الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطارحاتٌ فكريةٌ .. 2 .. في انتظار البديل الأردأ .. !

حميد خنجي

2010 / 8 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مُطارحاتٌ فكريةٌ... 2
في انتظارِ البديلِ الأردأ ..!

يدورُ شبحُ سؤالِ في أذهانِ العوامِ والمثقفين، على السواء.. حولَ البديلِ "الاسلامي" القادم ؟! ... والغريبُ أن جُلّ القُوى المُسَمّية بالطليعية واليسارية والراديكالية وحتى القومية، غير مُستَشعرة بخطورة " الاسلام السياسي" الزاحف للتسلّط .. والقادم لكنس الإستبداد الشرقي العربي المعاصر وتشييد "جنة الله" الموعودة على الأرض العربية وغير العربية وإحقاق الحق للمواطن المسلم، بدحر الكفار الصليبيين من ديار الاسلام وطرد الصهاينة من أرض فلسطين المقدسة ( كوقف اسلامي)!.. بل أضحت القوى السياسية، الراديكالية منها والقومية، مركونة لتطلعات قوى الاسلام السياسي مادامت هذه الأخيرة رافعة شعار "مقاومة" الخطط الامبريالية والصهيونية!.. وباتت تلك القوى الغافلة، غير مبالية بالهول الأعظم إن سيطر الاسلاميون على الحكم في المنطقة، نكايةً بالأنظمة الرجعية المحلية من جهة وخطط الصهيو-امبريالية الخارجية من جهة اخرى!...والسؤال الآن: ما هو الأفضل ؟!.. وجوابنا أدناه :

بلا شكّ ..أن البديلَ الاسلامي للحكمِ في أي بلدٍ عربي- محكومٌ بالنظام الاستبدادي الحالي- يكون بديلاً اسوأ من الظلمِ والعسفِ الحاليَّين و إختياراً أردأً ! وذلك كون المنظومة العربية الحاكمة أهون الشرّين ، مقارنة بالاسلام السياسي -" الاسلاميزم"- الذي هو اسوأ الشرّين ! هذا بالرغم من أنهما وجهان لعملةٍ واحدة،، كلٌ ( حاضنٍ) يعيد إنتاجَ نفسهِ والآخرِ ( حامٍ ) في نفس الوقت، في لعبةٍ شيطانيةٍ –سرطانية- مستمرة ! ... مادامت القُوى ذات المصلحة في التغير الجذري بالعةٌ للطُّعمِ، بشكلٍ عجيبٍ و أنموذجيّ .. من تهميشٍ وتشظىٍ وتفرقةٍ وفقدانٍ للبصرِ والبصيرة. بل الركون إلى أوهامٍ من أفكارٍ غريبةٍ، منهاجٍ مسطّحٍ وتشبُّثٍ عنيدٍ في البحثِ عن الخلاصِ، بسبيلينِ خاطئينِ.. هما الاستسلام لفكرينِ أو نهجينِ مدمّرين: الغيبيّ الاسلامي "المقاوم" او التشطّح القومي العاطفي "المكابر" ؟؟؟ وكلاهما معانِدٌ لا مقاوِم، مناطِحٌ لامناضِل !..

تستدعي الضرورةُ الماسّة والحياتية للعرب سلك تفكيرٍ أونهجٍ آخر، بإمكانه قراءة الوضعِ والواقعِ العربي المُركّبِ والملتبسِ بشكلٍ أفضل. واستنتاج حلولِ ممكنةِ التحقيق ( ليست حلولاً مستحيلة )، انطلاقاً من ميزان القوى الموضوعي والظرف الذاتي المتوفر- على الارض وليس في السماء اوالمُخيّلة الرّغَباتيّة - بجانب المعرفة العلمية العميقة للظروف الخاصة والاستثنائية للمنطقة العربية. وضرورة الاستفادة من محصّلة القوي المحلية والاقليمية وحتى الدولية المؤثّرة ( ما يسمى بالضغط الغربي من أجل دَمَقْرطة المؤسسات العتيقة المعيقة للعولمة الرأسمالية) في التغير والتقدم المنشودين، بُغية تأسيس حكمٍ مؤسساتي دستوري ديمقراطي قانوني، في كلِّ بلدٍ عربي، وأولوية حقوق المواطن الاساسية، على رأسها حرية الرأي والتعبير– بما فيها حرية الفكر والعقيدة والتدّين وعدمه - وتسييد المواطنة الفعلية وحكم القانون المدني.. بحيث تُعتبر المرامي المذكورة كلها مهمة المهمات- في كل الظروف- بل أهم من أي هدف شعاراتي آخر...( المقاومة العبثية والتصدي الأرعن ضد الامبريالية والصهيونية وتبريرات التسلط والديكتاتورية والاستبداد من أجل ما تسمى المصلحة القومية العليا ! ..الخ المعزوفات والعنتريات..!).. كل ذلك يجب أن يأتي تحت شعار عام وواضح: "فصل الدين عن الدولة" أو أكثر دقة : " فصل المؤسسة الدينية عن المؤسسة المدنية للدولة". وهذا تتطلب ضرورة مشاركة كل القوي الاجتماعية والسياسية العصرية والحديثة- لتشييد هذا المشروع الوحيد والممكن- المتكونة من عمال وفلاحين وكسبة وبرجوازين صغار والطبقة الوسطى وحتى البرجوازية الكبيرة الوطنية ذي النزعة التصنيعية والانتاجية (بدون مشاركة هذه الأخيرة لايمكن منهجيا الحديث عن الديمقراطية ودولة المؤسسات!)، وذلك لتهميش وتعطيل أنشطة غول القوى المضادة والمعيقة لتقدم العرب : سواء الرأسمالية الطفيلية، البيروقراطية والكمبرادورية أو بقايا الاقطاع – المادي والثقافي - من ملاّكين وعقاريّين ومُضاربين من أصحاب الربح السريع،،هذا هو الطريق في تجاوز الحال- ليس بدربِ المُحال- ولكن لحالٍ عصريةٍ، إنتقاليةٍ فضلى !.

.. هذه هي سِمَة مهام مرحلتنا الحالية، التي يمكن أن نطلق عليها: سِفر الانتقال من تسلّط السلطة – القبلية والعائلية - إلى "تسلّط" الدولة الوطنية الواحدة .. من حكم أمراء الطوائف المستبدِّة إلى تأسيس الدولة الحاضنة للمواطنة الشاملة.. أي حسب المصطلح السياسي : أولوية تشييد دولة المؤسسات والقانون، التي لا تعبّر إلا عن مرحلة تاريخية تراكمية، موضوعية وضرورية.. وهو مشروع ليبرالي برجوازي وطني في الأساس، حيث يُسحب البساط تدريجياً، بتؤدة ونشاط من تحت أقدام الخصمين : سلطة الاستبداد السياسي العربي المادية، وسلطة الموروث الثقافي المعنوي الإقطاعوي الديني الطائفي المذهبي– ما قبل الحُداثي الرأسمالي- وبذلك سوف تُسلك السّكّة لتفاعلٍ وحراكٍ اجتماعي عارم، تستطيع فيها القوى التقدمية من التنمية بشكل أفضل ومن بسط برنامجها المستقبلي بشكل أضمن!... فمتى تستفيق قوى الحداثة والتقدم والتغيير العربية من سِنَتِها وتستبدل أوهامها بسِفرٍ جديد ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في علم الإقتصاد السياسي
فؤاد النمري ( 2010 / 8 / 14 - 06:37 )
الرفيق حميد يخطط لأن يخترق النظام العالمي وحيداً وبقواه الذاتية. من أهم مكتشفات ماركس هو أن العالم قد غدا وحدة اقتصادية سياسية واحدة منذ أن انتقل إلى نظام الإنتاج الرأسمالي. الرفيق حميد يخطط لأن ينعزل في جمهورية خاصة به لها نظامها المختلف واقتصادها القائم على التنمية المستقلة وفي هذا مثالية صارخة. الوحدة الإقتصادية السياسية للعالم هي التي فرضت نداء ماركس الشهير - يا عمال العالم اتحدوا - للقيام بثورة عالمية وهي التي فرضت الحلقة الضعيفة على لينين وفكرة الثورة الدائمة
وخرق آخر شائع بين كتاب السياسة ويتمثل فيما يسمى بالعولمة الرأسمالية. النظام الرأسمالي كما في علم الإقتصاد لا يتعولم ولا يقبل العولمة إذ خلق ببنية خلوية لها مركز وأطراف والخلية تموت عندما تذوب النواة في المحيط (البروتوبلازم) ولذلك فظاهرة العولمة المنتشرة اليوم إنما هي سكرات الموت للنظام الرأسمالي الذي انتهى فعلياً مع إعلان رامبويية في نوفمبر 1975


2 - في الصميم
سهام حاوي ( 2010 / 8 / 14 - 14:41 )
ما يطرحة الاستاذ الكاتب هنا من آراء هي في الصميم .. إنها واقع نعيشه ونتلمسه ، ولكن قد لاندركه. ولا نقتنع بالآراء غير النمطية بسهولة.. لأسباب عديدة منها الادجة الشديدة والتعصب لحصيلتنا المعرفية واستسلامنا لمشاعرنا وذواتنا النرجسية وانتماءاتنا المختلفة ، القومية والاثنية والدينية الطائفية ، التي هي أضيق بما لايقاس للمشاعر الانسانية الرحبة ، المنطلقة من مصالح عموم الكادحين على مستوى العالم . إنها آراء وأطروحات تستدعي تأمل زمني .. أشد على يديك أيها الكاتب


3 - تكتيك لعزل قوى التشدد
صادق التميمي ( 2010 / 8 / 14 - 14:51 )
ايهما اولى عزل قوى التشدد ومنعها من الصعود للحكم عبر دعوى الحكومات العربية الى الاصلاح والانفتاح على التجربة الغربية والاستفادة من منجزاتها السياسية والاجتماعية وعلى وجه التحديد فيمايتعلق بالتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة ونشر الحقوق الحوق المدنية في مواجهة سلطة الدين والمذهب والقبلية او عقد تحالف واسع النطاق مع القوى الدينية والقومية تحت ذريعة مواجهة الامبريالية اعتقد ان تجربة الثورة الايرانية قد اجابت على هذا السوال كما انها تقدم لنا درسا تاريخيا في معرفة مسار التحالفات مع امثال هذه القوى والتكهن بنتائجها لذا اجد نفسي متفقا مع الكاتب انه اذ لم يكن هناك امكان واقعي للقيام بتغيير ريدكالي واستلام السلطة باسم ثورية الماركسية اللينينية فعلى الاقل الضغط باتجاه تحديث واصلاح النظام السياسي العربي لكن السوال الى اي مدى يلتزم هذا الخط الحيادية وعدم السقوط في مدارات السلطة الرسمية كما هل هناك امكان واقعي ان تقوم النظم العربية بعملية اصلاح بالضد من تطلعات القوى الدينية والقومية اشك في هذا لذا فان منطقتنا محكوم عليها بالتيه في حلقة مفرغة من الماءسي والبدائل المريرة ربما فاتنا قطار الاصلاح


4 - موضوع الساعة 1
د. حسن نظام ( 2010 / 8 / 14 - 23:43 )
اعتقد ان الجزء الثاني من سلسلة - مطارحات فكرية- للكاتب الاستاذ -خنجي- يعتبر موضوع الساعة، وهو بالمناسبة يشكل جوابا تفصيليا ممنهجا على استفتاء موقع الحوار المتمدن في هذه الأيام.. لكن كنت أعتقد انه قد يقارع جانبا آخر ضمن تساؤلاته السابقة التي جاءت في الجزء الأول من مطارحاته! على كل لقد شخص الكاتب اشكالية المفاضلة بين أهون وأردأ الشرين - حسب رؤيته- وكونهما وجهي العملة الواحدة، بايجاز وبدقة شديدة.. وارى انه قد وفق الى حد بعيد في تشخيصه وتحليله لخطورة ظاهرة الاسلام السياسي وغفلة أغلبية القوى اليسارية عن تلك الخطورة، بالرغم أنه لم يفيدنا ان كانت الانظمة غاقلة أم واعية لتلك الخطورة، التي قد تحرق الأخضر واليابس اذا ما قفزت القوى الاسلامية إلى بقية الأنظمة العربية ، حيث أنهم موجودين الآن على رأس النظام السوداني والايراني والتركي- ولو انهما دولتان غير عربيتان- وايضا في بعض جيوب الحكم العربية المهمة في كل من العراق ولبنان وفلسطين( غزة) والصومال ولهم حضور شعبي كبير في بقية الدول العربية، اخطرها في اليمن والجزائر والمغرب ومصر والاردن وبعض الدول الخليجية


5 - تعبئة كل قوى اليسار في الدول العربية
Salma Mousa ( 2010 / 8 / 15 - 15:56 )
ان مسؤلية كبيرة تقع على عاتق جميع قوى اليسار ولكن هل فهمنا حقا ماهو اليسار، وكيفية تكون القوى اليسارية في المجتمع العربي وهيكلها وعلى اي اساس بني؟ ففي هذا الوضع يجب دراسة جديدة لمفهوم اليسار وتعبئة كل قوى اليسار في الدول العربية وتضامنها من اجل فصل الدين عن الدولة في مجتمعاتنا والتي تحتاج لنفس طويل ايها الاستاذ الفاضل


6 - مقال جرئ وفي الصميم 1
د.علي روندي - طهران - ايران ( 2010 / 8 / 15 - 18:22 )
نتابع هذه السلسلة من المقالات او المطارحات - حسب الكاتب الكريم - باهتمام شديد كون الاستاذ ( خنجي) مهموم بحال العرب خاصة والمسلمين عامة وتخلفهم من جراءالامرين، في هذه المنطقة الاستراتيجية والحيوية والغنية، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الانتاجية السائدة او حتى بتخلف القوى المنتجة، كونه جوهر المسألة الذي يسبب - فيما يسبب- في اعادة انتاج ثقافات القرون وسطية أهمها الموروثات الاقطاعية وما قبل الرأسمالية وخاصة الايدولوجية الاسلامية المتطرفة، كرد فعل طبيعي للحماية الذاتية -من ناحية- والدفاع عن المصالح الطبقية -المادية والمعنوية- للملاكين والرأسمايين الطفيليين الدينيين الجدد وحتى لقطاع واسع من البرجوازية الريفية والمدينية الوسطي والصغرى ومنها بالذات فئة رجال الدين، الواسعة نسبيا في الشرق- هذا من ناحية أخرى.. نحن نشارك الاخ الكاتب في تخوفه الحدسي لخطورة قفز- الثيوقراطية الاسلامية- للحكم في البلدان العربية او اكمال سيطرتهم في تلك البلدان! الأمر مركب ومعقد وغير واضح حتى الآن مدي تخوف الانظمة الحاكمة وايضا القوى الغربية المؤثرة أساسا


7 - الشكر والتقدير للاخوة المعقبين
حميد خنجي ( 2010 / 8 / 16 - 00:47 )
الشكر الجزيل والتقدير العميق لكل المشاركين، قراء ومعلقين ... فالمداخلات كلها غنية، نوعية و موجزة.. وقد أضافت- شخصيا- لي الكثير.. وأكيد أنها أغنت النقاش الدائر ، عبر نافذة: -الحوار المتمدن-، حول هموم وشجون مجتمعاتنا.. ومحاولتنا الدؤوبة لاستشعار سُبُل تقدمنا اللآحق


8 - لن يمروا
مزدك خرّمي - اصفهان ( 2010 / 8 / 16 - 15:06 )
يقال :ان المؤمن لايلدغ من جحر مرتين! وأنا أضيف أن التقدمي - فما بالك بالثوري-لا يجب ان يلدغ من الطعم الرجعي ( الاسلام السياسي - العقيدة الثيوقراطية ) مرة أخرى,,, فيجب أن تشكل التجربة الايرانية درسا لن ينساه كل من يريد التقدم والتطور والتنوير لبلده ولشعبه... لذلك أتفق مع ما ذهب اليه الكاتب المحترم...وأزيد من أن أهم المسائل والتكتيكات الصعبة هو كيفية فهم المنهاج المدمر للفكر الثيوقراطي وبالتالي التعامل الامثل معه!؟ صحيح انها لا توجد معادلة سحرية للمسألة هذه، ولكنها أضحت واضحة وضوح الشمس في عزّ النهار.. فلم تعد المسألة نظرية خالصة بل تجارب مُرّة على الارض العربية والاسلامية...إنها في الواقع فاشية=دينية! لذك يجب على القوي الحية جميعها ان ترفع شعار- لن يمروا! الذي رفعه الاسبان ( الكاتالونيون خاصة) ابان الحرب الأهلية الاسبانية.. لا أن يركنوا لهذه القوي السوداء، كما يخطئ اليوم بعض الشيوعيين العرب


9 - مكر التاريخ ...1
حيدر اسماعيل علي ( 2010 / 8 / 16 - 18:56 )
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالضبط ، المصير القادم في الأفق المنظور لدنيا العرب، التي تبدو كالحة، مغبّرة ، شديدة التعقيد. والمفارقة ان البديل اليميني المتزمت - الثيوقرطية الدينية المذهبية - هو الأقوى جماهيرياً.. ولو أن المنطقة قد تكون حبلى بمفاجآت ليست في الحسبان الآن، بحيث تعيد الى الاذهان دفقات مكر التاريخ الأبدي، عندما تستعصي الأمور كثيرا !.. وكما قال الأولون: اشتدي.. اشتدي تنفرجي ! ومن هنا فإني لا أتفق كثيرا مع نغمة التشاؤم التي تحوم حول المقال هذا، بالرغم من أني أتفق بشكلٍ عام مع ما ذهب اليه الكاتب الكريم.. وأيضا أنوه بالأسلوب السلس، الموجز والمركز

اخر الافلام

.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد




.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل