الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المومياء عدنان ال(ﭘﺎرﮀﻪ ﭽﻲ) * وشاهدته المجروحة ..!

كريم الشريفي

2010 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



لابّد من التوضيح قبل كل شيئ عن اسم الباجة جي..بالحقيقة هو يقول: اسم عائلتي- البارجة جي- وليس الباجة جي ..صحيح انها تسمية فارسية حصراً وليس حسب مايدعي انها تسمية عثمانية .. و (ﭘﺎرﮀﻪ) تعني قطعة من القماش ، وكذلك قطعة من الأرض وعندما تضاف - ﭽﻲ- آخر الأسم تقلبه الى صفة أما لام التعريف فأنها إضافة عربية لاحقة مع تبديل ال ﭺ الى ج لتصبح صفة على وزن قهوجي،مكوجي،سختجي،بلطجي الخ.. قاموس الشاهنامه للفردوسي ..
لجأ السيد عدنان الباجه جي في شهادته المنقوصة أمام المسخ الطائفي (بطل الفلوجة) المدعو أحمد منصور عراب الطائفية والأصولية في قناة الجزيرة الذي كان يجتّر إجتراراً خبيثاً ومتبلداً بطرح الأسئلة على ضيوفه خصوصاً إذا كانوا من العراق ، عارف عبد الرزاق، وحامد علوان الجبوري مثالاً . فهو يتحين الفرص الملتوية مستغلاً غفلة ضيفه ليعيد استفساراته بشكل ساذج وأحياناً معيب فيه وضوح لتهلهل فكري مصحوب بتحامل وانفعال لايخلو من اللجاجة والمكابرة.. وهذا السلوك ليس فيه استعراض لمهارات صحفي مهني بقدر ما هو يظهر عجزاً ويغرس شكاً ، ويزرع بغضاء.. لذلك عندما يتعرض الى زَجّر أو نَهّر من ضيف شديد البأس أو مداخلة لاتعجبه يتخذ اشكالاً من ردود الفعل العنيفة ويبدأ يغمز ويصرخ بغضب شديد مدعياً انه الموسوعي العارف بمحاجر الكهوف،وجبال تورا بورا لانه يدير البرنامج وهو الذي يسأل ولا أحد من حقه التدخل بعمله! عودة للسيد الباجة جي للأسف الشديد وقع الرجل في مطبات واسقاطات كثيرة ومتناقضة لا نعرف هل كان السيد عدنان يقصدها، أو غرضه التمويه على دوافع في اعماق ضميره ونفسه؟ أولاً.. وقع في تناقض واضح عندما يدافع عن عقوبة الأعدام برأس الطاغية يوم العيد كونه قرار غير مدروس ومنافي لحقوق الأنسان بالرغم انه كان قرار قصاص بحق طاغية مجرم .. وهو يعرف يقيناً ان صدام كان يعدم في كل الفصول والأيام ولايراعي حرمة دين أو عقيدة أو فكر.. وكان وزير خارجية النظام البعثي آنذاك. ثانياً.. قلل كثيراً من الأرقام التي اعدمها البعث عام 1963 من الوطنيين والشيوعين في العراق وخصوصاً في بغداد بينما كان هو ممثلاً للعراق في الأمم المتحدة آنذاك ولم يحرك ساكناً بل يدافع عن ممارسات النظام الذي ارتكب جرائم بحق 9000 من الشيوعين وأصدقائهم، وهذا مثبت في (كتاب مذكرات عبد الغني الراوي) عراب القومية والبعثية آنذاك الذي أمر بحفر 11 ألف قبر للشيوعين المعتقلين لأعدامهم بشكل جماعي في نقرة السلمان مدعوم بفتوى السيد محسن الحكيم ومحمد مهدي الخالصي. وليس في كتاب حنا بطاطو كما يزعم مقدم البرنامج (الأخوانجي) وبنوع من التشفي ..بل أكثر من ذلك في كتاب (أوكار الهزيمة) لهاني الفكيكي رقماً أكثر بكثير مما ذكره بطاطو. ألم يعرف بذلك السيد الباجة جي؟ ثالثاً.. لا اعرف لماذا ينفعل الرجل عندما يُسأل بانه صنيعة أمريكية وتبوأ رئيس مجلس الحكم كأول شخص؟ أقول لليسد الباجة جي لم تكن لا معارضاً لنظام ولا مناضلا ضده، وحسب زعمك ان الأمريكان اتصلو بك كواجهة اجتماعية ... وانا اذكرك هنا هذا ماقام به الأنكليز من قبل مع السيد حسين الباجة جي واعطوه منصباُ وزارياً هو وهاشم القزويني وراتب قدره 3000 روبية لكي ينّوع مستر كوكوس اشخاص الحكومة ليرضى الناس عنها وتكون شرعيتها أكبر، بالمناسبة كانوا آنذاك 12 وجيهاً اضافة الى طاقم الحكومة لان (مستر كوكوس) أرادها حكومة موسعة لتشمل أكبر عدد ممكن من أطياف العراقيين مثلما فعل حاكم العراق (بول بريمر) مع مجلس الحكم كما ذكر الباجة جي نفسه .. كتاب عبد الرزاق الحسني ( تاريخ الوزارات العراقية ج6). رابعاً .. ما العيب ان تشترك في حكومة نصّبها الأمريكان ويعطوك المنصب الأول فيها .. بينما كنت في صلب المؤسسة الحكومية التي نصبتها بريطانيا العظمى قبل 55 سنة وكنت صديقاً مقرباً الى نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك وموظف عنده وبالتالي كلكم تنفذون سياسية الأنكليز ما الفرق؟ خامساً.. تدعي الوطنية هويةً والقومية لباساً والليبرالية فكراً كونك حسب زعمك ان تكوينك السياسي نضج بالغرب .. وبكل شهادة بحديثك أنا السني الوحيد في مجلس الحكم، واعترضت على الشيعة ووقفت ضد الأمريكان في أغلب القرارات التي همشت السنة وأنت اشتركت بكتابة وتعديل الدستور؟ أين اللبرالية التي تدعي فيها ياسيد عدنان؟ لايسعني أن أرد على كل شهادتك لانها مجروحة. نحن لسنا متحاملين على الرجل ولاحسودين له ،ولا منافسين لعائلته .. لكن بأستطاعتنا من خلال معرفتنا المتواضعة بعلم النفس تقييم هذه الشهادة المفككة عبر سياق أحداثها التأريخية نجد السيد عدنان عبرّ عن شخصية مضطربة برهنت على غلطة قدرية لاتتكرر..رغم بؤس المشهد السياسي الحاضر الذي يعج بالنكرات التي تسلقت بالتزلف لتكون أشياء مُعّرفة رغم عدميتها في العراق. من الوقائع التي سردها السيد عدنان والأشارات التي استدل بها ، والمحطات التي مرّ بها والأعمال التي أنجزها لم يقدم دليلاً واحدا على أي حصافة مبدأ، أو شجاعة رأي ،أو رصانة موقف مشرف يضيفه الى تأريخة من النشأة الى الآن لأنه موظف مسلكي مطيع وليس رجل مبدئي وأمثاله كُثر بالعراق وسيبقون الى ماشاء الله.. ثانيةً لا نريد الأنتقاص من الرجل ولا أن نحاكمة..لأن نشأته فيها الكثير من التواري بين مدرستين تربويتين مختلفتين في الأهداف والأفكار المدرسة العثمانية الضاغطة يوم كان عزّ العثمانين وارف على عائلته وعلى أبيه عندما كان يدرس ويتعلم بمدارس الخيالة العثمانية، حيث كان من بطانات الباشوات ويدهم الضاربة ليستوفي الأتاوات من تعب وشقاء الفقراء الفلاحين العراقيين ومستضعفيهم، مما أكرموه على ذلك التعب وأغدقوا العثمانيين عليه بالأراضي وسجلوها بأسمائهم ملكاً صرفاً .كانت اللغة العثمانية هي السائدة في بيوتات معروفة غير قليلة من أمثال العمري ،والسعدون والمدفعي، والباجةجي ، والجلبي وهنا يذكر السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه (تاريخ الوزارات العراقية) أن أول رئيس حكومة عراقية عبد الرحمن النقيب افندي يستعمل اللغة العثمانية في المخاطبات الرسمية ،لانه لايجيد العربية. ثم بعد انهيار الدولة العثمانية انقلبوا الى محاريبين أشداء على عشائر العراق التي كانت موالية للشريف ابن الحسين الذي جاءوا به الأنكليز من الحجاز بعد اندحار (الجيش الأنكشاري) ذات الروح العثمانية فتحول الى جيش عراقي وطني بقدرة قادر فأسسوا الدولة العراقية الحديثة وحصلوا على جميع الأمتيازات التي منحوها لهم العثمانين قبل انهيارهم كأمبراطورية بل زادوا عليها الأنكليز من الروبيات أكثر . طفل ينشأ في عائلة لا يهمها الولاء لان ولائها لمن يدفع أكثر بكل تأكيد أي عضو بهذه العائلة يصبح أبعد مايكون عن المرؤة والنخوة والشرف وحب الفقير والعدل ..ذكر عبد الرزاق الحسني في كتابه تاريخ الوزارات العراقية ج1 إن الباجةجي الأب يخاطب الملك بالشكل التالي (( صاحب السموّ المعظم ..نظراً لعدم وجود التآزر بين بعض الوزراء ، الأمر الذي يؤدي الى صعوبة القيام بأعباء المسؤولية ،لذلك اقدم استقالتي مسترحماً التفضل بقبولها وسأبقى ذلك العبد المخلص لسيده. . العبد المخلص الباجه جي))!هذه لغة مخاطبتهم للملك الذي فقط عرشه ومملكته وهم بقوا وابنائهم في كل حقبة وحكم!! بالحقيقة أمضيت أكثر الوقت وأنا مأخوذ بدهشة وحيرة ومباغتة لم أمّر بها ولا واجهت مثلها أبدأ من قبل .. لا لشيئ إلا وأنا أندب حظي العاثر بأن المومياء عدنان الباجة جي كان يمثل بلدي العراق عقوداً من السنين بالأمم المتحدة ووزيراً للخارجية وهو بهذه الرطانة والركاكة التي سجلها أمام الملأ..انها مسيرة مسلكية في خط خدمة واحد ومستقيم رغم المنعرجات والأنعطافات والأحداث التي تتطلب مواقف متغيرة ومختلفة وبناءة للدفاع عن الفقراء من العراقيين لكن موظفنا السيد عدنان لاينفعل ولا يتفاعل المهم الأمتيازات والصداقات والحفلات .. معروف في كل مذكرات الدوبلماسيين الذين نشروا مذكراتهم كان يهزهم الحدث الوطني ويحثهم بالدفاع عما يمثلونه .. بينما السيد كان يبني العلاقات العامة ليوم كريهةً وسداد ثغرا! وفعلاً مثل الأمارات العربية المتحدة في الأمم المتحدة لأكثر من 15 سنة وكان يعمل مستشاراً للشيخ زايد وبراتب وزير وهذه ثمرة العلاقات وطبيعة اقامتها ..
كريم الشريفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وزارة الخارجية
مازن فيصل البلداوي ( 2010 / 8 / 14 - 08:50 )
اسمح لي ان اقف لك تعبيرا عن شكري لما دوّنته،ليس ضد او مناهضة شخصية للسيد عدنان وانما لما دونّته من وقائع،يعرفها الكثيرون ويغضّوا الطرف عنها
واسمح لي بأن أضيف الى قائمتك بأن واحدا ممن مثلوا وزارة الخارجية كان يبيع(الفشافيش) عند مدخل الوزارة وبشهود موثقة سيدي الفاضل، ومن هنا تعلم مقدار الألم الذي يصيب العراقي على هذا التمثيل
ارجو ان يعي الشعب الذي لاأدري متى يصحو ماقلته وماستقوله في هذا السياق

احترامي

اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24