الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاما لعصر تنتصر فيه الرذيلة

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 8 / 13
كتابات ساخرة


بدأت اؤمن بمعتقدات الذين يروجون لقيام الساعة وظهور المخلص فعندما اتامل ما يجري على الأرض العراقية من عجائب وغرائب يسحق فيها الحق وتداس الفضيلة بالإقدام وتنتصر الرذيلة ويشمخ السماسرة و المزورون في كل المواقع ، فأذعن رغم علمانيتي بمعتقدات الطرف الآخر وأقول حقا إن ساعة القيامة قد اقتربت وهم كما يدعون فانتصار الدجالين هي من علامات الساعة ..! .

وما أقول ليس ادعاء بل وقائع يدركها المواطن العراقي وسجلتها المنظمات الدولية فكل الذين يتربعون على السلطة من الوزراء وفوقهم أيضا وحتى أدنى موقع وظيفي يجسد بما لا يقبل الشك الفوضى والمحاصصة واستغفال الشعب وسرقة المال العام ويقترن مع ذلك في هذا العصر الذي يسمونه ديمقراطيا من منظمات شبحية وقيادات وهمية همها الأول والأخير النصب والاحتيال .

وحين ندقق مليا في المشهد نرى رايات ترتفع واشخاصا يتقدمون واخرين ينسحقون ويتوارون عن الانظار ، ونعرف جيدا بان الرايات دائما ترتفع للدجالين والراقصين على الحبال من اصحاب الاوراق والاقنعة المتعددة ، اما الذين يمثلون الشرف والفضيلة فتراهم في مواقف لا يحسدون عليها .. لا احد يناصرهم وليس هناك من يسمع خطاباتهم وارائهم ، فالكل استساغوا المهرجان ووجدوا في الرذيلة ظالتهم في نهش ما يستطيعون به من مكاسب في عصر الفرهود الذي يسمونه كذبا عصر الديمقراطية .

اسماء وقصص عن بطولات وهمية هي المشهد الذي يطغي على الساحة العراقية ، فابطال دون بطولة واشراف دون مواقف ورجال بلا رجولة ، هؤلاء جميعا يتصدرون الواقع الان ، والاخرون اعلنوا انهزامهم ، فبعضهم من هرب خارج البلاد والبعض الاخر اعتكف على كتب مذكراته يعبر من خلالها عن هزيمة الفضيلة وانتصار الرذيلة وهذا دليل على ان النخب تعوزها الوسيلة والتصدي .

لذلك كانت المعركة غير متوافقة بين عناصر تؤمن باتباع كل الوسائل واخرين اكتفوا بالحديث عن القيم والمبادىء بدون ادراك لمتطلبات المعركة لمحاربة الفساد وحاملي الرايات الحمر على طريقة عاهرات الجاهلية .

اننا في مفترق طرق بين النصابين والمتأقلمين ، شرفاء يمتلكون الحقيقة وبعضهم جبناء للمجاهرة والبعض الآخر لا يمتلكون القوة في محاربة المفسدين ، وما دامت المعادلة قائمة فاقرأ السلام على ما نسميه عراقا ديمقراطيا وحكومة تكنوقراط ومجتمعا مدنيا من اصحاب الكفاءات والاختصاصات .

ان العصر اعلن عن نفسه بانه حصرا للبهلوانات الذين يجيدون فن النصب والاحتيال وينتصرون في كل المواقف وعبر كل الازمنة لانهم يمتلكون ابرع فنون خداع الاخرين ولكن خصومهم عاجزون عن ملاقاتهم ، وهكذا ينبئنا التاريخ بان شجاعة ونبل وعظمة (علي) لم تصمد امام الاعيب معاوية وحيلة عمر بن العاص ، وصدق من قال إن التاريخ يعيد نفسه ولعلنا نطلب المستحيل من انقاذ الموقف فكيف يمكن لنا ان نجد رجلا صالحا يحمل هم الناس في وقت نرى فيه النفاق متجذرا في صدور رجال يحمل كل منهم ضمير (علي) ويطبق في ذات الوقت اساليب ابن ابي سفيان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا نبقى رهناء الماضي وامامنا العالم المست
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 8 / 14 - 13:25 )
مع عظيم احترامي للكاتب الكريم اساءل لماذا نبقى ننظر للخلف الشحيق مع تقديري لعلي ولعنتي على ابي سفيان
اخي استاذ فراس نحن لسنا بحاجه الى منقذ مهدوي ولا الى قائد ذروره
فالعالم منذ 500 سنة يتحرك ونحن جامدون والعالم منذ القرن الثامن عشر
سار الى الامام بل وخلق عالما جديدا تفوق بالعمل والعلم والمعرفه وانتج المكاسب الاسطوريه دون الاستعانه بعيسى او موسى او علي
ان العالم المتقدم تجربة حيع ديناميكيه نظيفة لطيفه منفتحه على الانسان الاخر وعلى العقل الذي هو احسن مدير لحياة الانسانيه المنطلقه الى التاءخي والسعادم بعيدا عن القومية والتدين التي ماجلبت يوما خيرا لاحد وصارت في احسن احوالها ذكريات في المتاحف فلنعملن كما عمل الاخرون ونجحوا ولنصرن باننا بشر مثل الاخرين وباننا ننتمي اولا واخيرا الى بني ادم بالمعنى العلمي لذالك اي الى البشريه فلسنا خير امة ولاالاخرين اسوء منا
اني ابارك لك في كتاباتك الدعوه للتنوير والتقدم الى امام والاندماج بركب الانسانيه التقدميه ولا والف لا للتخلف ومجتمعات اشباه القرود سواء
كانت باسم العنصر اوباسم دين ولتعمل خلايا ادمغتنا المخصصة للخير
وليس للاتكال


2 - اقلام حره
شمران الحيران ( 2010 / 8 / 14 - 22:04 )
الاخ الفاضل الحمداني احييك اولا بعد ان اطلق سراح تعليقاتي بما نالت من عقوبة توقف الخدمه من قبل هيئة الحوارلاسباب فنيه.......الشاعر يقول...ملء السنابل تنحني بتوضعا ...والفارغات رؤسهن شوامخٌ....والمفكر الكبير يقول الثوره يفكر لها العباقره ويفجرهها الثوريون ويورثها الجبناء...هذا حال الحياة ولانملك الا قول الحقيقه تحيه لك ايها المبدع ....لتبقى اقلامكم تقطر الحقيقه والصدق مع تقديري

اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث