الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا علاوي ولا المالكي سيكون رئيسا للوزراء

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


محمد علي محيي الدين
الصراع الدائر بين القوى السياسية الفائزة لتولى السلطة في العراق يمر بخانق ضيق بسبب إصرار القائمة العراقية ودولة القانون على علاوي والمالكي لرئاسة الوزراء في العراق ،والمراقب لما يجري من حوارات يستطيع الخروج بتصور أن لا أحد من هذين سيكون صاحب الحظ في تولي هذا المنصب وحسب المعطيات التالية:
*.إصرار دولة القانون على تولي المالكي لرئاسة الوزراء لدورة ثانية يصطدم بمعارضة التيار الصدري صاحب الثقل الواضح في الائتلاف العراقي ،وإمكاناته المعروفة في الشارع مما يجعل موقفه حاسما وبذلك يصعب على المالكي الوصول الى الوزارة حتى إذا تحالف مع المجلس الأعلى والتحالف الكردستاني لأن الثقل الصدري في الشارع يجعل كلمته الحاسمة لعدم أمكانية تجاوزه من قبل أي طرف يسعى لتوطيد الاستقرار في العراق ،ناهيك عن رغبة الكتل الأخرى في عدم التسليم بولاية ثانية للمالكي بسبب أدائه وتفرده باتخاذ القرارات.
*في تصريح للناطق باسم الحكومة وعضو ائتلاف دولة القانون علي الدباغ ذكر استحالة الاتفاق مع العراقية لأنها تطالب برئاسة الوزراء وأن رئيس الوزراء المقبل سيكون حصرا من دولة القانون أو الائتلاف الوطني ، وأن يكون رئيس الجمهورية هو الأستاذ جلال الطالباني وعلى الكتلة الأخرى(العراقية) القبول بمنصب آخر وهذا ما ترفضه العراقية التي تصر على أن مرشحها الوحيد هو الدكتور أياد علاوي وبالتالي فأن أي اتفاق بين الكتلتين محض وهم ولا مكان له في المستقبل المنظور.
*هناك محاولات لأجراء لقاء بين العراقية ودولة القانون لإبرام أتفاق بينهم لتشكيل الحكومة وهذا أمر مستبعد لأن كلا القائمتين تتمسكان بمنصب رئيس الوزراء ،ولأن علاوي لا يمكن له أن يكون رئيسا للوزراء بموجب التقسيم الطائفي الذي جعل من هذا المنصب حكرا للأحزاب الدينية الشيعية وأن أي كتلة أخرى لا يمكن لها تولي هذا المنصب حتى أن حازت على الأكثرية ، ولا يمكن لشيعي علماني أن يكون رئيسا للوزراء لأن العلماني في نظر القوى الدينية لا يمكن أن يكون مسلما وبالتالي لا يصلح لقيادة العراق المسلم.
* التحالف الكردستاني من جانبه يميل للاتفاق مع المجلس الأعلى ولا يضيره من يكون رئيسا للوزراء إذا وافق على المطالب الكردية المعروفة ولأن الكورد يطالبون بصلاحيات أكثر لرئيس الجمهورية فهم في هذه الحالة سيكون لهم التأثير على القرار العراقي دون أن يكون لهذا القرار تأثيره على إقليم كردستان،ولأن هناك تقاطعات بين التحالف الكردستاني والقائمة العراقية أو على وجه الدقة أطراف منها فلا مكان للتحالف بينهم ،لأن القوى القومية الموجودة في العراقية لها تحفظاتها على الكثير من المطالب الكردستاني في الوقت الذي لا يوجد لدى الأطراف الشيعية أي تحفظات على مطالب الكورد في كركوك أو الفيدرالية وبذلك فإنهم الأقرب للتحالف مع الكتلة الشيعية وما يقال في وسائل الأعلام عن تحالفات قديمة ونضال مشترك هو لذر الرماد في العيون لأن هناك أطراف في العراق تحمل الكثير من العداء للكورد ولا يمكن لأي تحالف أن يتوطد بينهم.
* يراهن البعض على رأي المرجعية الدينية في النجف وتأثيرها لتشكيل الحكومة ،وهذا أمر لا يمكن إنكاره ولكن سكوتها طيلة الشهور الماضية وغرق البلاد في فوضى الإرادات أمر لا مبرر له وأن تدخلها أصبح واجبا ،رغم اعتقادي أن البعض ربما يماطل في تنفيذه أو يتجاوزه،ولعل تدخل المرجعية سيكون له تأثيره في زيادة الأعمال الإرهابية وعودة الصراع الطائفي لأن الجهات الأخرى التي حصلت على الأصوات الأكثر في الانتخابات لا يمكن لها الإقرار بسهولة بما يريده الطرف الآخر وهو ما ينذر بانعكاسات سلبية على مجمل الوضع في العراق.
*يبدو أن الأمريكان عاجزين عن التدخل المباشر أو غير المباشر ويحاولون أكمال انسحابهم من العراق لحفظ ماء الوجه وضمان مصالحهم في المنطقة ،وهم لا يسمحون قطعا بدور أيراني فاعل إلا في ظل اتفاقات يكون العراق المتضرر الوحيد منها وهو أمر ليس بجديد على الأمريكان في التخلي عن عملائهم لتحقيق مصالح تفوق بأهميتها هؤلاء العملاء.
يبقى رأي الشعب العراقي ،وهو رأي مفقود في الوقت الحاضر لأن المواطن العراقي لا رأي له في الأحداث وهو ينتظر من يملي عليه رأيا ليسير خلفه وأن أدى ذلك إلى الفناء ،والى أن يكون للشعب رأيه سيبقى صراع المصالح بين القيادات هو الراهن وهذه القيادات قد تؤسس لدولة شمولية ليس بوسع المواطن مواجهتها وبالتالي سيعود الأمر كما هو عليه أيام النظام السابق ونصيحتي لمن وجد ملجأ له البقاء فيه حتى تنقشع الغيوم وتظهر الصورة الحقيقية للعراق الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوضع الرمادى
على عجيل منهل ( 2010 / 8 / 14 - 22:23 )
الاستاذ محمد على محى الدين- السلام عليكم - ان المهم بالنسنة لنا- ليس الاسم والفئة الحاكمة محروقة ولافائدة -منها ترجى عينها على المال والنهب والسرقة -والاسلام السياسى مضر للوضع السياسى قى العراق- ومجموعة سلمى على صديقى طارق عزيز - علاوى - وجودها عودة للوضع السابق- والاحزاب الكردية التى كانت من المفروض رافعة للحركة الوطنية- وتعطى من مقاعدها التعويضية للحزب الذى رفع شعار-- االحكم الذاتى للاكراد والديمقراطية للعراق -طبعا اقصد الحزب الشيوعى ولكن لات ساعة مندم ولم يعطوا شيئا ويريدون المغانم وهذه الطبيعة البرجوازية -- وعليه ارشح مقتدى الصدر رئيس الوزراء والله اعلم= طبعا هذا تهريج


2 - السماء واسعة
نسرين السامرائي ( 2010 / 8 / 14 - 23:37 )
السماء اوسع أكثر مما تتخيل يأستاذ محمد علي ، فالذي تعتبره صاحب ثقل وصاحب إمكانيات وتأثير في الشارع ، فربما يكون ذلك ضمن منطقة جغرافية معينة ، وبالتأكيد ينعدم تأثيره وتضعف امكانياته ولا تكون له اية اهمية تذكر في مناطق أخري
العراق ليس الحلة فقط وليس الثورة فقط


3 - العزيز ابو زاهد الورد
ناصر عجمايا ( 2010 / 8 / 15 - 03:40 )
دمت للفكر التقدمي الوطني دما نابضا ، بشعور عالي وفكر راجح ، اعتقد بان الامور تشير بما لا يرغب به الوطن والمواطن الشريف
شعبنا تعلم ان ياخذ السمك ويتقبلها بمنة دون تعب ، لم يقبل ان يصيد السمك بنفسه حتى وان كان السمك طائفا على سطح الماء ليمد يده وياخذها ثم يصنعها ليأكل هو وعائلته
لا يقبل بالصنارة ولا يحاول الحصول على الصنارة لكي يصيد السمك
المثل الصيني يقول: لاتعطي للانسان السمك بل علمه كيف يصيد السمك
في ظل فاشية القرن العشرين لا يلام شعبنا ، لكن في القرن الواحد والعشرين يلام شعبنا وتلك هي قناعاته الخاصة وهو يتحمل وزرها ، انه اختيار دكتاتوريين جدد وسراق محترفين وفاسدين معممين ،فليكن ما يريد .. اؤكد انها مرحلة يدفع شعبنا ووطننا ثمنها باختياره
لكم منا كل المحبة والتقدير


4 - الأخ العزيز
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 15 - 06:04 )
الأخ علي عزيز منهل
الوضع الشائك الذي وصل اليه البلد اليوم تتحمل مسئوليته الأحزاب الدينية التي أدارة الأمور بالشكل الخاطيء وأوصلت البلاد الى ما هي عليه من وضع مأساوي ،والحل في أعادة الأنتخابات وأصددار قانون الأحزاب وقانون أنتخابات جديد وأشراف مباشر من المجتمع الدولي دون أن يكون للجهات المهيمنة تأثيرها وتدخلها في صلب القوانين المنوي تشريعها فما يشرع هذه الأيام لا ينطبق على أي قانون عالمي وهو طبخة عراقية بأمتياز تضمن للقوى الكبيرة هيمنتها ويتحمل الشعب العراقي مسئولية أختياره فما يجري الآن في ظل هذا الحر الخانق جريمة كبرى لايمكن السكوت عليها فالشعب يعيش في أتون محترق والعالم يتفرج ولا أدري السر في سكوت العراقيين على أوضاعهم المأساوية هل الوعي والأفتقار للحزب السياسي المؤثر هو السبب الأول أم هناك أسباب أخرى


5 - العزيزة نسرين السامرائي
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 15 - 06:08 )
العزيزة نسرين السامرائي
معك في تأثيرها على مناطق معينة ولو راجعت المقال جيدا لوجدت أشارة الى الأكثر من ذلك فعلي الدباغ الناطق بأسم دولة القانون صرح أن المرجعية لن تتدخل في تشكيل الحكومة مما يعني النية المسبقة لعدم الأخذ بنصائحها لذلك أقول هناك تأثيرات عديدة ولكن لحد الآن يبدو أن الكتل السياسية تحاول أيصال الأمور الى طريق مسدود وقد يتفجر الوضع بما لا تحمد عقباه والمتضرر هو الشعب فقط.


6 - اخي الأكرم ناصر عجمايا
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 15 - 06:11 )
اخي الأكرم ناصر عجمايا
ما ذهبت اليه هو لب المشكل لذلك نؤكد ونقول أن البلد بحاجة الى أبنائه المجربين المخلصين وأن الحزب الوطني يستطيع التأثير من خلال طروحاته الواقعية وأمتزاجه بالجماهير ودفاعه عن مصالحها وعلى المثقفين العمل الجاد لأعادة الوعي المستلب خلال الأعوام المنصرمة لأن الكارثة جاءت من خلال التجهيل المتعمد ومحاولات الجهات الدينية تغييب الأ{ادة الوطنية وتغليب الهويات الفرعية التي جعلت روح المواطنة في خبر كان


7 - الشعب العراقي
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 8 / 15 - 07:54 )
الصديق محمد تحية لك وللصديقة الغائبة نسرين ولكل القراء الاعزاء
اوضحت بشكل بسيط واقع الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات وهي جميعها لا تتفق بينها لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكثر عددا... يعني المشكلة منذ ستة شهور والكتل لا تتوصل الى اتفاق بينها.. وهذا سوف يؤدي الى احتمالات عديدة:
أتساع الارهاب ضد الشعب العراقي
تشنج وتوتر الحكومة الحالية
احتمال قيام اقلاب عسكري.. كما اوضح الصديق جاسم الحلفي
تدخل الامم المتحدة
لكن يبقى الفيصل والحاسم وصاحب القرار النهائي هو الشعب العراقي.. لا يمكن ايقاف المهزلة والسخرية الا بانتفاضة شعبية واسعة عبر المطالب اليومية الملحة والتي تاخذ شكل: مظاهرات..اعتصامات..اضرابات..مسيرات جماهيرية..وهذا سوف يحصل لكن بشكل عفوي .. وعندها لكل حادث حديث
وشكرا


8 - الصديق جاسم الزيرجاوي
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 15 - 09:24 )
نعم الكرة الآن في ملعب الشعب العراقي وقوله الحاسم في التغيير لأن الأمور أخذت منحى بعيد عن المصالح الوطنية والشعبية والكتل القائمة تسير في طريق سيؤدي الى كوارث لا تحمد عقباها والأمل بالقوى الوطنية العراقية ومنظمات المجتمع المدني العمل الجماهيري الجاد لأعادة بناء الشخصية الوطنية وتهيئتها للعمل الشعبي الحاسم فالأنقلابات ستتجه بالعراق الى حكم أستبدادي جديد والتعنت الحالي له آثاره المدمرة وسيبقى الشعب هو صاحب القول الفصل


9 - عليك تقديم البديل
علي مهدي الشمري ( 2010 / 8 / 15 - 22:00 )
الاخ ابا زاهد العزيز
أن تحليلك صائب ومعمق ولكن عليك ايجاد البديل وطرحه على الساحة السياسية لكي يتسنى للمواطن العراقي تفحصه قبل الموافقة عليه,هل هو من اصحاب العمائم,ام اللحى المقلمة,أم الخواتم الفضية ,؟
هل هو من البلطجيةأم من الحيتان والقطط السمينة,هل هو مرتبط بالوطن أم بدول الجوار ؟هل هو قائد مجاميع مسلحة ام فرق اغتيالات ,؟؟؟
لكن الاعم الاغلب العراقييون يريدون أنسان متحضر أصولة من الطبقات المعدمة ليتحسس الامهم ومشاكلهم ,ويمتاز بالحس الوطني ويفضل مصلحة المواطن والعراق على مصالحه الشخصية,ورجل بهكذا مواصفات على ما يبدوا اصبح حلم يراود العراقيين؟فالدوامة مستمرة أذن لفقدانه
تقبل تحياتي,


10 - الأخ العزيز
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 16 - 10:20 )
الأخ علي الشمري
لا أعتقد أن العراق بحاجة لعمامة على رأس السلطة أو بحاجة لرجل دين أو قائد لأحد المجموعات المسلحة ،انه بحاجة لعراقي يشعر بشعور العراقيين ومعاناتهم في ظل سنوات القهر والاستعباد رجل نزيه يفضل المصلحة العامة على المصالح الفئوية الضيقة رجل يؤمن بأن العراق واحدا موحدا وأن العراقيين أخوة على سرر متقابلين تجمعهم المساواة ولا تفرقهم القوميات والأديان والمذاهب رجل من طراز عبد الكريم قاسم مع عقل أرجح وفكر أصلح

اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع