الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواهمون واحلام اليقظة

عزام يونس الحملاوى

2010 / 8 / 14
القضية الفلسطينية


رغم كل الصراعات والخلافات السياسية التي مر بها الشعب الفلسطيني على امتداد ثورته, إلا أن الوحدة الوطنية ظلت القاسم المشترك لدى جميع القيادات المتعاقبة, ولدى كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج, فالوحدة هي قدر شعبنا وهويته وعنوان إرادته, فهي ليست وحدة أفراد فقط بل وحدة وطن وإنسان و تقرير مصير, لهذا فان كل أبناء الشعب الفلسطيني هم المسئولين عن حمايتها والحفاظ عليها, لوجود بعض الواهمين الذين يسعون من اجل تقسيم الوطن وتمزيق وحدته, لذلك وجب على هؤلاء الواهمين مراجعة حساباتهم لئلا يجدوا أنفسهم على مزابل التاريخ, ولأنهم لن ينالوا من وحدة هذا الوطن رغم مايحدث لأنه محمي بإرادة وعزيمة أبناء شعبه في الداخل والشتات 0ان الذين يحاولون المساس بهذه الوحدة واهمين, وتناسوا بان هذا الشعب ضحى كثيرا من اجلها مجسدا بذلك عزيمته ورغبته الجارفة, وتطلعاته إلى التمسك بها رغم ظروف الانقسام التي يمر بها لأنها ستقوده إلى الحرية والاستقلال0 لذلك فلينسى هؤلاء وليفيقوا من أحلام اليقظة التي يعيشوها بعد أن تخلوا عن الثوابت والمبادئ والدين والأخلاق, وعليهم الوقوف بجانب شعبهم لمواجهة عدوهم, وليعلموا بأنه لايمكن لهم أن يجروا الشعب إلى حيث يريدون ,فيكفى ماحدث لان ذاكرة الشعب مازالت مملوءة بما ارتكب بحقه من ظلم وقهر وافتراء0إن هؤلاء الواهمون الذين يتاجروا بقضايا الوطن,يعرفون أن الزمن قد عفي عليهم, وسيظلوا مطاردين لماضيهم السيئ ولن يغفر لهم ,لان مسلسل ألأحداث على الساحة الفلسطينية والتي توزعت بين الظلم والحقد والتمرد على الثوابت الوطنية, وما ارتكب من ممارسات يعاقب عليها الدستور والقانون0 لذلك فعلى هؤلاء الواهمون الذين فرضوا أنفسهم على الشعب وعلى حساب دماء أطفاله وشبابه, وما زالو يعملوا على سرقته والتلذذ بسماع أنينه وعذاباته رغم جوعه وفقره ,عليهم أن يتوقفوا ويراجعوا أنفسهم ولو قليلا لرؤية ومشاهدة معاناة شعبهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, وإلا فلا يستحقوا أن يكونوا أمناء على الشعب وقضيته, ولايمكن أن يكونوا بناة وطن وهم لا يربطهم بتراب هذا الوطن سوى مصالحهم الحزبية والشخصية 0 إن هذا النوع من الواهمين الذين يحاولوا إقناع الشعب بشخصياتهم الكرتونية, ويأخذوا من الفضائيات مكانا للتبجح والترويج لأوهامهم, وجعلوا من أنفسهم أصحاب جاه ومكانة اجتماعية, وهم حماة اللصوص والمزورين وناهبي حقوق الشعب, وفنانين فى تدمير الوطن واقتصاده وأمنه, فهؤلاء لايستحقوا أن يكونوا قادة لهذا الشعب,ولهم نقول إن من يستخف بقدرة الشعب الفلسطيني على استعادة عافيته ووحدته, إنما يستخف بتاريخ هذا الشعب وعظمته وقدرته على الصمود والتحدي رغم المحن والمصائب التي حلت عليه, ومثل هؤلاء يستحقون منا الشفقة بقدر ما يستحقون الاحتقار0.إن الإحساس بمعاناة الوطن والشعب لن تكون بطريقة السب والشتم والخطب الرنانة, ولا بالتمسك بالرأي الواحد والتشكيك بالآخرين, ولا بطريقة سرقة قوت الفقراء والشعب0 إن الإحساس بالوطن والشعب يكون بالصدق والأمانة في المواقف والعمل الجاد من أجل تغيير الواقع لصالح الشعب وقضيته ,ويكون في تصالحنا مع أنفسنا ومع غيرنا وبدون فرقعات إعلامية وشعارات جوفاء لا تفيد في إيجاد حل لاى من مشاكلنا ,فليس هناك أسهل من ارتداء قميص الشجاعة ,ورفع شعار الرفض الدائم لكل شيء, ولكن من الصعب جداً أن يكون لك بصمة حقيقية في خدمة شعبك ووطنك0 إن هذه القلة التي تسيطر عليها الأوهام وأحلام اليقظة وحب السيطرة وظلم الشعب, أشخاص لن يغفر لهم لا الزمن ولا الشعب لأنهم كانوا عبئا عليه بأوامر خارجية, وستكون سيرتهم في ذاكرة الأجيال مثل سيرة أعداء الشعب الفلسطيني, ارتهنوا لمصالح وأوامر دول الخارج وسيلعنوا ويحقروا, ولن يتركوا لأحفادهم غير الخزي والذل والعار الذي سيظل يطاردهم ,وستزول هذه المحنة يوما فالتاريخ يسير إلى الأمام , ولن يصلوا إلى أهدافهم لأن الشعب الفلسطيني سيكون لهم بالمرصاد0 إن إشعال الفتنة وإشاعة الخوف والفوضى وزرع ثقافة الكراهية بين أبناء الشعب الفلسطيني لن تحميهم, وسياتى اليوم الذي سيدفعون به فاتورة الحساب آجلا أم عاجلا والشعوب لاترحم 0إن الفرصة مازالت مواتية للتوبة والتراجع عما اقترف من جرائم بحق الشعب والوطن, خصوصا وإن شعبنا تغلب عليه سمات التسامح والمحبة والغفران, لذلك المطلوب العودة إلى الحق والفضيلة وطي صفحة الماضي حتى تستقيم الأمور وترجع إلى سابق عهدها0 وكذلك إنهاء الانقسام وباى ثمن تمهيدا لتشكيل حكومة تسير أعمال تعمل على أجراء انتخابات رئاسية وتشريعية, والاهم الاتفاق على برنامج سياسي شامل وواضح المعالم قابل للتطبيق, والتفرغ للاحتلال ومقارعته معتمدين على استثمار طاقات الجماهير في كل أشكال المقاومة, واستثمار المناخ العربي والدولي جيداً ليعملا بشكل أفضل على دعم القضية الفلسطينية, حتى ننجز أهدافنا المشروعة بدحر الاحتلال, وتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة