسوء تقديم الخدمات والبطالة وتفشي الأمراض وسوء العملية التعليمة وعدم وجود أعمار حقيقي إلا في إقليم كردستان العراق(بصورة عمودية وليس أفقية )فالبناء جيد ولكن الربط بين أجزاء الإقليم ليس بالمستوى المطلوب بسبب عدم تحديد حدود الإقليم الإدارية بسبب سياسات الأمس وعدم جدية سياسات اليوم للتخلص من مخلفات الأمس،اليوم نشهد تخبط في أكثر من جانب في السياسة والاقتصاد والرؤية إلى العلاقات الخارجية وفي تقديم الخدمات، والمؤسف إن الجهات المختصة وضعت الصبات على الشوارع الرئيسية على شكل حرف u لجمع النفايات ،نحن لا نريد يا ساسة اليوم أن نبعث الرحمة لمن (سرق بالأمس أكفان الأموات)!لا تجعلوا الناس يصلوا إلى هذه المرحلة بسوء إدارتكم للدولة ولا تنسوا نحن دولة نفطية وكما بان عليكم نعمة البحبوحة والعيش الرغيد والمرفه ولا نحسدكم عليه في حلاله وحرامه نريد كذالك الشعب أيضا يبان عليهم النعمة والعيش الكريم ولا منة لكم علينا فالثروة ثروة الشعب.وأنتم أيضا أيها السياسيين إذا كنتم لا تفهمون يومكم فغدكم إن كان سلبا أو إيجابا فهو من غزل أيديكم والحكمة تقول (يومك ضيفك وهو مرتحل أما يحمدك أو يذمك).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا