الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ... السبية

سيد حسين

2010 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


التوريث أصبح ثقافة.. فلم يترك التوريث بابا إلا اقتحمه في الإعلان في الصحافة في القضاء .... فكل شيء في مصر قابل للتوريث.. علي الرغم من أن الجميع يرفضون التوريث وهم أيضا أول من يمارسونه الكل يبحث عن العدل والحرية والمساواة ولو استطاع الظلم.. لظلم.. لو استطاع القهر. لقهر.. فهذه هي الطبيعة البشرية التي لا تعشق سوي نفسها ولا تبحث إلا عن مصالحها. نحن في حاجة إلي استئصال هذه الظاهرة من جذورها لكن لابد علينا أن نبدأ من القاع إلي القمة فلم تكن قاعدة التوريث بسلبياتها التي لا تحصي ممارسة مستحدثة علي شعب مصر وإنما هي مشكلة قائمة منذ القدم وحتي الآن فإذا كانت الثورة قد قضت علي النظام الملكي وشيدت نظاما جمهوريا يحوي دستورا يحكم البلاد بعيدا عن الملكية واستبدادها إلا أن التوريث لم يختف أو يندثر وإنما مازال باقيا تحور شكله واتخذ منحي آخر تمثل في توريث الحكم بين أسرة الجيش التي قادت الثورة واسقطت الملكية وقد ساعد الدستور الذي وضعه القادة علي ذلك حين نص بأن يكون حاكم البلاد هو حاكم عسكري فالتوريث لم يختف وإنما تغير شكله فقط من توريث أبناء العائلات المالكة الي توريث أسرة الجيش المالكة أيضا. وعلي الرغم من تغيير النظام الحاكم بإنشاء المجالس النيابية والشوري وغيرها إلا أن نظام الحكم لم يختلف عن النظام الملكي كثيرا، وأصبحت السلطة في مصر قاصرة علي طبقة معينة دون الأخري حين انغلقت علي نفسها ومنحت التسلق الطبقي الذي إرتأت خطورته علي استقرارها وبقاؤها في حكم البلاد. ومع التطور الصناعي والتكنولوجي وفتح باب الهجرة بالاضافة إلي تأخر النهضة المصرية وبداية ظهور العديد من رجال الأعمال المصريين علي الساحة الذين استعانت بهم الدولة خاصة بعد تطبيق نظام الخصخصة والاعتماد علي الاستثمارات الصناعية مما زاد نفوذهم حتي أصبحوا ركنا هاما من أركان صناعة القرار خاصة بعد تولي العديد منهم الكثير من المناصب الهامة التي تلعب دورا خطيرا في عملية إصدار القرارات وسن القوانين بما يتوائم مع مصالحهم فانتشرت الوساطة والمحسوبية وظهر التسلق الطبقي الذي أحدث نوعا من عدمه الاتزان في الآونة الأخيرة نهبت ثروات البلاد وملئت المحاكم بقضايا الشخصيات العامة الذي يقضون أيامهم الأخيرة خلف القضبان كل ذلك كان نتيجة لعدم وجود معايير سليمة في عملية الأختيار والتي لابد وأن تعتمد علي الكفاءة والخبرة لذلك نحن نرصد الواقع من أجل احقاق الحق.. من أجل كلمة صادقة لعلها تعيد تصحيح هذا الواقع ألأليم بعد أن تفشت ظاهرة التوريث والوساطة والمحسوبية في كل شبر علي أرض مصر وللأسف الشديد أن أول المتعصبين لتطبيق هذه السياسة هم طبقة المثقفين وأصحاب المناصب ففي طائفة الإعلاميين نجد تفشي هذه الظاهرة بصورة ملحوظة خاصة داخل مبني ماسبيرو الذي أصبح منظومة إعلامية عائلية.. اقطاعية.. وسية لا ينال شرف الاقتراب منها سوي أبناء الاشراف والنبلاء حين اقتصر العمل داخل هذه المنظومة علي العاملين وأبنائهم دون سواهم ونسوق لكم العديد من الامثلة التي يصدر قائمتها المخرج عبد الرحمن عبيس الذي ساعد ابناءه للعمل كمخرجين في ماسبيرو وهم أحمد عبيسي وأيمن عبيسي وصبري عبيسي. كما أن أبناء المذيعات والمذيعين يعملون في نفس مهن أبائهم كما يفعل المخرجين والمهندسون الإذاعيون وكأنها اقطاعية اتفقوا جميعا علي تقسيمها دون أن يتعدي أحدا علي نصيب الأخر بالرغم من أن هذه النوعية من العمل تتطلب الموهبة قبل المهارة إلا أن المقاييس الجديدة لاختبارات القبول قد تخيرت منذ أيام سهير الاتربي التي ساعدت شقيقها عزة الاتربي للعمل كمذيعة بالقناة الثالثة عام 76 إضافة إلي المذيع علاء بسيوني الذي أجبره والده الإعلامي أمين بسيوني علي دخول ماسبيرو بعد أن كان يعمل في أحد البنوك. أما شيرين الشايب فقد وطأت قدميها أرض الشهرة بمساعدة والدتها المذيعة اللامعة سهير شلبي زوجة التليفزيونى الراحل أحمد سمير ولكن سهير لم تكتف بشيرين بعد أن شعرت أنها في حاجة إلي عزوة وسط هذه العائلات المتضخمة فسعت بكل جهد لالحاق ابنها شريف أحمد سمير حتي تستطيع مواجهة الازمات والمشكلات داخل بني العائلات وعن بنات المذيعات فقد كان لهن نصيب وافر من العمل في قطاع التليفزيون ونذكر منهن دينا كفافي ابنة المذيعة منيرة كفافي التي استعصي عليها في البداية الحاق ابنتها كمذيعة - بسبب بعض المشاكل - ولكنه حدث. ومن ثم دفعتها للعمل كمعدة للبرامج بالقناة الثالثة كمرحلة تحضيرية سابقة لاختبارات المذيعين التي لم تكن مصدرا للقلق أو الخوف من الرسوب فيها لأنها كانت تضم نخبة من الإعلاميين الاصدقاء والزملاء القدامي وبالتالي كانت عملية الاختبارات لا تمثل أي صعوبة لمن تمتد له يد داخل ماسبيرو. وحين كان عبد السلام النادي نائبا للإعلامية نادية صادق طلبت منه أن يلحق ابنته نشوي بالتليفزيون مثله مثل باقي الزملاء ولم يتردد عبد السلام في ذلك واستطاع بمساعدة نادية صادق في الحاق نشوي عبد السلام بمبني التليفزيون للعمل كمذيعة بالقناة الثانية وهذا أيضا ما فعله الإذاعي الكبير حمدي الكنيسي مع ابنته المذيعة مها بقناة النيل للدراما ولبني بالبرنامج الأوروبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -