الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملف تالف..والحكومة تالفة..والعمر تالف!!

سميرة الوردي

2010 / 8 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ألمٌ كلما حاولت فتح موضوع كتبته على كومبيوتري تحت عنوان ( طريق ) ، حالمة أن أجعل منه ملفا للكثير من الأفكار التي تراودني وتحاصرني ولا أجد الوقت الكافي لأدونها على الورق ، فيظهر على الشاشة ( الملف تالف لا يمكن فتحه)..
نظرات ساخرة يطالعني بها أحبتي كلما مسكت الدفتر والقلم أدون أفكاري ، إذ أن عالم الكومبيوتر السحري كفيل بحفظ كل مانفكر ونحلم به ، بالإضافة إلى إتلاف أوراقي من قبل أحفادي الصغار اللذين لا يجدا متعة أروع من شخبطتهم على دفاتري .
وكلما تناقشنا بأهمية الكتابة على الورق وأفضليته ، وأفضلية الرُقُمْ الطينية ، التي أوصلت لنا تلك المحيطات من المعارف والتي يعجز العقل البشري عن اللحاق بها وحل رموزها..
وما أن تبدأ المناقشة حول دور الألكترونيات في نشر المعرفة ، وأهميتها في عصرنا المتسارع في كل شيء ، وعدم تعارضه مع وجود المكتبات والورقيات في حفظ المعارف ، حتى ينبرون بكل ما أوتوا من قوة بالدفاع عن الزمن الرقمي الذي ستندثر فيه كل وسائل الكتابة ويبقى للحاسوب دوره الفاعل في احتواء النتاج الفكري البشري وسيكون هو المكتبة الحقيقية للبشر ، وإذا ما توصلت وإياهم إلى نتيجة مفادها أن من المحتمل حدوث تخريب أو حرب تودي بشبكات الاتصال مما تتلف معلومات كثيرة وغاية في الأهمية فتحرم البشرية منها ، فيجيبون وهذا الشيء قد يحصل على المكتبات ، وليس أدل من ذلك مافعله المغول في مكتبات بغداد حتى اصطبغ لون النهر بالمداد ، وما فعلته أيادي المجرمين الإرهابيين بشارع المتنبي ، حين أحالوه إلى كومة ركام ورماد..
فأجيبهم إن تنوع المكتبات وتواجدها في أماكن منتشرة وبنسخ كثيرة قد يضمن شيئا من سلامتها ، وهكذا تتواصل بيننا النقاشات دون الوصول إلى قناعة موحدة تريحهم وتريحني ، تماما مثل ما فعلته الكتل الإنتخابية ، في رسمها للدورة الإنتخابية وحصرها بيد الكتل الكبرى وتحجيم الكتل الأخرى ، ومع هذا وثق بها ملايين العراقيين وانتخبوها على أنها ستكون الأكثر حرصا ووطنية على مصالح الوطن والشعب ولكن..
ها قد مضت الأيام والأسابيع والشهور ولا أمل يُرتجى.
جرت انتخابات في بقاع كثيرة من العالم ، وتشكلت حكومات ، وولد أناس ، ومات آخرون ونحن مازلنا ننتظر..
آلامٌ تنتاب نفوسنا مما يعانيه الناس في تلك البقعة التي حباها الله بكل أنواع الخيرات ولكنها حرمت من أسباب الاستقرار بسبب كثرة الطامعين وضعف وطنية المهيمنين ، وكثرة مُفتيي السوء في ديار الأهل والجيران ، وكأن الله خلقهم مصدر فتنة للعالمين يحللون ويحرمون ويأولون ويفسرون وهم قاصرو عقل وعلم ودين..
ها هي شهور الصيف حلت ، و ترتحل واستوت أرطابها ، ولكن لم تستوِ الحكومة والبرلمان على مقاعدها بعد، والصراع مازال في أوج شدته والناس تتربص بهم الفاقة والموت من نقص الخدمات وتفاقم الإرهاب ، هذه البلوى التي لانجد مثيلا لها حتى في شرائع الغاب ، فإلى متى ننتظر وما هو المؤمل لو فازت أي كتلة من الكتل برئاسة الحكومة ، هل ستبسط عصاها السحرية وتنهض بالبلاد الى مصاف الدول التي سبقتها في مضمار الخدمات والصحة والتعليم أم سنشهد الاعترافات بالخيبات والعراقيل التي شابت مدة حكمهم ومنعتهم من تحقيق برامجهم المأمولة في توفير الكهرباء والماء وتأمين الخدمات الصحية ، وتخليص المدن من أكداس القمامة ، وبناء المدارس وتشييد دور لائقة للمواطنين ، وسد حاجة الشباب الموروثة للوظائف والأعمال ، واحترام حقوق الإنسان ـ فعلا ـ وضمان حقوق المرأة والطفل ، و تطول لوائح الحاجات التي تتفاقم عندنا ، وتحققت في معظم دول العالم غنيها وفقيرها ، بينما فُقدت هذه الخدمات في بلدنا الجريح بسبب فقدان الأمن و تفشي الفساد الإداري والمالي ..الذي يشكو منه المسؤولون انفسهم .
أين حقوق الإنسان الاساسية ، أين دور منظمات المجتمع المدني ، أين مكانة (المرأة) التي يُهدر دمها لأبسط حق تمارسه في الحياة ، أين ضمانات الطفولة الآمنة، أين حرية (الصحافة) التي يُقتل أبناؤها علنا دون رقيب أو وجل..
وفي كل يوم تزداد لائحة الشكاوي ( والبلاوي) وتزداد أعداد الضحايا وتتفاقم البلوى ولا أمل يرتجى من ذلك البصيص الذي أُشيع انه لاح في نهاية النفق.عندما سقطت الدكتاتورية بدبابات الغزاة! .
لأن الملف تالف..والحكومة تالفة..والحياة تالفة!!!
فحياتنا تالفة..تالفة..تالفة..( ياولدي)!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكرة نتالقة
محمد الرديني ( 2010 / 8 / 15 - 11:04 )
الزميلة سميرة الوردي
اسمحي لي ان اقول اني اقرا لك للمرة الاولى وبما اني مدمن على قراءة العناوين الرائعة فقد تيممت وقرات مقالك
اختيار العنوان كما قلت رائع جدا وهو الجاذب للقارىء الجاد للقراءة
المقدمة كانت تماما مع العنوان وكنت اتمنى ان يظل مسلسل التلف موجودا مارا بخلايا الكمبيوتر ثم ملفاته ثم رفضه للتخزين خصوصا حين يراد منه وضع السيرة الذاتية لكل وزير في الحكومة الحالية
فجأة ينطفأ الجهاز وتغيم الشاشة لات احدهم اراد ان يحفظ ملفات ووثائق الفساد الاداري
عفوا
لااريد ان اقحم عليك الفكرة ولكن كانت تلك توقعاتي من خلال وحي عنوان
لا اريد ان اكمل حتى لا اتهم باني ناقد ادبي فهي شتيمة لا احب ان اسمعها
تحياتي

اخر الافلام

.. هل تعيش باميلا كيك حالة حب؟ ??????


.. نتنياهو يعلق على تصريحات بايدن بشأن وقف إرسال أسلحة لإسرائيل




.. مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يوافق على سحب قوات روسية من مناطق مختلفة في أرمينيا




.. باريس: سباق البحث عن شقة للإيجار • فرانس 24 / FRANCE 24