الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناضلين أزهقت أرواحهم وسياسيين تتصارع على الكراسي

ماجد فيادي

2010 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


سنين من النضال ضد الدكتاتورية راح ضحيتها مناضلات ومناضلين, حملوا من الفكر والإصرار على إزاحة الدكتاتورية, ما جعلهم يدفعون الثمن أرواحهم, مخلفين خلفهم أرامل وأيتام, وأقارب حملوا على أكتافهم عبئ الظلم, مطاردين بقطع الرزق والاعتقال والتعذيب وأحياننا الإعدام, لا لشيء سوى رفضهم التعاون مع أزلام الدكتاتور, في الاعتراف على مناضلين آخرين يحملون هموم الوطن فوق هموم حياتهم اليومية.
شخصيات نالت من الشهادات العلمية ما لم يحلم به الدكتاتور يوما, وما لم يحلم به برلمانيو اليوم, قدموا حياتهم قرباناً للحرية وخلاص العراق من جلاده, نساء كسرن حصار العادات المتخلفة خرجن يثقفن الجماهير بأفكار الحرية والحداثة والتنوير, رجال رفضوا البقاء في إطار القديم بحثوا عن التطور والبناء الجديد للفكر العراقي, وتغير الوطن ببناه التحتية لكي ننافس العالم بالعلم والجمال, كانوا حجر عثرة أمام طموح الدكتاتور في السيطرة على العراق, فكانت النتيجة أن فقدهم الشعب العراقي على درب النضال والإنسانية.
اليوم وقد سقط الدكتاتور مع صنمه, بالرغم من طريقة السقوط التي لا تروق لنا, عاد الشعب وصنع أصنامه الجديدة, وان كان الصنم الساقط قد فرض نفسه بالعنف ومساعدة نفر قليل من بنات وأبناء الشعب العراقي ودعم كبير من الامبريالية العالمية, فقد صنع الشعب أصنامه الجديدة بطريقة جديدة تسمى الديمقراطية, لكنها للأسف ديمقراطية زائفة خلقت لنا مشاكل كثيرة أهمها, القادة الضرورة, الذين اعتقدوا أنهم قادرين على تحمل أعباء بناء العراق على مزاجهم وبمفردهم, محاولين إلغاء الآخر ليكونوا كل منهم الدكتاتور الجديد.
هذه القيادات تناست دماء رفاقهم من المناضلات والمناضلين, ممن قدم حياته قرباناً للوطن, وراحوا يتصارعوا على الكراسي والامتيازات ولقاءات كبار قادة العالم, تناسوا أيضاً أن شهداء سجون الدكتاتور لو كانوا على قيد الحياة لما وصلوا الى هذه الامتيازات وهذه الأدوار, التي تبدو بوضوح للعيان فضفاضة وليست على مقاسهم.
ليس هذا فقط بل إنهم تسببوا في إزهاق أرواح جديدة, عندما أهملوا أداء واجبهم تجاه الشعب, وفسحوا المجال للإرهابيين القتلة أن ينفذوا من خلال خلافاتهم على الامتيازات, ففجروا كل يوم أجساد الأبرياء بمفخخاتهم وانتحارييهم, قادتنا الجدد ليس في حساباتهم معاناة العراقيين, صالوا وجالوا في ساحة التخلف السياسي, محطمين كل مفاهيم الدستور, مخترعين مفاهيمهم الجديدة ذات الجلسة المفتوحة, والخطوط الحمراء بعضهم على بعض, والحوارات الغير جادة تمهيدا للمفاوضات الجادة, القائمة الفائزة في الانتخابات والكتلة الأكبر بعد الانتخابات, وأمور أخرى اختزلت البرلمان في قادة الكتل الكبيرة حصراً.
للأسف الشديد هذا هو حال اليوم, لكنه لن يدوم, فالشعب الذي ظلم نفسه ويتحمل نتيجة قراره في صناعة أصنامه, لا بد أن يأتي اليوم الذي يقول فيه كفى جرياً وراء وهم الطائفية والقومية والحزبية, ومهما ابتعد هذا اليوم فهو آتٍ لا محالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بين حانة ومانا ضاعت لحانا
شيرزاد همزاني ( 2010 / 8 / 14 - 23:53 )
تحياتي سيدي كاتب المقال .. أرى أنك جانبت الصواب بتحميل الشعب وزر دكتاتورية الفرد التي تختلف عن دكتاتورية الحزب والعقيدة .. شعب عاش في ظل الكتاتوريات منذ ألأزل - أن تسنى قول ذلك - ماذا تتصور منه أن يقدم . شعب عاش قلقا طوال تاريخه بسبب الحروب بين الامبراطوريات والحصار الاقتصادي وووو .. الخ ماذا سينتج هذا الشعب المسكين .الديمقراطية أرث واسلوب أدارة دولة من أهم شروطها الاستقرار وان يكون الشعب على درجة من الثقافة بالاضافة الى وجود المؤسسات الديمقراطية . أن تعلم تداول السلطة هي بداية الطريق والكل يحبوا كثيرا أو قليلا الى أن يتعلم المشي .. نتمنى من سياسيينا أن يكونوا على قدر المسؤلية وأن يرأفوا بشعب أعزل ومُدَمَر ... تقبل فائق تقديري لكم


2 - الاخ ماجد
ناصر عجمايا ( 2010 / 8 / 15 - 03:08 )
ما ذكرته هو الحقيقة بعينها ،الى متى يستفيق شعبنا من سباته ؟؟؟ لا تنسى ارهاب الدكتاتورية السابقة وفعلها المشين في تغييب الوطنية الحقة من شعبنا ، وتأجيج المشاعر القومية والطائفية والعشائرية النفعية ، ، باتت الوطنية الحقيقية بعيدة عن منال شعبنا ، ناهيك عن تغيير في اخلاقية الانسان العراقي بحب الذات ، عكس المناضلين من ناكري الذات من اجل الشعب والوطن
الدكتاتورية الفاشية هدمت الاقتصاد والحياة والبنية التحتية للوطن بالاضافة الى دمار فكري للانسان ، هذا هو الاصعب لتغيير المسار الشعبي من الذاتية الى الوطنية ، اصبح المواطن العراقي كالمراهق يركض وراء ملذاته الشخصية دون ما يدور بعائلته ، لاهم ولا غم له سوى ملذاته الطائشة ، التي لا يجني منها غير خيبة امل انسانية ،، تلكك هي حقيقة الانسان العراقي
يركض وراء قشور زائلة وملذات عقيمة ،، ولا يعلم ما هو عليه.. وما هو له
لا يستوعب حقوقه ككما لا يستوعب واجباته ، تلك هي مهمات قوى وطنية حقيقية في الساحة لكن علينا ان نستوعب الواقع المر عملها ليست سهلة بل عسيرة جدا تتطلب زمنا ليس بالقصير


3 - الفرق بين الواقعية والمثالية
ماجد فيادي ( 2010 / 8 / 15 - 11:21 )
السيد شيرزاد الهمزاني تحية وسلام
لا اجد فرق فيما وصفت به واقع الشعب العراقي وما وصفتهم به فالنتيجة واحد أن العراقيين مارسوا ديمقراطية مزيفة بفعل احزاب السلطة, لكن استشهد بمثال قد يقترب او يبتعد عن ما تكلمنا عنه, هل يعفي القانون مجرما من العقاب بسبب واقعه الاجتماعي ان نشأ في عائلة وبيئة متخلفة اقتصاديا واجتماعيا, في الحقيقة القانون لا يفرق على هذه الاسس, وهو نفس الحال عندما ينتخب الشعب مجموعة من السياسيين دون اخرين صانعا بنفسه اصناما تلعب بمستقبله كما تشاء, وهذا لا يمنع ان نقول أن الشعب اخطأ في ممارسة الديمقراطية رغم تاريخه الخالي منها, لكنك اغفلت نهاية المقال عندما ربطت التغيير بفعل الشعب أن يختار في المرة القادة وفق مصالحه بعيدا عن الطائفية والقومية والحزبية.
ادعو الجميع ان يحمل الشعب نتيجة قراره فهذا ليس عيبا او اتهاما بل هي دعوة للتفكير قبل الانتخاب


4 - نعم ولكن
ماجد فيادي ( 2010 / 8 / 15 - 15:13 )
الاستاذ ناصر عجمايا المحترم
لا يمكن التقليل من دور الدكتاتور فيما وصل اليه الفرد العراقي من تخلف ولا ابالية لكن الى متى يبقى العراقيون في سباتهم متناسين أن تغييرا قد حصل ولا بد من استغلال الفرصة وهل السنين التي تبعت السقوط غير كافية لتثبت لهم أن الطائفية والقومية ما هي الا اوهام يزرعها في رأسهم المتطفلين على معاناتهم.
اتفق معك أن التغيير يتطلب وقت طويل ولكي نقصره يجب ان نحمل كل مسؤوليته تجاه التغيير

اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات