الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحم الله تموز قتلنا آب بحره !

حسين محيي الدين

2010 / 8 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يعد من الوارد أن نقارن بين العراق وبين بلدان أخرى تحررت حديثا من دكتاتوريات عاتية أمعنت في إيذائه وإذلاله وتدمير بناه التحتية . كما لم يعد لنا أن نقارن الوضع فيه مع دول تبنت الديمقراطية نظام حديث لها . كما هو الحال عليه في دول الاتحاد السوفيتي السابق . بل لم يعد لنا الحق في أن نقارن الوضع بينه وبين دول الجوار ممن تعاني من دكتاتوريات متخلفة . معروف عنها عدم احترامها لحقوق الإنسان وبقوانينها الموغلة في التخلف وباضطهاد شعوبها وحرمانها من المشاركة في قراراتها المصيرية وسيطرة حكامها على كامل ثرواتها ونظرتهم المتعالية التي تنظر إلى شعوبها على أنهم خدم وعبيد ورعايا لهم .


وإذا جاز لنا أن نقارن فلا يحق لنا إلا أن نقارن بين حالنا اليوم وحالنا بالأمس ! والأمس لا يحمل في طي ذكرياته إلا حوادث تشيب لها رؤوس الأطفال وتنحني أمامها هامات الرجال لعظمة هولها ومئاسيها . حروب جائرة ومقابر جماعية ومصادرة للحريات وعبث بالمال العام وهجرة وتهجير وغياب الرأي الآخر ودكتاتورية لا تختلف عن أعتا دكتاتوريات العالم كما أنها تحمل معها مزايا الأنظمة الدكتاتورية بمساوئها ومحاسنها ! وربما هنالك من يقول . هل للأنظمة الدكتاتورية من محاسن ؟ أقول نعم . هنالك الكثير من المحاسن للدكتاتورية , وحتى أكون أكثر دقة في تسليط الضوء على بعض محاسن الدكتاتورية لنأخذ مثلا على ذلك نظامي السعودية وليبيا وهي أنظمة تعارف على تسميتها السياسيين بالأنظمة الدكتاتورية . أقول أن الشعب الليبي والسعودي يعيش في بحبوحة من العيش والأمان والحرية وتوفير المتطلبات اليومية والاعتزاز بالنفس وهي من أقل الشعوب تعرضا للقتل والإذلال ولا يشكون أبدا مما نعانيه في حياتنا اليومية . كذلك هو حالنا في ظل البعث المقيت حتى قيام الحرب العراقية الإيرانية وما تلاه من مضاعفات تلك الحرب وحتى سقوط النظام في 2003 . لقد شهد العراقيين نمو اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا قل نظيره في عالمنا الثالث . فكانت البعثات الدراسية والنشاطات السياحية للعراقيين في كافة أقطار العالم وصلابة الوحدة الوطنية والأمن والأمان والإنتاج الفكري على أوجه . والسيئة الكبيرة التي ارتكبها النظام آنذاك هو محاربته لفئات سياسية بعينها أثبتت الأيام والسنين كذب أطروحاتها وزيفها . كانت تلك الأحزاب تتهم البعث بتنفيذ أجندات أجنبية وعمالته للغرب وأمريكا خصوصا . وهي اتهامات ليس بالضرورة أن تؤخذ بعين الاعتبار إذا ما قورنت بحقائق ارتباط القادمين مع الاحتلال به . فهم يتباهون بمدى حرصهم على رضاء الراعي الأمريكي وتمسكهم ببقائه ومرجعيتهم له . أما مدى رضاء الشعب عنهم وحرصهم على تحقيق مصالحه فهذا آخر ما يفكرون به !

واليوم حيث بلغ الظلم مراحل متقدمة فاقت كثيرا ما كنا نتوقعه وأصبحت الحياة عبئا على من يعيشها . ألا يحق لنا أن نترحم على تموز فقد قتلنا آب بحره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دارميات
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 14 - 19:16 )
لا رحم التموز ولا آب الأكشر
نعله على ابيه الصيف وجهي تكشر
أتساون بهالضيم تموزك وآب
وما بيهن اللي يوم فك للشته آب
أنعل أ[يك آب لا أبو تموز
لأكسر وراه حباب وما أكتفي بكوز
خلينه وسط الضيم خلينه بالحر
نستاهل اللي صار واللي تكدر


2 - هاي هم قسمتنه
علي السعيد ( 2010 / 8 / 14 - 21:24 )
يبدوا ان الاخ محمد علي من كثرة أسيته يجلد ذاته ,هي مصيبة...لا الله يرحم ولا عباده المتمترسون على السلطة ترحم , دائما أصف المالكي بصفاة تجمعه مع الله , في الظلم والطغيان والعنجهية وليس غيرها .البصرة يتضاعف الحر فيها لكثرة الرطوبة ( الشرجي) وكانما في جزر المحيط الهادي .وزمع هذا نحسد المدن الاخرى لانها ممكن ان تحس بلطافة الجو وبرودته قليلا حين استعمال مبردة الهواء المائية , اما البصرة فان تلك المبردة تمطر مطرا ناعما وتتضاعف الرطوبة والحر يتضاعف من تحتها ,يعني مللينه الحروب والجندية والبعثية والاحتلالية والحرامية والحواسم والطائفية ولم يبقى كحف على راسنا الا وتهشم , بقي الحر ما يخلص منه احد الامن ملك مالية الحواسم وعقاراتهم في مدن البرد والاصطياف ومن ملك بالحرام خزائن البلاد .تحياتي لكما ..مع التقديروابعدكم الله عن المال الحرام . .


3 - دارمي
حسين محيي الدين ( 2010 / 8 / 15 - 06:16 )
كنت أفتكر تموز ايغير الحال ثاري وهم كذاب مثل الاجه انعال


4 - دارمي
حسين محيي الدين ( 2010 / 8 / 15 - 06:36 )
رحم اعلى ابيك اب او رحمه على تموز خل تحترك بحماك الجره والكوز . حيل أو بعد وياك يالمشتهيه التكرب من النار تحرك اديه


5 - لا تعجب
علي مهدي الشمري ( 2010 / 8 / 15 - 21:37 )
الاخ الكاتب المحترم
هنالك مثل شعبي عراقي يقول(اللي يشوف الموت يرضه بالصخونه),فقادة تموز ولكي يستتب لهم الامر ويسلم المواطنين امرهم الى خالقهم امعنوا في قتل العراقيين وتغييبهم بالسجون والمعتقلات تالسرية والمقابر الجماعية وأستخدام حتى الاسلحة المحرمة دوليا لاخضاعهم لسلطة الطاغية قسرا,قادة العراق الجديد على ما يبدوا يتبعون نفس النهج ولكن باسلوب أخر ,حيث جعلوا من القتل المجاني وبصورة علنية وبكل مدن وشوارع العراق بحجة عدم السيطرة الامنية وعمليات اجرامية تقوم بهاالقاعدة,بالاضافة الى أهمال كل الخدمات الاساسية للمواطنين وانشغالهم في الصراع على المكاسب والنفوذ,فلا كهرباء ولا حصة تموينية ولا ماء ولا امن ولا عمل ولا تعيينات,فقط ميليشيات وفرق أغتيالات وسرقات وفساد ,وهذا هو قدر العراقيون على ما يبدوا ,,لقد جعلوا منهم مشاريع للذبح والتهجير والظلم والحرمان.
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف