الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرصنة من سواحل الصومال الى خور عبدالله

حسين علي الحمداني

2010 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


القرصنة هي عبارة عن سرقة مرتكبة في البحر، أو أحياناً على الشاطئ، من قبل عميل غير مدفوع من أي دولة أو حكومة. وقد أصبحت القرصنة خصوصا منذ عام 2008 وحتى يومنا هذا مصدر خطر داهم خاصة في سواحل الصومال.
التي تخضع خضوعا كاملا للقراصنة حيث تجري ثلث عمليات القرصنة في العالم قرب سواحل الصومال في محاولة لاستعادة العصر الذهبي للقراصنة وهو الفترة الممتدة منذ عام “1650م” إلى عام “1720” وكانت هذه السنوات خاصة تسمى بـ(عصر القراصنة الذهبي).
ومعظم القراصنة يستهدفون السفن ، كما يشنون هجمات على المدن الساحلية، يقول المؤرخون بأن القراصنة كانت بداياتهم بسيطة ، فقد هددوا بعض السفن الرومانية عن طريق التجارة اليونانية، وكانت سرقاتهم عبارة عن الحبوب وزيت الزيتون وغيرها حتى تطور الأمر وأصبح على ما هو معروف من كنوز وطلب فدية بمبالغ كبيرة جدا تصل إلى ملايين الدولارات.
وبعد نجاح هجمات القراصنة المتكررة والمزعجة التي اضطرت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات قوية وصارمة قامت بإرسال القوات والسفن الحربية مدججين بالأسلحة حتى يلقون القبض على رؤوس القراصنة وقد خاضوا معهم معارك كبيرة ورهيبة، وبالفعل تم لهم ما أرادوا، وكان ذلك في بداية القرن “18” تم إلقاء القبض على أشهرهم، (Blackbeard - اللحية السوداء) و(- بارثالميو روبرتس) وتم إعدامهم وسط حشد كبير من الناس، حتى يتم الإتعاض من قبل جميع القراصنة في البحار وبذلك انتهت هذه الحقبة من (عصر القراصنة الذهبي) وبدأوا يتلاشون واحداً تلو الآخر.
في الألفية الثالثة عادت نشاطات القراصنة من جديد كما أشرنا فكانت سواحل الصومال خصبة لهم وبشكل يومي ولمختلف السفن والبواخر وحتى مراكب الصيد الصغيرة لم تسلم منهم، بعض التقارير العالمية تشير بأن تنظيم القاعدة يقف وراء هذه العمليات من أجل تمويل عملياته، لكن هذا لا يمنع من أن يقوم البعض بالعمل لحسابه الخاص، أي بعيدا عن تنظيم القاعدة.
نحن في العراق كنا نتابع عبر الأخبار عمليات القرصنة هذه وربما لا نعير لها أية أهمية ونكتفي بنقل أخبارها في الصفحات الداخلية لصحفنا وفي نهاية نشرات الأخبار التلفزيونية، فيما تتصدر أخبار الأنفجارات ومحاولات تشكيل الحكومة العراقية والمداولات الجارية منذ أشهر صدر الصفحات الأولى، وربما بعض العراقيين حمد الله وشكره على عدم وجود سواحل بحرية للعراق وإلا لاستخدمت من قبل القوى الإرهابية التي تستخدم كل ما يتاح أمامها.
قبل أيام نقلت لنا الأخبار عن تعرض أربع بواخر أجنبية إلى عملية قرصنة بواسطة زورقين إثناء توقفها في منطقة الانتظار في المياه الإقليمية عند مدخل خور عبد الله. وهذا يعني فيما يعنيه إننا يجب أن نخصص جهد أمني جديد لحماية مناطق الانتظار البحرية رغم إن هذه المهمة موكلة حتى هذه اللحظة للقوات الأمريكية.
والمعروف لدى الجميع بأن المياه الإقليمية في خور عبد الله يقع داخلها ميناءا البصرة والعمية النفطيان، أي بإمكان الزورقين الوصول للموانئ العراقية النفطية بيسر وسهولة دون أن يعترضهما أحد طالما أن عملية القرصنة للبواخر الأربع كانت سهلة للمهاجمين الذين تمكنوا من الاستيلاء على الأجهزة الملاحية وأجهزة الحاسوب إضافة إلى أجهزة الهواتف النقالة والنقود التي تعود للبحارة وغادروا إلى منطقة مجهولة.
قد يكون هؤلاء مجرد لصوص أهدافهم السرقة ليس إلا, لكن هل مياهنا الإقليمية غير محمية وماذا سيكون مصير شرياننا النفطي بعد انسحاب القوات الأمريكية من هذه المنطقة, وكيف يمكننا تأمين مناطق حيوية اقتصاديا وتنظيم علاقاتنا التجارية بعيدا عن القرصنة والإرهاب وهل سيتحول قراصنة العالم من سواحل الصومال إلى خور عبد الله؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس جديدا
عباس فاضل العراقي ( 2010 / 8 / 14 - 19:22 )
اخي العزيز , القرصنة في الخليج ليست بالجديدة , فالكويتيون كانوا يمارسونها ضد البواخر التي تأتي الى موانيء العراق وكذلك ضد زوارق الصيد العراقية منذ عام 1991 ثم بدأت الميليشيات والعصابات تمارسها بعد الحرب لانعدام الامن , فما الغريب الان؟ احترامي

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله