الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحول الصراع من أطماع محدودة إلى أحتلال يتجاوز البقاع صياغه ..... العراق وأفغانستان وفلسطين في دائرة السيطرة

راوية رياض الصمادي

2010 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



لماذا يعد الصراع قاب قوسين أو أقرب من خرافة السيطرة على كوكب الأرض، إن امتلاك المعرفة الفضائية المتمثلة باستخدام الأقمار الصناعية، الذي بات هاجس الدول الكبرى، سباقاً تتنافس من خلاله الدول. جورج بوش ومقولته الشهيرة "لقد انتقل الصراع للسيطرة على الأرض إلى الفضاء"، إنه الجشع المتمثل في مدخل ما بعد الفكر الإستعماري وهو مدخلاً للتأمل وللسيطرة الكونية.

ماذا تعني عناوين تنشر هنا وهناك من أمثلة "حرب على الإرهاب"، "تحرير الشعب العراقي من صدام حسين" و "تمكين المرأة" في العالم العربي، أجمع إلى التخلص من أسلحة الدمار الشامل، والتي قيل أنها موجودة في العراق إلا أن الأحداث ومجرياتها أثبتت عكس ذلك، إلى "السيطرة على منابع النيل"، واختلاق مشكلة دارفور بين العرب والأفارقة، وما يحدث على الساحة البنانية. إذاً إن الجروب التي تشن من أجل السيطرة على الأرض في الوقت ذاته هي التي تدافع عن الحقوق والأمن ومكافحة التطرف والذي تم إلصاقه وحصره بالإسلام، وبذلك المفهوم فإنها تتماشى بنسجام مع مفهوم الغرب الحضاري.

لماذا لا تنظر إلى وجهة النظر التي إذا ما تعرت حقيقتها فإننا سننظر إلى الوجه الآخر وهو العدوانية الحقيقية تجاه الشعوب المسالمة والطمع في أرضها وخيراتها وثرواتها والتي تعتبر المحرك الأساسي للأعمال العسكرية، والإبتزاز السياسي والعقوبات التي تمارسها بستمرار الدول المنتصرة منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن على الدول التي ما زالت تصارع من أجل استقلالها الحقيقي.

ما هي الأسباب الحقيقية التي من خلالها لا نستطيع أن نغفل عنها بل أن تسلسل الأحداث يوصلنا إلى أسباب الحرب على العراق والحرب على أفغانستان، والحروب اليومية المستمرة على الفلسطينيين، من مصادرتهم لأراضيهم، وهدم بيوتهم، وعتقال شبابهم. إن التدقيق بوكالات الأنباء العربية الصانعة لأخبار الترويج للحروب سنجدها تخلوا من أي محاولة لتعقب آثار هذه الحروب التي تستهدف الملايين من المدنيين، وبالمحصلة لا يعنى صناع هذه الحروب وضع البشر في هذه البلدان ما يعنيهم هو الرقعة الجغرافية التي من خلالها تتم السيطرة عليها وإيجاد سبل إحكام هذه السيطرة على المدى البعيد بما قد يقال "نظرة مستقبلية احتلالية بغض النظر عن البعد الإنساني".

أن الحرب على العراق أدت إلى تدمير البنية التحتية في كل مجالات الحياة، وبث روح الطائفية، وافتعال الأعمال الإرهابية لإثارة الفتن والأحقاد، إذاً الهدف من كل هذه الحروب هو السيطرة على أرض العراق وثروته. ولا تخرج افغانستان من الدائرة فهي تعاني من حروب فككت البلد، وانتشار الجريمة والإرهاب التي بات من الصعب معالجتها حتى إذا ما توافرت النية الحسنة والإرادة الصلبة الهادفة لمعالجتها.

فلسطين والأحتلال الصهيوني لأكثر من ستين عاماً، هذا الصراع الذي تجلى بمصادرة أراضي فلسطينين، واليوم تعمد إلى تهويد المكان والأسم لتغير معالمه للأبد. وهي ترفض وبشكل قاطع طرح مسألة ملكية الأرض على طاولة البحث. حتى لو بقى الفلسطينيون يحملون مفاتيح منازلهم التي أخرجوا منها بالقوة. وحتى لا تقع في المحظور أخترعت لنفسها أسطورة الصراع الديني والعداء للسامية، وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول ركزت على خطر التطرف الأسلامي وحاجة إسرائيل إلى الأمن. ويكمن تسائل إن التطرف اليهودي الذي يهجر السكان من بيوتهم ويستقدم مستوطنين من كل أنحاء الأرض أقل خطراً على أمن الفلسطينين والعرب وحياتهم ومستقبل أبنائهم!!؟؟

إذاً ما هو معنى مفهوم الخطر الذي تروج له الدعاية المعادية للعرب .... !! أن ما تحاوله إسرائيل يندرج تحت مفهوم عنصري بامتياز لأنه يصور جندي الأحتلال المدجج بالسلاح والمستوطن المسلح الذي يطرده من منزل بناه هو ويجلس مكانه في هذا المنزل، بأنه خائف على أمنه وحياته ..... قبل وقت غير بعيد كتبت مقالة عن مسلسل " صرخة حجر" وهو إنتاج تركي نشر في جريدة الدستور الأردنية في 24/3/2010 وأعربت من خلال هذه المقاله مدى ألمي وحزني لأن المنتجون العرب لم يحاولوا أن يكونوا منصفين، فلقد عبرت تركيا بمخرجها المبدع ما عجزت أقلام الكثيرين، فصور المعتقلين والمعتقلات في فلسطين كل يوم تروي قصصاً لا خصر لها عن أناس انتزعوا من ديارهم وعصبت أعينهم وأوقفوا ضد حائط أصم من قبل عسكري مدجج بالسلاح انتهك كل الحرمات والشرائع والقوانين الدولية ومع ذلك ترفق الصورة بأكذوبة متداولة أنه هو الذي يخشى على أمنه وأن ضحايا هؤلاء هم الذين يهددون أمنه. لقد عملوا على نهب خيرات الأراضي الفلسطينية واليوم يبتلعون القدس الشرقية في عملية لتهويد للأراضي والمقدسات.

لماذا لا نقرأ ما يكتب في الصحف العبرية، نحن نقف مع من يكسرنا وهذا بحد ذاته يغيظني، إن المانحين الأمريكيين لجمعية تشجيع الأستيطان في القدس الشرقية يستفيدون من إعفاء ضريبي تمنحه حكومة الولايات المتحدة للهيئات الداعمة "للمشاريع التربوية"!! أشارت صحيفة هارتس إلى أن أصدقاء منظمة "عطيريت كوهانيم" الأميركيين جمعوا في السنوات الماضية ملايين الدولارات لهذه الجمعية الساعية لتهويد القدس الشرقية.

كتبت الدكتورة بثينة شعبان تأتي زيارة وفد مجلس الشيوخ الجمهوري برئاسة السيناتور مايك هاكبي إلى مبنى فندق شيبرد في حي الشيوخ جراح في القدس الشرقية تحدياً سافراً لطبيعة وقدسية المكان واستهانة بأسس الحقوق الفلسطينية في هذه المدينة. وتشير أن مسؤول حملة جمع الأموال دانيال لوريا أقر أن هذه الجمعية الدينية المتطرفة تعمل على "ترسيخ الجذور اليهودية في القدس الشرقية من خلال إنقاذ الأرض" أي من خلال السطو على الأرض وسلبها وها هو هاكبي يقيم حفلاً في فندق شيبرد في حي الشيخ جراح في القدس العربية والذي صادرته إسرائيل وكذلك الأرض المحيطة به عام 1968، وبدأت الأشغال لبناء عشرين وحدة في هذا الموقع على الرغم من احتجاجات المجتمع الدولي.

إنني أستعجب من العرب أو كما يسمينا الغرب دول العالم الثالث لماذا هم بعد هذا كله صامتون أو أقلامهم لا تعبر إلا عن هامش من مشاعرهم التيلا تتحرك إلا من خلال مشهد عبر التلفاز أو سماع عبر الإذاعة، هل نحن بتنا خاملون لدرجة أن سيطر الآخرون على نوع الثقافة التي يريدها الغرب منا أن نتشربها، فلسطين أمانة في أعناقنا، والعراق جزءاً من هذا الوطن العربي، وأفغانستان فيها أخوتنا، فهل نحن قانعون بأنفسنا، وهل ندع الآخرين يتلاعبون بنا كأحجار الشطرنج دول وسياسات وأنظمة كلها تسعى لسيطرة علينا .....

لنواجه الواقع والحقيقة نحن بحاجة لمراجعة أنفسنا من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعتذر من قرائي لوجود بعض الأخطاء
راوية رياض الصمادي ( 2010 / 8 / 14 - 22:32 )
التيلا تصحيح الكلمة التي لا

الجروب تصحيح الكلمة الحروب

شكراً لتفهمكم وأعتذر على نشرها قبل تدقيقها


2 - تحية طيبة
صالح القاسم ( 2010 / 8 / 19 - 09:30 )
تتلاعبين مع أموات ، وهكذا كل الكتاب السياسيين ، لا فائدة من الكتابة لا في السياسة ولا حتى تحسين نوعية الكنافة ، احوالنا عال العال ، ما دام صاحب القرار غير قلق على انقطاع المياه عن قصره ، وغير معني بتأثير ارتفاع الاسعار الى غير ذلك من القضايا لكن أشد على الصامدين امثالك في الاستمرار في الكتابة ليظل الأمل قائما

اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!